هل يظن عمار الحكيم ان كل الناس يباع ويشترى؟,
هل ظن فعلا مثلما يظن سماسرة وقوادي اليهود ان لكل رجل ثمن؟,
وهل يظن عموري ان اهل الانبار كلهم مثل ابو ريشة ورافع العيساوي وحميد المزنجر من كثرة الخيسان؟.
هل يعلم عموري انه عندما كان لا يزال يلعب “دعابل” في ايران,كان هنالك رجال من عشائر الدليم يخططون لقتل صدام حسين ,ليس نصرة لايران ولا طمعا في ملايين حكام الخليج,وانما لانهم كانوا يرونه حاكما ظالما يجب التخلص منه,فلم تغرهم ملايين صدام ولم يردعهم سطوته و جبروته ؟.
من المضحك فعلا انك عندما تطالع ما سماه عمار الحكيم بـ”مبادرة” وصفق لها المالكي ظنا منه انها صفقة كصفقة السلاح الروسي ام الاربع مليارات دولار!,من المضحك فعلا انك تقرا في اول بند فيها هو:
الدعوة لمنح الانبار اربعة مليارات دولار على مدى اربع سنوات !!.
وكان تلك الاموال صدقة يستجديها اهل الانبار وليس حقا يجب على اكبر خشم في العراق ان يمنحهم اياه,
وكان اهل الانبار بكنوز الخيرات التي تحت ارضهم ,وكثرة المياه التي تغرق مدنهم,وغزارة الرجال المفكرين والمثقفين والعلماء الذين يملؤون ازقتها,عاجزون عن انتاج تلك الميارات بسنتين وليس اربع سنوات لو توفرت لهم القيادة الحكيمة والاستقلال عن المالكي وحكومة الدجالين!!.
او كان اهل الانبار قد خرجوا في تلك المظاهرات وصمدوا في تلك الاعتصامات بحثا عن فرصة عمل, او طلبا للكهرباء, او رغبة في بناء احد “المولات” في اطراف مدينة الفلوجة وليس من اجل الحرية والكرامة والعنفوان !.
يبدو ان عموري العاشق للراشي والمرتشي والدبس الذي بينهما, لا يعلم بان من وقف امام امريكا ومسح بطائراتها ارض الانبار,لن تغريه اموال السحت التي سرقها عموري من خمس الفقراء او سرقها المالكي من نفط العراق,ولم تخيفهم اباتشي الامريكان ولا “سيخوي” السوفيت!.
لو كان عموري صادقا في اطلاق مبادرة تحقن دماء الشيعة قبل ان تحقن دماء السنة,لكان عليه ان يضع في اول بنود تلك المبادرة شرط اطلاق سراح جميع المعتقلين عاجلا غير اجل, اسوة بما فعلوه مع عصائب الحق,حين اطلقوا سراح جميع عناصرها من السجون بدون استشارة مجلس النواب ولا مجلس القضاء ولا استشارة طبيب العيون ولا طبيب للبطون!.
وكان عليه ان يطالب بتنفيذ مطالب اهل الاعتصمات قبل ان يطالب بتشكيل ميليشيات للصحوات!,
وكان عليه ان يطالب باطلاق سراح العلواني قبل ان يهين عشيرة البو علوان بمثل هذه الرشوة الخسيسة!.
يظن عموري ان كل الناس مثله ومثل ابوه وعمه, يمكن ان يشتروا بالمال والشهوات ,ظن ان جميع الناس يمكن ان يبيعوا شرفهم طمعا في عقود النفط, او يبعوا وطنهم من اجل الجلوس على كرسي مليء بالخوازيق!,
ونسي هذا “العُميرير” ان العبيد فقط هم من يباع ويشترى بالاموال,اما الرجال فلا يباعوا ويشترون الا بالجنة او بالنار!,
ولهذا ورد في القران “إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ”.
بامكان عموري ان يشتري بعض اهل الانبار مثلما فعل الامريكان,
وبامكان عموري ان يجند بعض وسائل الاعلام مثلما فعل حكام الخليج,
وبامكانه ان يسوق على اهل الانبار بعض الرشاوي بحجة انها مبادرات للسلام,
لكن هل يستطيع ان يخدع بمثل هذه الألاعيب الصبيانية رجال البسوا قادة فيلق القدس الدشاديش والسيتيان؟.
لا اظن ذلك,فاهل الانبار الذين يعشقون الدبس , يلعنون الراشي والمرتشي وعموري الذي بينهما صباحا ومساء!!.