23 ديسمبر، 2024 5:27 ص

رسالة مواطن الى البرلمانيين المعتصمين

رسالة مواطن الى البرلمانيين المعتصمين

اعتصموا في ساحة التحرير فهي برلمان الشعب
سيداتي وسادتي نواب الشعب المعتصمين
انا من المواطنين الذين لايثقون بكم، وهم كثيرون ان لم يكونوا هم الغالبية، فعلى مدى سنواتكم البرلمانية كنتم (وباعتراف زميل معتصم معكم عبر وسائل الاعلام وهو مشعان الجبوري) كنتم اما فاسدين مستفيدين او صامتين عن الفساد خوفا وضعفا، وكما تعلمون فان الساكت عن الحق شيطان اخرس، وكلكم قبل اعتصامكم هذا كنتم هدفا لانتفاضة الشعب الذي هتف ( شلع قلع كلهم حرامية)، ولكن بما انكم قمتم الان بما تسمونه ثورة اصلاح تهدف الى انهاء المحاصصة وتغيير منهج الحكم وليس لاستهداف اشخاص فنرى ان من واجبنا كمواطنين التذكير بمايلي:
1- في البدء قد تقولون اننا كمواطنين بسطاء لانعرف خفايا الامور ولسنا على اطلاع بما يجري في الخفاء من ضغوطات وصفقات، وهذا صحيح بالمطلق فنحن بسطاء ولا نفهم التحايل والمكائد ولكننا نعرف الطريق، ونعرف ان المكائد والمؤامرات هي عملكم وواجبكم فالسياسة ليست ثورة، السياسة مصالح ومؤامرات وحيل ونفاق ودجل، أما الثورة فمبدأ ومنهج وفكر، وبما انكم تقربتكم في حركتكم للثورة فان الحكم بيننا وبينكم هو حفاظكم على المبدأ، والمبدأ هو انهاء المحاصصة والطائفية التي مزقت البلاد واهانت الوطن والمواطن، ولكن وانتم تقتربون من اختيار هيئة لرئاسة البرلمان نراكم مرة اخرى تكرسون الطائفية حين حصرتم ترشيح واختيار رئيس برلمان من طائفة معينة ونائبيه من طائفتين اخرتين، وهذا يعني ان ما تسمونه ثورة هو في الحقيقة استهداف لاشخاص.. وهذا يعيدنا الى مبدأ الشك في كل تصرفاتكم ويدعونا للبحث عن الخفايا ولربما نكتشف ان سبب انتفاضتكم واعتصامكم هو مصالح اشخاص منكم قد ضربت فانتفضوا لاجلها وليس لاجل ما تتحدثون عنه، لذلك فان انتخبتم شخصا لرئاسة البرلمان كونه ممثلا لطائفة فهذا لايعني ان البرلمان سيمثل العراق وبالتالي فلا علاقة لنا بكم وببرلمانكم، ولهذا عليكم الانتباه وانتخاب من يمثل العراق بغض النظر عن طائفته وليس ممثلا لها ..
2- انتم تدعون الشعب الى مساندتكم وتطلبون الدعم عبر الاعتصامات والتظاهرات الشعبية، وها هو الشعب يتظاهر ويعتصم تزامنا مع اعتصاماتكم، ولكني اذكركم ان الشعب كان على مدى سنوات طويلة يطلب منكم المساندة والعون فما كنتم شاعرين بمعاناته ولم تتقربوا اليه، وكنتم تقرون قانون امتيازاتكم ورواتبكم وتؤجلون اقرار قانون التقاعد او غيره من القوانين التي تهم الشعب وتتعلق بحياته وقوته ومستقبله، وعلى مدى سنوات مضت كانت ثروة الشعب تنهب ونفطه يباع مقابل حبات فياغرا فلا اعتصمتم ولا انتفضتم، واعتقد ويعتقد معي الكثيرون ان ثروة الشعب ليست اقل اهمية من مسالة المحاصصة، بل ربما لو كانت انتفاضتكم من اجل النفط وثروات الشعب المنهوبة لكانت ثورتكم اكثر اهمية وقبولا من الجماهير من انتفاضتكم الحالية، ومع ذلك فان للصحوة اوان وموعد، ووعدكم لنا يجب ان يتضمن اعادة ثروات الشعب ووضع المقصرين خلف قضبان السجون وإلا فلا علاقة لنا بكم.
3- في كل حواراتكم لم تتطرقوا الى مسألة اصلاح القضاء مع يقينكم ويقيننا ان الفساد في القضاء ليس اقل من الفساد في السلطتين التنفيذية والتشريعية، بل ان فساد القضاء هو الطامة الكبرى
وهو الغطاء الذي يحتمي به كل الفاسدين في الدولة، ولكنكم مازلتم تاملون من القضاء ان ينصركم لو حصل وان احيل نزاعكم الحالي مع الرئيس المقال سليم الجبوري اليه للحكم بينكم وبينه، وهذا تحايل على الشعب، وخطأ كبير ودليل على قصر نظركم، فما القضاء الان الا لعبة بيد آخرين تعرفونهم ونعرفهم ايضا، فيجب ان تكونوا حازمين وواضحين وقريبين من ارادة الشعب بطلب اقالة رئيس مجلس القضاء اسوة بالرئاسات الثلاثة..
4- كل حواراتكم واهتماماتكم لمنصب رئاسة البرلمان او الرئاسات الاخرى لم تتطرق ولو بجملة عابرة او خاطئة عن امكانية ترشيح امرأة لهذه المناصب وهذا يدل على شيئين: اما انكم تؤمنون ان المرأة ناقصة عقل ودين وهذا يقودنا الى طردهن من المجلس، او انكم تؤمنون بعبارة ( خاب قوم ولوا امرهم لامرأة) وهذا ايضا يستوجب طردهن من مناصبهن والشيء الثاني : هو ايمانكم ان النساء اللواتي بينكم لايصلحن الا لبيع الروبة وطبخ الدولمة، وهذا ايضا يقودنا الى طردهن من المجلس.. ولكني اقول لكم التالي: اننا كرجال فشلنا منذ ما يقرب الف واربعمئة سنة من تولي زمام الامور وقدنا شعوبنا ومجتمعاتنا من فشل الى فشل، أما آن الاوان لتولية امورنا لامرأة شجاعة وقادرة على ادارة ما فشلنا به، ولكم في العمة ميركل اسوة حسنة، واذا قلتم ان لاوجود للعمة ميركل في العراق فاقول لكم: اقرأوا عن نزيهة الدليمي واقرأوا عن زها حديد واقرأوا عن العشرات من النساء العراقيات البارعات حتى تتاكدوا من شيء واحد ان الخيانة السياسية في العراق خلقت مع الرجل، ولم تخلق مع المرأة واعتزاز المرأة العراقية بشرفها اكثر واعمق من اعتزازنا بشرفنا الذي فقدناه منذ الاحتلال..
وأخيرا:
ستواجهون ضغوطات كثيرة ومختلفة فانتم تواجهون الشياطين بلباس دين او بغيره، لذل فخذوا عبرة من الشعب الذي اعتصم في الساحات وتظاهر وواجه الكثير من الخطف والاعتقال والقتل، وتذكروا ان مهما بلغت صورة تضحياتكم، فلن تكونوا اشجع واكثر تضحية من جلال الشحماني وزملائه من الناشطين الذين لم يرتفع صوت واحد منكم ليطالب بدمائهم او بحرياتهم يوم كانوا يقدمون انفسهم من اجل الاصلاح الذي تنشدونه اليوم، ومع ذلك تطالبون الناس بمزيد من التضحية لاجل اهدافكم، لذا ان كنتم صادقين فعليكم التعامل بصدق مع اهدافكم واهداف الشعب التي تتمثل بتحقيق العدل والاصلاح وانهاء المحاصصة ووضع الاشخاص المناسبين في الاماكن المناسبة لهم، احذكركم من القبول بالتسويات والصفقات لانها ستكون نهاية غير مشرفة لكم، وسيكون الشعب ناقما عليكم مثلما هو ناقم على الجميع، ان منعوا عليكم دخول مجلسكم فاعتصموا وآجتمعوا في ساحة التحرير وافصلوا انفسكم عن النواب الاخرين المترديين وليكن لنا مجلسي نواب واحد شرعي يمثل الشعب الذي انتم اعضاؤه الان، والاخر مجلس الفاسدين الذي يمثل السلطة الحاكمة الذي سيجتمع في مبنى البرلمان الحالي الذي سيهدمه الشعب على رؤوسهم قريبا، اصدروا قراراتكم في ساحة التحرير وسيكون الجميع ملزما بها مادامت تخدم الناس، وستجدون الشعب حاميا لكم ومساندا، ان قطعوا رواتبكم فالشعب مستعد لدفعها ان راى انكم تمثلوه بصدق، ، وبقوة الشعب تستطيعون احراج الجميع ويتحقق التغيير، اما ان استندتم الى موقف الاخرين الذين هم جزء من الفساد والجريمة، وكل يوم لهم موقف وقرار، فبئس ما تفعلون وما انتم الا بائسون ومخطئون، عودوا الى الشعب ان كنتم صادقين، فهو خياركم الامثل والاوحد والاول والاخير، والله المستعان ..rh_4youyahoo.com