23 ديسمبر، 2024 12:18 ص

رسم نهديك على ورق ابيض اقل خجلا واكثر شهوة 

رسم نهديك على ورق ابيض اقل خجلا واكثر شهوة 

كان يبحث بين كومة من اوراقه المبعثرة فوق طاولة زجاجية تتوسط غرفته عن قصيدة كتبها ذات يوم امام مرآة نهديها …..
 
 
2
ها هو يبحث عن تلك القصيدة مجددا انها احدى خطايا فوضى يومياته فهو يكتب عن جسدها في دفتر ملاحظاته ويلقي به بعيدا عن الانظار كي تبقى الكلمات منسية لا تملك هوية …..
هل هي قصيدة او نص فكري او ربما ديباجة مختصرة عن ملامح نهديها …..
 
3
يقلب الصفحات الواحدة تلو الاخرى وينسى انه على موعد مع تكملة فصول الرواية التي لا تنتهي يختار البحث عن بضع كلمات كتبها في لحظة شبه عارية فهو يعتبر نهديها بداية الفصل الاخير من قصيدته المفقودة …..
 
4
لم يقف عند حدود الكتابة عن جسدها بل تخطى ذلك بعمل فني يرصد قصة عشقه لنهديها …..
اختار هذه المرة ان يرسم تلك اللؤلؤتين اللتين تتوسطان جذع انوثتها لم يقتفي اثار عينيها ولم يقترب من تشققات شفتيها واختار النسيان كي يبتعد عن خديها المشبعين برائحة العطر…..
ترك العنان لصهوة فرشاته كي يدون تفاصيل دوائر نهديها …..
كتب تحتها بخط عريض …..
رجولتي تبدأ هنا وتنتهي هنا
 
 
5
رسم عدة خطوط فوضوية فوق الورق كي يجلب المزيد من خيوط ذاكرته نحو جسدها كان يحاول ايقاظ رجولته من سبات تلك اللحظات التي جمعتهما معا كي يخلق من المسافات التي تفصل بينهمنا بضع خطوط تعكس وجع الحنين لنهديها …..
كاد ان يصل لكن تخونه فرشاته وتختفي الالوان لا يبالي بهذه الشعيرات النحيلة المزروعة داخل الفرشاة ولا يهتم بتلوين هذه الخطوط يحمل بدلا عن هذه الاشياء المجردة من الشهوة قلم رصاص غليظ لا يصلح ان يكتب الشعر او حتى تردد قناة اباحية اوروبية مشفرة لكن ما يميزه انه يصلح لرسم نهديها على الورق بداية من دوائرها المراهقة وصولا الى انحناءاتها المليئة بالدسم …..
 
6
هكذا يعشق رسم بعض ملامح انوثتها احيانا بقلم رصاص واحيانا بقلم حمرة يبقى الاختيار له فهو فنان تشكيلي يمزج ما بين السريالية وبيبلوغرافيا جسدها …..
تبقى ملامحها غائبة يفضل ان يحتفظ بها في زاوية عذراء من ذاكرته كي يتذكرها في فوضى يومياته عندما يستفيق من وجع حبها …..
يخفي هذه الخطوط داخل احشاء بعض قصائده ويعيد من جديد رسم نهديها على ورقة بيضاء اقل خجلا واكثر شهوة من التي سبقتها …..