دائما ما كان يجول في خاطري ذلك المثل القائل بان الصديق وقت الضيق ..
وطبعا هذا المثل وغيره من الامثال والحكم لم تولد من فراغ بل من خلال تجربة واقعية يعيشها الفرد او المجتمع وكثيرة هي المواقف والازمات التي تصادفنا في كل امورنا لذا فينبغي من الصديق ان يقف تلك الوقفة التي هي عبارة عن ترجمة للعشرة وللزاد والملح كما يقولون
فإذا كان هذا الامر يعنى به الصديق فالأولى اذا ان يكون الاخ اكثر ولاءا لأخيه فيتوجب عليه مواساة الاخوان والسعي لحل ازماتهم ومعاناتهم
وها نحن اليوم في العراق نعاني من طامة كبرى خلفها “الغزو التحريري الامريكي” حيث المصائب تلو الاخرى واخرها طوفان نوح الذي اغرقنا ايها السادة والاصدقاء والاشقاء
فالعتب كل العتب على من لم يبذل جهده او يسجل موقفا واحدا للتاريخ وللاجيال فأنا اخص اشقائنا في الدول المالحة مثل ارتيريا والصومال واثيوبيا وزيمبابوي ..نعم نعتب عليهم بكل قساوة لانهم لم يحزموا امتعتهم لنصرة اخوتهم الغارقين في الكرادة والشعب وشارع فلسطين ومدينة الصدر وغيرها من مناطق بغداد ومحافظات العراق الاخرى والذين هطلت عليهم الامطار الغزيرة حتى وصلت بعض المناطق حد الغرق.
فهل كان هذا هو العشم بكم ايها الاحبة ونحن ننظر اليكم نظرة كبيرة تليق بكم كدول راعية للفقراء وغنية بثرواتها الطبيعية وتصدرون اكثر من ثلاثة ملايين برميل من النفط الخام سنويا
اتقوا الله يا اشقاء العراق اتقوا الله واغيثونا يرحمكم الله وارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء واعلموا ان هذه الامكانيات والثروات لو كانت موجودة عند العراقيين لما بخلوا بها على احد سواء كان في الشرق او في الغرب
لكن ماذا نقول للزمن الذي جعل العراق افقر دولة في العالم من حيث عدم وجود اي مصادر دخل لدى الدولة فلو نملك القليل مما تملكون ايها الافارقة لكنّا في احسن الاحوال ولوكان عندنا قليلا من النفط لكنا تبرعنا به الى الاردن الشقيق او سوريا المنكوبة ولن ننسى جارتنا الاسلامية التي تعاني من حصار قاسي بل الابعد من ذلك سنبحث عن فقراء امريكا ومن فقد منزله في تسونامي وساندي وحمزية ام اللبن وغيرها من الاعاصير ..
ولانريد ان نخاطب الصديق لان الشقيق هو من خذلنا فلا عتب لنا مع الغرباء من دول الجوار ومن تجشم عناء السفر كي نتنعم بالديموقراطية
وختاما اهدي اشقائنا سمفونية الراحل محمد القبانجي التي يقول فيها “يلي نسيتونة يمته تذكرونه.”