18 ديسمبر، 2024 7:23 م

رسالة مفتوحة …من أرامل وجياع ومُشردين إلى المتظاهرين

رسالة مفتوحة …من أرامل وجياع ومُشردين إلى المتظاهرين

انتفضتم والأمل فيكم والرجاء معقود على هممكم , أعرفوا عدوكم قبل صديقكم واحذروا أن تكونوا أبناء المحافظات , قبل أن تكونوا أبناء العراق , عدوكم من يريد أن تتحجم تظاهراتكم وتتجزأ بين مطالبات بإقالة قائممقام أو رئيس مجلس محلي , وبلدكم العراق دمره دستور فصله السياسيون ودول الاحتلال على مقاسهم, وشرعنته المؤسسة الدينية , ولا حل يلوح في الأفق بتغيير الأشخاص فحتى لو أن العبادي أقال العديد من الوزراء والمدراء العامّين والمفتشين في الوزارات , فالمنظومة الحزبية وعبر مليشياتها ستتسلل من جديد, والإعلام الخاضع لسيطرة الكتل سيروج للخديعة , وقد بدأت بوادر ذلك بتبادل مدراء النواحي والأقضية , وفشل البرلمان بإقالة وزير الكهرباء ,والأعرجي على أبواب أن يكون سفيرا في الخارج ومجلس القضاء يرفض إقالة رأس الفساد مدحت المحمود , والعبادي وفي محاولة لتسويف مطالب المتظاهرين , يسوق إجراءات التقشف في الوزارات والحمايات على أنها إصلاحات جاءت لتلبية نداءات التظاهرات . فللنظر إلى حجم المطالب , وحجم الخراب, اغتيالات وتهجير ومحافظات ضائعة ومصانع مهدمة وانهار جفت وزراعة مدمرة وإمراض تفتك بالناس وتعليم متدني وميزانيات مسروقة ومبعثرة ومؤسسات تجارية واستثمارية تشعبت في كل مفاصل الدولة تمتص خيرات الشعب وملفات فساد ركنت جانباً في أدراج مكتب المدعي العام , فهل سيُحل كل هذا بإقالة رئيس مجلس محلي أو قائممقام !؟ لا مجال لذلك ولا خلاص إلا بمشروع الخلاص الذي أطلقه المتظاهر الناشط الصرخي الحسني في جواب له حول سؤال لجمع من شيوخ عشائر الموصل وصلاح الدين والأنبار لآلية الخلاص من الأزمات والكوارث التي تحل بالعراق والذي كان الجواب فيه بحل الحكومة والبرلمان وإقامة حكومة إنقاذ برعاية أممية ليس فيها احد من هذه الوجوه وإنشاء حكومة لا يشترط فيها الجانب الطائفي وإبعاد إيران من اللعبة , لذا ينبغي أن تتوحد الشعارات كلها لأجل الجياع والمشردين ولإعادة الشباب الذين تركوا العراق ولنعلم إن النهر الذي يجف في الرمادي وبابل يُعطش أهالي كربلاء وذي قار, وان النفط الذي يُسرق من البصرة يجوع به أبناء بغداد.