أفتتح ملعب كربلاء ضمن سقوفه الزمنية المحددة؛ في وقت تتجاوز معظم المشاريع من عمر إنجازها أضعاف؛ أن لم تكن وهمية وطي النسيان والتخريب، وما سميّ بجوهرة الفرات الأوسط؛ أستقبل أكثر من سعة الإستيعابية، وأظهرت تصماميمه جاذبية وتطور، وتحدٍ كبير للإرهاب والأزمة الإقتصادية، ورسالة للعالم أننا شعب سلام؛ مهما تكالب الإرهاب. الحياة لا تتوقف مع الإصرار، والجسد النازف لا يُطرح أرضاً مهما أثخنته الجراح؛ وفي باله هدف يروم وصوله. من المناسب جداً القول: لا يوجد أكثر من شعب العراق في العالم يحب الحياة، ورغم ما تعرضه منذ عقود لم يفقد الأمل، ولم تفارقه صورة المستقبل التي إختطها بدماء الشهداء، ولم يراوده الإحباط واليأس، ويسير برأس مرفوع بين أزيز الرصاص، ويتخطى أنهار الدماء حلماً بمستقبل مشرق ومثالاً للإنسانية.تعالت هتافات الجماهير في افتتاح جوهرة الفرات الأوسط، وصدحت بالحب والسلام والعراق، وبين الشعور بالفرح؛ لم تختفِ عن مخيلة الجماهير تلك الدماء الزاكية البريئة، التي سالت ولم تجف على أرض الوطن، وبان للعالم أن العراق شعب سلام، ولا يطلب إلاّ طموحات بسيطة أهمها العيش بعيداً عن الإرهاب والتطرف، ولا حصة له من الخلافات السياسية؛ سوى مزيد من التضحيات والفواجع.عُد ملعب كربلاء كتحفة معمارية، ودليل على أننا شعب ما يزال بنبض بالحياة، وتأتي أهميته؛ كونه في مدينة كربلاء في وسط العراق، ومن بين أكثر المدن التي يرتادها سواح العالم، وسنوياً يدخلها مئات الملايين، وفي تصاميم الملعب لم تغفل الجهات المشرفة على ربطه بتاريخ كربلاء؛بدءً من الأبواب والأقواس والمنائر، وعمق حضارة المدينة من الحصون الى تضحية الإمام الحسين، الى أن تم ربط تاريخ إفتتاحه بولادة سيد المدينة والتضحية وصانع الحياة والأمل الإمام الحسين عليه السلام.إن إفتتاح ملعب كربلاء يُعطينا أمل جديد بالحياة، والإصرار وتحدي الإرهاب، وما يلفت النظر؛ هو الإفتتاح ضمن السقوف الزمنية رغم الأزمة المالية وحرب الإرهاب، وغض نظر العالم عن وجود شعب مظلوم لم تصل رسائله الى العالم، التي تقول أننا شعب سلام، وهناك تقصير داخلي سبب بتقصير خارجي، ومنها أن معظم القنوات الإعلامية لم تهتم بالموضوع خوفاً على حسابه سياسياً، وقد حاول الوزير بكل الوسائل لإيصال رسالة للعالم، ورفع الحظر عن العراق.أردد مع من قالوا: ” شكراً عبطان”، ولا أنسى من فكر وخطط ووضع الأسس وساهم بقيد شعرة من إنجاز المشروع.يأتي شكري لعبطان؛ نتيجة إنجازه هذا المشروع بوقت قياسي وتحدٍ داخلي وخارجي، وكما عهدناه سابقاً، عندما كان معاون محافظ النجف، وأشرف على إنجاز مطار النجف؛ في سابقة إدارية دون تجاوز سقوفه الزمنية، ويكاد أن يكون المطار الأول في العراق، وشكراً لفييرا الذي حضر قبل يومين من الإفتتاح، وأثبت حبه لتربة الرافدين أكثر من بعض السياسين، ورفع العلم العراقي، ونقول أن حربنا مع الإرهاب تحدٍ وبكل الوسائل، والرياضة واحدة من أبلغ رسائل السلام، ولكن الأبلغ منها؛ أن العراق يستطيع أن يصل الى بر الأمان والسلام؛ بوجود رجال مجربين في مواقفهم الوطنية؛ فشكراً لكل من ساهم، وقال للعالم أن العراق بلد الحضارة والحياة، وشعب غير عاجز على إنجاب الرجال تلو الرجال، وسيبقى شامخاً لا ينحني أمام الهجمات الداخلية والخارجية.