17 نوفمبر، 2024 11:18 م
Search
Close this search box.

رسالة مفتوحة من الوطن الجريح …الى وزير الخارجية

رسالة مفتوحة من الوطن الجريح …الى وزير الخارجية

الاسم : بلاد مابين النهرين تعني بالإغريقية( ميسوپوتاميا) هي منطقة جغرافية تاريخية تقع في جنوب غرب آسيا ,من أولى المراكز الحضارية في العالم ,التي تقع ما بين نهري دجلة والفرات, وأشهر حضاراته هي حضارة سومر وأكد وبابل وأشور وكلدان

عنوان السكن : ارض مهبط الأنبياء والأئمة والأولياء ومهد الحضارات للبشرية جمعاء .

الديانة : أديان وضعية,وسماوية (يهودية ,مسيحية,والاسلام ) نسيج اجتماعي شكل وطن خلاقا ومبدعا.

تاريخ البلد :(7000) آلاف عام .

المهنة : بلاد أسست قيم الصدق والأمانة والعدل للإنسانية وللعالم الإنساني .

من مهد الحضارات وطن غرس بصمات فكره في أعماق جذور الأرض متجذراً وجوده بإنسانية الإنسان ,لموطن ترتبط ركائزه بعمق التاريخ منذ (7000) ألاف عام ,علم البشرية القراءة والكتابة ووضع لهم منهجاً يسيرون عليه في أول قانون,ينظم علاقات المجتمع بعضهم ببعض، ويرسم الحقوق والواجبات لهم,بعيداً عن الغابة وسطوة القوي على الضعيف ,الى وزير الخارجية الذي عرفناه عن قرباً وعن بعداً صوت آلامنا ومعاناتنا وفكرنا الذي نريد به ويريد بنا النهوض والتحدي والإصرار للوصول لبر الأمان ,عقود من المحن والتحديات ودماء الأحرار على يد الأقزام وأشباه الرجال أصحاب البدلة الزيتوني ومسدس الطارق,ومشانق الإعدامات لا تتوقف وتقول هل من مزيد ؟وثقافة تقارير الموت من اجل الحفاظ على الثورة ومكتسباتها ,وزنزانات ومطامير ليلها المظلم الأسود لماضي يعيد نفسه كما فعله الطغاة ليثبتوا أوتاد حكمهم وعروشهم بالنار والحديد ,وشواهدُ ألأعضاء البشرية في المقابر الجماعية تسأل عن جلادها ماذا حل به؟و تراب فاضح يميط للثام عن وحشية القاتل,وسنين القسوة التي عشناها في وطن جريح أرادوا طمس هويته وعنفوانه ويلبسونه لباس الخوف ليضمنوا بقائهم ,ضمت أرضه بين أحضانها أنبياء الله وأئمة وأولياء صالحين وعلماء ومفكرين ومبدعين ,عندما كانت المجتمعات وشعوبها تبحث عن الاستقرار والمدنية كان لدينا عجائب الدنيا السبعة بجنائنها المعلقة,

وأجدانا يعيشون منذ فجر السلالات أبان الحكم السومري والآشوري والبابلي في مدن أور وأكد والوركاء ولكش واريدوا ونينوى وغيرها من المدن , ,وذكر التوراة إن سفينة نوح رست في بابل او قربها ,وإن النبي نوح(ع) هو أبو البشر بعد ان باد جميع البشر في الطوفان، وهذا مما يؤمن به اليهود والمسيحيين وفي الإسلام يوجد ما يقاربها فيروى,إن سفينة نوح رست في الكوفة وهي قرب بابل,ومن هناك قام أول مجتمع بشري بعد الطوفان ثم انتشر البشر إلى باقي البلدان، وبهذا تكون بلاد الرافدين هي منشأ جميع السلالات البشرية الموجودة حالياً على سطح الأرض,وهنالك دول لا تزال تبحث عن هويتها في زحام البحث عن مدلولها التاريخي من أين تبدأ والى أين تمضي ؟(35)عام مضت دون جدوى وطغاة الحقبة المنصرمة يغذون الرأي العام والمجتمع الدولي بأخبار وعناوين مضللة ,شوهوا تاريخنا الناصع وعبثوا بمقدراتنا ,خاضوا حروب المغامرات الصبيانية بدون معرفة وحكمة ,واعتدوا على دول الجوار مرة بأسم حماية البوابة الشرقية ,وتارة بعودة الجزء للكل,كانت النتيجة ديون ثقيلة خسارة في الأموال والأرواح نساء مرملة وأطفال يتامى وأمهات ثكلى ,رحلوا المستبدين وقائدهم الذي علمهم السحر المختبئ في حفرة مزبلة التاريخ ,وضلت ثقافتهم يتداولها الكثير من أبناء المجتمع لقد كرسوا في مناهجهم الحقد والكراهية واللجوء لخطاب فوهة البندقية بدلاً من غصن زيتون السلام الذي يدعو للتعايش السلمي لأبناء البلد الواحد ,لقد عكسوا بفعل تصرفاتهم الحمقاء صورة غير صحيحة عنا للرأي العام الدولي صورا لهم أننا صناع حرب لا نؤمن بالسلام والأمن ,وشعب يسرق بيته بعد سقوط دكتاتورية الصنم ,وان العراقيين غير مهيئين لتجربة الديمقراطية والمدنية وأن الدكتاتورية هي الضامن الوحيد لاستقرار العراق والمنطقة من الإرهاب ,هذه كلها افتراءات هناك تغذى من دول لا تزال غير مقتنعة بالتغيير فهو يؤرق مضاجعهم وتعتقد أنه سيشكل خطراً لا محال عليها خوفاً من أنتقال عدوى التجربة لبلدانهم ,التي محورها أبناء الوطن وهم صناع ملحمتها تحت وابل أسلحة الإرهاب ذهبوا يخطون مصيرهم بصناديق الاقتراع ليصنعوا ويكتبوا رسالة أنهم بناة دولة تمتد لآلاف السنين ,وأعلام كاذب استخدم حرب التضليل الإعلامي والدعاية والإشاعة والحرب النفسية ليوهم العالم انها حرب سنية شيعية ليبرر ما يفعله أجرام الإرهابيين الممسوخين وسلوكياتهم المتعطشة لفتاوى الدماء ,دون أن يوضحوا لهم أنها حرب الإرادات الدولية والأجندات وغرف المخابرات لإفشال التجربة الفتية الأولى بالشرق الأوسط ,لا ينقل لهم أن هناك شعب يقاتل نيابة عن شعوبكم وأممكم اعتى التنظيمات

الإجرامية التي لا تعرف أي معنى لحرمة الإنسان, تنظيمات تستبيح الإعراض وتغتصبها وتمثل بالضحية بعد الموت, وتهدم دور عبادة مساجد وجوامع وكنائس ,ومعاول لتحطيم حضارة تروي تاريخ حافل بالعطاء, في وطني حمامات السلام لازالت ترقد بسلام ولن تغادره ,رغم ضجيج الانفجارات ,ستقص أروع القصص للأجيال القادمة عمن قدموا أرواحهم ودماؤهم ليعيشوا أحرار في ذاتهم ودنياهم ,ليسوا عبيداً مخيرين في قراراتهم لا مسيرين ,وأن جارت عليهم النوائب فالمواقف هي من تصنع الرجال,سيبقى خطابنا ينشد المحبة والوئام ,خطاب العيش المشترك والسفينة الواحدة التي تحمل الجميع دون السؤال عن دينه وهويته لمن يود الركوب فيها مادام يؤمن أن الأمان يأتي بمن لديه الرغبة الحقيقة بالمحافظة على البيت(السفينة )وحرمه أهله,والمحافظة ليست بالكلام فقط ,بل يجب ان تمتزج بالفعل الصادق والخطاب الذاتي الموحد ,فالعراق ملك لجميع العراقيين ,دعونا نتسامى على جراحاتنا النازفة ,ساتر التراب اختلطت به الدماء للدفاع عن قيم إنسانية جليلة في معسكرنا الذي نفتخر به معسكر الحق والفضيلة والخلود,ضد معسكر الرذيلة والقيم الزائفة ,فالوطن وحرمة مافيه أغلى وأنفس من أولئك المسخ الذين يرتدون الأحزمة الناسفة ويقودون السيارات المفخخة ,يحطمون الحياة تحت ذرائع الدين الإسلامي ,والإسلام بريء منهم الذي جاء رحمة للعالمين ,اذكر جيداً ان الرسول الأعظم (ص) قبل البعثة كان صالحاً وأحبه قومه ووصفوه بالصادق (الأمين) صاحب أخلاق نبيلة ,ولكن! عندما بعثه الله تعالى بالنبوة صار(مصلحًا ) عادوه قومه وقالوا فيه أنه ساحر,وكذاب ,ومجنون ,لأنه سيصطدم بصخرة أهوائهم حين يريد أن ينتشلهم من فسادها..فمصلحٌ واحدٌ أحب إلى الله من آلاف الصالحين..الصالح يكتفي بحماية نفسه ,والمصلح يحمي المجتمع ولديه رسالة الهداية والأيمان يريد إيصالها لأمته يحمل مشروع الهي ,يحقق عن طريقه العدل والعدالة الاجتماعية للناس ,يضع الأمور بنصابها الصحيح ,مؤيد ومسدد من السماء ,وقول الباري في سورة هود (117){وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ } ولم يقل: صالحون ,وظيفة النبي هي أصلاح ضمير الأمة وتنويره فهو الحد الأعلى الذي يحكم أخلاقيات الإنسان ,ما قيمة القانون وهناك من يفسره تفسيراً رديئاً لصالحه ,أو يرتكب خطيئته في الخفاء ويتوارى عن الأنظار,الضمير هو الحجة التي يلزمنا الله بها ,في أفعالنا وسلوكياتنا ,وقول سيد البلغاء علي ابن ابي طالب (ع) (اتقوا معاصي الله في الخلوات فأن الشاهد هو الحاكم ) الإخلاص والوفاء بالعهود التي يقطعها المرء مع ذاته ووطنه وأسرته ومجتمعه وعمله الدليل على وعيه وشعوره بمسؤولية ما يكابده البلد من

الجراح ,انا على يقين أن الشمس ستظل مشرقة في وطني البهي, ولله در السياب حين قال : صوت تفجر في قرارة نفسي الثكلى :عراق

كالمد يصعد كالسحابة كالدموع الى العيون

الريح تصرخ بي عراق

الشمس أجمل في بلادي من سواها ، و الظلام .حتى الظلام – هناك أجمل ، فهو يحتضن العراق .

أحدث المقالات