ايها الحبر الاعظم كما يناديك اخواننا من ابناء الدين المسيحي سوف تنزل طائرتكم في مطار بغداد الدولي وسوف يرافق زيارتكم منع شامل للتجوال في اغلب المدن العراقية لان الحكومة تخشى على حياتكم من الشعب الذي تحملتم عناء السفر لزيارته..وسوف تلتقون بشخصيات سياسيه تتكلم لك عن الامن والامان وعن الديمقراطية التي جاءت لنا بها الولايات المتحدة الأمريكية ومن المستحيل ان يقولوا لك ان هذا الشعب الصابر المجاهد بمسلميه ومسيحييه بعربه وكرده بشيعته وسنته قد فقد الملايين من ابناءه ثمنا لهذه الديمقراطية العرجاء..
واعلم ياقداسة البابا اننا لسنا رافضين لزيارتك فنحن شعباً مضياف يكرم ضيفه. ولكننا رأينا ان زيارتكم مُبالغ بها كثيرا ولها تأثير على وضعنا الإقتصادي المتدهور ونحن نعرف مسبقاً انها بدون نتيجة وان تكلفة هذه الزيارة ليس مثلما يتصور قداستكم من اجور نقل ومقر اقامة واجور طعام ولكن ياقداسة البابا هناك العلي بابا يريد حصته ايضا من هذه الزيارة فكل قائمة سوف يصرف ثمنها الصاع صاعين وكلها سوف تكون من قوت هذا الشعب المسكين….
اعلم يا صاحب القداسة انكم اليوم تمثلون المسيح عيسى ابن مريم راعي الفقراء وصاحب الدعوة الى العدل والتسامح ولو قدمت لك حكومتنا الرشيد عن عدد الجياع والفقراء في العراق لبكيت على حالنا دماً بدل الدموع فلاتغرك الشوارع التي سوف يسير بها موكبكم الرسمي فكلها تم تبليطها وصبغ ارصفتها خصيصا لزيارتكم…
سوف يستقبلك المنافقون ليقولوا لك اننا اخوة وشعبنا واحد ولايوجد فرق بين فلان من الدين الفلاني او فلان من دين أخر والجميع يعرف اننا نعيش لغة القوي والضعيف فاسأل مرة اخرى عن شباب العراق الذين هاجروا الى بلدانكم الاوربية مَن وراء هجرتهم وهل ذهبوا للسياحة او الاصطياف ام من اجل لقمة العيش المر…
سوف تلتقي بمرجعية النجف التي سوف تصارحك وتصدق معك القول فلا تخذلهم واستخدم نفوذك الديني بالضغط على الحكومة بالاستجابة لمطاليبهم التي هي مطاليب العراقيين جميعا فنحن ابناء نبي الله إبراهيم ونحن اول من زرع شجرة الزيتون في العالم..
اما زيارتك للموصل فارجوا ان تنظر الى وسط المدينة وخاصة على حافة نهر دجله في الجانب الايمن وربما سوف يقولون لك هذه مدينة اثرية مهدم اطرافها ولكن الحقيقه غير ذلك فاغلب هذه البيوتات المهدمة مازال اصحابها مشردون في دول ومحافظات اخرى وقسم منهم مازال يعيش في مخيمات تفتقر الى ابسط الخدمات الانسانيه…وكان حالها مثل غيرها قبل ستة سنوات مضت..
ايها الحبر الاعظم
وانت تأكل من خيرات بلادي على الموائد التي سوف يقيمها اصحاب النفوذ السياسي والمالي متمنين لك اكل العافية ولكن اعلم بان هناك على مسافة قريبة اناس يأكلون القمامة والفضلات ولاتهتم بهم الدولة وحسب ماسمعنا بان زيارتكم غايتها التسامح بين ابناء الشعب العراقي فهل يعقل ان نطلب التسامح من الجياع الذين سرقت ثروات بلادهم ومازالوا تحت خط الفقر.. ولوكنت مكانكم ياقداسة البابا لحرمت شرعا النزول في المنطقه الخضراء لانها محرمةً وممنوعة على الفقراء ومركزكم الديني لنصرة الفقير لا لمساندة الظلم والطغيان…
زيارتكم مقبولة رغم الاجراءات الامنية المشددة التي اتخذتها الحكومه العراقية والتي تؤثر سلبا على قوت المواطن…وكنائس العراق وجوامعها وحسينياتها ترحب بكم فنحن شعباً تعلمنا منذ نعومة اظافرنا على مقولة ((ياضيفنا لو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وانت رب المنزل))