18 ديسمبر، 2024 8:02 م

رسالة مفتوحة من أبنتي فاطمة لسماحة الإمام السيد السيستاني

رسالة مفتوحة من أبنتي فاطمة لسماحة الإمام السيد السيستاني

سيدي : المربي الفاضل المكرم أطال الله عمرك, أُدرك جيداً حجم الالآم والوجع الذي أبتليت به وتحملك لهموم حملتها على كتفيك وأشاطرك الحزن والمعاناة الذي ألمَ بنا , جراء سوء الإدارة وعدم المعرفة في قيادة الأمور لمن جاء بغير موضعه الصحيح فكان عبداً لكرسي المنصب,وقد تحدثت عن هذه الانحرافات مراراً وتكراراً في بياناتك تارة ً,وعن طريق معتمديك تارةً أخرى حتى بح صوتك وأنت تشاهد مقدررات ومقررات تهوي بيد أقزام وأنصاف رجال,والأحرار من الكفاءات يتمنون أن يخدموا هذا البلد الجريح قد ركنوا على رف الحائط وعشعش عليهم العنكبوت حتى بنا بيته عليهم وأصبحوا جزءً من الماضي لأسباب لا أريد الخوض بها لأنك أول من شخصها .
سيدي : أنها مسؤولية كبيرة ممتلئة بالتحديات الجسيمة أعانك الباري عليها وسددك لأتمام مهمتك التي تجد بها متنفساً للمهمومين والمكروبين من المستضعفين والضعفاء والفقراء ,وهذا كان خط أمير المؤمنين سيد الإلم والحكمة الإمام علي (ع) في تعامله مع رعيته دون تفريق أوطبقية أو فوقية في المعاملة غاية رضاها أن يعيد الحق لمكانه وينتزعه من أصحاب الباطل وأن علا موقعه ومنزلته وسطوته.
سيدي : أود أن أبوح لك بأمراً يؤرقني ليلاً ونهاراً, يتعلق بأبنتي فاطمة الكبرى في المرحلة الابتدائية الصف الخامس ,جاءتني البارحة من دوامها وكلها أملٌ وأشراق نحو مستقبل مشرق رسمته في مخيلتها يداعب أحلامها وطموحها ,حيث قالت لي: أبي أتمنى أن أكون طبيبة ماهرة وكفوءة حتى أعالج المرضى من الفقراء والضعفاء وأعينهم على محن الزمان وأخفف عنهم الآمهم وأوجاعهم ,وتكون لي صيدلية في أسفل العيادة الخاصة بي, ويتم صرف العلاج لهم مجاناً ,أو ليس ديننا الإسلامي دين الرحمة والسماحة والمحبة ونحن كما تقول لي : علينا السير على خطى أهل بيت النبوة الذين بعثهم الله رحمةً لأنقاذ البشرية من طواغيت عصرهم ,ثم سألتها : أبنتي هذه تكاليف باهضة وتحتاج أموال لديمومة هذا العمل الخير الصالح الذي فيه رضا لله وراحة للضمير, لكنها أجابتي وبكل بساطة وبأبتسامة تملء شفاهها (البركة بيك أبوية) أنت من يعطيني ويمول مشروعي لأجل المحتاجين والمعوزين من الناس حتى لا يستغلوا من قبل بعض الاطباء الجشعين ذوي النفوس الممسوخة المتوحشة .
سيدي الكريم : هذه ألأحلام البريئة الإنسانية في نهجها, لو كانت أبنتي في بلد آخر لتلاقفتها الأيادي من منظمات إنسانية وخيرية تنمي فيها هذا الشعور الخلاق بالمساعدة والعطف ثم تجعل منها مثالاً يحتذى به لباقي الأطفال وحثهم على المضي بهذا النهج الإنساني ,ولكن العيون عبرى والصدور حرى,وتساءلت مع كل هذه الصراعات والأزمات التي نعيشها ,كيف ستحقق فاطمة أمنياتها ؟ فهي تسمع مني دائماً دعائي لك بالتوفيق ,وأنك أهلاً لحل كل عقدة, فأبلغتني بأن أوصل صوتها لمقامكم لسعة صدرك ولحلمك الكبير, فنحن معك نسير معاً في هذا الطريق الملغم بالأشواك والذي نترجى من القائمين عليه بأن يُعبدوه وتعاد له الحياة على جانبيه.