الأنتماء الى العراق وخدمته ظل بعيداّ عن اولويات المتخاصمين , واصبح المواطن ورقة لتجارة المتنفعين , بعقليات أنانية غير أمينة تروم الوصل للسلطة وان كان باتباع الوسائل المراوغة والمهينة , تجربة قاسية خاضها الناخب العراقي حينما اخطأ الكثير في خياراته وأوكل المهمام للكرام على أنفسهم المانعين لعطائه متنعمين بالثراء الفاحش لا يلتفتون الى الوراء في رؤية غريزية يسيل لعابهم لها وتعمي بصرهم وبصائرهم , وخلفهم فقراء وعاطلين عن عمل ومساكن متهالكة او مفقودة ومدارس لا تليق ان تعلم مجتمع لصناعة قادته للمستقبل مع تردي امني وتراجع اقتصادي , لم تختلف شعارات البعض عن سابقها ولم يعمل بها حينما كانوا في هرم المسؤولية ولم تراجع تلك الاخطاء المتراكمة ,اليوم المحافظات تحتاج للأصلاحات والمواطن مسؤوليته البحث عن الكفاءات الذاتية والمؤهلات التي تعمل لخدمة المدينة التي غيبتها سياسات الانتهازية والاستغلال للوظيفة العامة , حتى ادخلت الخدمات بالمحاصصة وعرقلت المشاريع بل سرق المال العام بظهر محمي , كثير من الوعود كانت بدون تنفيذ والمواطن ان كان حريص عليه البحث في تجارب مجالس المحافظات والمحافظين , الصوت الانتخابي اليوم هو المصير والفيصل لتحقيق التطلعات للكل بل ان هذا الصوت هو شرف وضمير وحقوق المواطن لتعلقه بحياته المباشرة ومستقبل ابنائه ومن بناء المحافظات يبنى الوطن , وهنا يكمن البحث عن المؤهلين والقوائم الجيدة وإبعاد المنتفعين بالأموال المخصصة للخدمات بتحويلها لمصالحهم الخاصة ومصالح ذويهم وكسب الولاءات بها , اليوم المحافظات بحاجة لعمل وتشغيل الاموال المخصصة لها من وضع الخطط الستراتيجية بالأكفاء , ومن الغريب مثلاّ ان تنفق البصرة من تخصيصاتها 1% بينما تنفق الرمادي وكردستان 100% و تنخفض النسبة في الموصل بسبب الاوضاع الأمنية السيئة , وهذا ما يضعنا في تساؤل في التفاوت والتراجع في اغلب محافظات الوسط والجنوب التي تنعم بالأمن والاستقرار منذ سنوات وتتوفر فيها كل الامكانيات المادية والبشرية وتراجعت من الدورة السابقة الانتخابات المحلية ؟ وهل ان تلك المحافظات ستقع في نفس الخطأ ؟
بعض المرشحين يحاول استغلال الرموز للترويج للدعايات الانتخابية ويختبئون خلف صور الزعماء للتغرير بالناخب , وتوظيف كل الامكانيات الحكومية والمال العام كفرص التعيين او الأيحاء ان تلك الجهة هي القادرة الوحيدة على ضمان العيش او اطلاق المشاريع المعطلة قبيل الانتخابات , رغم ان تلك الوعود لا تتناسب مع ادائهم خلال السنوات الماضية , بل يتعدى ذلك بالحشد للطائفة والعشيرة والسلطة , وقد اثبتت تلك الاطروحات فشلها في ارض الواقع فلم تحل ازمة للسكن ولم تعالج الفقر والعاطلين ولا مدرسة نظيفة وسوء واقع اقتصادي ينعكس على حياته اليومية , هذا النوع من الاستغلال لبساطة البعض تمويه ومتاجرة وشراء اصوات بطريقة ملتوية لتغيير بوصلة المواطن باتجاههم ضناّ منه انها ستوفر مبتغاه ,تلك الفئات من المرشحين والمسؤولين السابقين تربع اسمها في الفساد ومسؤولية المواطن رفع هذا الوباء عن جسد المجتمع الذي افرز الانتهازيين , الموطن مسؤول بالتدقيق والألتفات الى المسؤولية الوطنية وارسال رسالة بأنه ليس بغافل عن ما يجري ومستعد لمعاقبة من يسيء له ويخون الامانة وسيعمل بمبدأ الثواب والعقاب , فهم امتلكوا ارقى العقارات وشغلوا اقاربهم وعلموا ابنائهم في افضل المدارس واختاروا البيئة النظيفة لعوائلهم , وهذا دليل ان الفترة السابقة كانت بعمل لمصالح شخصية وسياسة حزبية فئوية , وعلى المواطن ان لا يكون شريك لهم في عداء الفقراء .