23 ديسمبر، 2024 9:48 ص

رسالة مفتوحة الى المراجع الدينية المحترمة في العراق

رسالة مفتوحة الى المراجع الدينية المحترمة في العراق

السلام عليكم ورحمة الله
خلق الله الانسان وأعطاه الحرية وبامكانه أن لايعبده في حين خلق لأصل العبادة ( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ) لأنه ( لا اكراه في الدين ) ، اذا كان الانسان لم يجبر على عبادة خالقه فالأولى أن لا يجبر على قالب واحد للعيش .
وبعد ، ان العلاقة بين الشعب الكردي وقضيته العادلة وبين مراجعكم الكرام علاقة تأريخية ترجع الى أيام المرجع الكبير السيد ( محسن الحكيم ) عندما سئل عن مشاركة الجنود العراقيين في مقاتلة الاكراد ، فاجابهم بانه لا يجوز مقاتلتهم لأنهم مسلمون وجزء من الامة الاسلامية ، فهذه الفتوى ما زالت تقرع في اذهان الاكراد واذهان الشارع العراعي عموما والشارع الشيعي بالذات .
ايها المراجع العظام : أنتم تعلمون أن المطالبة بحق الهوية القومية لا تنافي المباديء الاسلامية الحنيفة حيث أن الله يقول في محكم كتابه ( ومن آياته اختلاف ألسنتكم وألوانكم ) ، فالهوية القومية ليست بديلة عن الدين ولا يمكن المقارنة بين القومية والدين ، هي إحدى آيات الله على الارض لابد من أظهارها والحفاظ عليها وافشال كل محاولة تريد طمس الهويات القومية .
أنتم تعلمون أن الاكراد منذ تشكيل الدولة العراقية الحديثة وقبله كذلك الى سقوط النظام السابق كانوا يعيشون تحت وطئة الحكومات ، فهم دون غيرم من القوميات مقسمون على الدول المجاورة في المنطقة ، وانتم وشعبكم بحكم مظلوميتكم تحسون بالواقع الذي كان يعيشوه الاكراد من كل الويلات التي اتت عليهم خاصة تحت حكم النظام السابق .
أيها الافاضل : فإذا كانت الجهات السياسية لأغراض ما لا يتجاوبون مع المطالب المشروعة للشعب الكردي المظلوم ، فالاولى بكم أن تعلوا أصواتكم بجانب هذا الحق ( لأن الحق حق الى يوم القيامة ) و( إعدلوا هو اقرب للتقوى ) .
إن الشعب الكردي المسلم ينتظر منكم موقفا اسلاميا تأريخيا ، واذا كان هناك محاولات لتأجيج الشارع ضد الشعب الكردي فالاولى بكم أن تقوموا بواجبكم التاريخي الاسلامي لإيقاف هذه المحاولات التي قد تستغل لأغراض سياسية ولا تحمد عقباها .
أنا أعرف واعتقد اذا أختير الفرد الشيعي بين ان يتبع المرجع أو موقفا سياسيا فسيختار موقف المرجع على الموقف السياسي لأنه يرى أنه أقرب للحق والعدل .
إن المطلوب في العيش بين الانسان وأخيه الانسان هو اقامة العدل والاستقرار وعدم الاعتداء على الاخرين وليست المشاركة أو الشراكة الابدية ، فاذا كانت الشراكة تصبح مصدرا للازعاج وهضم الحقوق فالاولى التسريح بالاحسان .
إن المطلب الكردي اليوم لا ينافي لا القوانين السماوية ولا القوانين الارضية البشرية ، فهو مطلب في حدود امكانية البشر .
اننا بدل أن نكون شريكا في العراق نريد ان نكون جيرانا للعراق ، ، و لا يجوز أن يدفع الشعب الكردي تحت تاثير الاعلام نحو قضايا مرفوضة شعبيا لدى الشعب الكردي جملة وتفصيلا .
ايها الافاضل هذه رسالة من فرد كردي مسلم اليكم ، أعرف ان مسؤوليتكم تاريخية وكبيرة وتستطيعون أن توجهوا جماهيركم نحو عدم التأجيج الذي قد يكون مطلب سياسي ، وأكتب هذه الرسالة للتاريخ ، قد يكون هناك نفس لدى السياسيين من كل الاطراف ان يلعبوا بدماء الابرياء من اجل أطماعهم الدنيوية ، ولكن نعرف أن قتل مسلم أيا كان بغير حق اكبر من هدم بيت الله الحرام .
مع تحياتي واحترامي اليكم