23 ديسمبر، 2024 3:58 ص

رسالتي الى كل صحفي وكاتب وإعلامي

رسالتي الى كل صحفي وكاتب وإعلامي

أخي الإعلامي قد يكون عمري بعمرك أو أكبر بقليل أو كثير
وقد خبرتُ فصول الحياة بعد أن خدعتني كثيراً
وأرجع وأصحح عبارتي أن الحياة لم تخدعني إنما أوهمني الذين إدّعو وتظاهروا بحب الإنسان والوطن والتقرب الى الله في النسك والزهد والورع والتقوى في وقت كنتُ فيه ساذجاً
ولو لم أكن في وقتها ساذجاً لم يكن باستطاعتهم التغرير بي
وبعد التقدم في العمر ومارافقه من النضوج الفكري وبعد إجترار التجارب القاسية أيقنتُ الحقيقة أو جزءاً منها
والحقيقة هي أن كل الإدعاءات والنداءات والشعارات كانت ولازالت زائفة
ولهذا فان مايدور اليوم في ساحتنا من أحداث ومانراه من مشهدٍ يكتنفه العنف في جميع المجالات
قد نستغربه إذا كان الأفق ضيقاً قي مداركنا وكنا سطحيين في تفكيرنا
ولكن حينما نبحر بعض الشيء في التأريخ وليس بالضرورة أن يكون الولوج الى عمقه
فاننا سنلامس فيضاً من الحقائق التي تغيب عن بعضنا أو لربما عن جميعنا
والتي تفسر لنا أن كل مانشاهده اليوم هو أمراً مألوفاً في الحُقب الزمنية السابقة من التأريخ
وبكلمة واحدة أردتُ أن اقول لك إن جاء زيد أو حضر عمر
فالأحوال ومجريات الأمور ستبقى كما هي ولربما يكون التحول فيها من سيء الى أسوأ
فالتأريخ دائماً وبشكله الحتمي يعيد نفسه رغم إعتراض البعض على هذه المقولة
وليس هذا هو المهم فتلك هي نواميس الكون وسنن الحياة ومتغيرات البشر وطبائعهم وأمزجتهم
إنما المهم والضروري هو أن يستشعر الانسان عزة نفسه عندما يستريح مع ضميره ويستحضر كبرياء شخصه
فجميع الأحزاب دينية وغير دينية
وجميع الذين يمتهنون السياسة لايختلفون عن بعضهم في خصالهم وصفاتهم مهما حاولوا إمتطاء صفة (الفضيلة) ومهما رفعوا من شعارات براقة
نصيحتي لك وأنت حر في التعامل معها هو أن تدع قناعاتك في حيادها
وعندئذ تستطلع في بصيرتك ضوء الحقيقة وتتجلى لك أنوار الحق
صحيح أن نوري المالكي لم يمتلك خصلة واحدة من الآدمية بعد أن أمعن في الفساد والجريمة
ولكن مقتدى قد فاقه في الفساد والغطرسة والإجرام
وكليهما تقطر أياديهم بالدماء البريئة
ومن هذا فانني أعني أن جميعهم ظلاميون متجردون من الروح الانسانية
ولهذا علينا أن لانسترخص أنفسنا في الدفاع عن أحدهم وحينها سنستصغر قدرنا أمام أعين أنفسنا قبل أعين الآخرين
فالجميع قد تلطخت أيديهم بالدماء البشرية البريئة وهم في نظر العدالة السماوية مجرمون مهما إعتذروا ومهما إلتمسوا لأنفسهم من تبريرات
فعندما نوصفُ صداماً بأنه كان دموياً سفاحاً وحشياً مجرماً
فان خميني وخامنئي لم يكونا أقل من صدام بشاعة وإجراماً ودجلاً وولوغا في دم الأبرياء الذين حرّم الله سفك قطرة دم واحدة من دمائهم
أخي الإعلامي إذا أردت الشهرة فأمامك مجالاتاً عدة وستكون فيها مرفوع الرأس مرتاح الضمير عزيز النفس طيب السمعة أمام الآخرين
لاأنكر انني ولغاية 2003 كنتُ من المخدوعين
وقد ضاعت زهرة شبابي عندما كنتُ أتخبط في متاهاةِ من التفكير وقد كنتُ متأثراً بأراجيف الأحزاب المعارضة للدولة العراقية
والتي إتضحت صورتها الزائفة وتفكيرها المنحرف وأهدافها الشريرة ونواياها العدوانية وانكشف وجهها الحقيقي عند أول محطة
فما أحلى الرجوع الى رحاب السمو الإنساني لترتقي أرواحنا الى عنان المجد فتتحرر عقولنا ونستعيد آدميتنا التي سُلبت منا بغير إرادتنا أو هدرناها نحن بأنفسنا عندما هبطنا الى مستوى الشبق الملوث في نزواتنا البهائمية.