23 ديسمبر، 2024 7:45 ص

رسالة مفتوحة إلى بلاسخارت

رسالة مفتوحة إلى بلاسخارت

السيدة جينين هينيس بلاسخارت
الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق المحترمة

ابتداء” نود ان نقدم لك خالص شكرنا على جهودك في اطار البعثة الاممية لمساعدة العراق (يونامي) . وعلى الاخص رسالتك الى مجلس الامن الدولي حول الوضع العراقي المتأزم .
وبالرغم من انك قد شخصت كثيرا من المشكلات ، الا اننا لم نجد اي تقدم لا في العملية السياسية ، ولا للشعب العراقي ومعاناته ، على الرغم من ان مهمتكم قد حددت بتقديم المشورة والمساعدة الى حكومة وشعب العراق . وقد لاحظنا “على سبيل المثال” ، مساعداتك للحكومة العراقية ولاطراف اخرى من خلال وساطتك لتجنب ضرب السفارة الامريكية في بغداد . الا اننا لم نشهد اي مساعدة للشعب العراقي . مما يدل على ان العمل كان لجانب واحد . في وقت بات فيه الشعب العراقي احوج مايكون الى المساعدة في ظل احزاب فاسدة ، وميليشيات غير منظبطة تعيث في الارض فسادا ، وتقتل يوميا مدنيين عزل ، ومتظاهرين سلميين دون اي محاسبة لتأخذ العدالة مجراها . مما شجع العناصر المارقة على الاستمرار بتغييب الناشطين او اغتيالهم ، امام انظار السلطات ، دون خوف او وجل ، لا من قوى محلية ، ولا من منظمات اممية . وقد بلغت وحشية هذه الميليشيات الى حد ارتكاب مجازر مروعة بحق الناشطين منذ انطلاق الاحتجاجات الشعبية في تشرين اول / اكتوبر 2019 في بغداد والبصرة والعمارة والكوت والناصرية ، وغيرها من المدن العراقية . ويبدو انها تعمل بأوامر سلطة خفية ، مما تسببت في تقويض سلطة الدولة ، حتى اصبحت هذه الميليشيات تتغول على كل قوى الامن الداخلي . واصبح نهجها مترسخا الى الحد الذي اصبح فيه رئيس الوزراء عاجزا عن الوقوف في وجهها .
وقد ساعد هذه الميليشيات على ارتكاب جرائمها الفساد المستشري في كل مرافق الدولة ، حتى اخذت الاحزاب تتقاسم موارد النفط والمنافذ الحدودية والموانئ ومزادات البنك المركزي العراقي ، وتبتز المواطنين من خلال نقاط التفتيش غير النظامية في كل ارجاء العراق ، دون رادع .
ان مصداقية بعثة الامم المتحدة في العراق اصبحت على المحك بعد كل هذا التغاضي عن الفساد والسكوت عن الجرائم اليومية المرتكبة بحق الشعب العراقي بكل اطيافه .

ان الامر يتطلب التحرك الان وبشكل عاجل لتشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق للوقوف على الوضع الكارثي الذي وصل اليه العراق نتيجة الانفلات الامني غير المسبوق ، وعمليات التغييب القسري والاغتيالات . والتوصية باقالة الحكومة وحل البرلمان ، وتشكيل حكومة موقتة تسعى الى تحقيق انتخابات نزيهة وعادلة ، تعيد الثقة للشعب ، والتي تعد عاملاً أساسياً لاي نظام ديموقراطي سليم .
وبعكسه فان الشعب سيقول كلمته النهائية ، بعد ان تم اسقاط كل الوسائل المتاحة ، وليس امامه الا الثورة الشعبية لينال حقه في العيش بكرامة . فالشعب العراقي لن يقبل باقل من فرض سيادته على ارضه والعيش بحياة حرة كريمة .
مع وافر التقدير