أين كنت أيها العادل؟!
من حق الجميع أن يعتب, فثمان سنوات مرت هدراً من أعمارنا لا يمكن أن تعوّض, والذي يزيد العتب ويوصله قريباً من الألم والوجد, هو إنّ المرجعية تريد هذا..!
أنا شيعي, أدين لله بطاعة مرجعيتي الرشيدة, وأحكّم عقلي فيما يصدر عنها, وأضعه على الواقع السياسي؛ من ينسجم معه يوافقني ومن يخالفها أضربه عرض الجدار, مهما كان عنوانه, ومهما إدعى.
لقد أكدت المرجعية الدينية على إنّ “الخلافات السياسية هي التي أوصلت البلد إلى هذه المرحلة”, ولا شك إنّ ما تقصده من كلمة (أوصلت البلد) هو إحتلال أرض العراق من قبل الدواعش, والشهداء الذين نحترق حسرةً وألماً على فراقهم. لقد كنت أقرأ ما يكتبه عادل عبد المهدي بالصدفة, فوجدت به مؤسسة فكرية تمشي على الأرض؛ لا يتعصب, لا يغضب, يعرف ما يتطّلع إليه الشعب ويدرك كيف يصل له, وجدت حلوله التي لا يبخل بها على أحد, حتى لمن أساء إليه؛ لكنّي لم أكن معتقداً بإمكانية تطبيق هذه الحلول, بل كنت أعتقد إنها نظريات ممكن أن تتبع أو تُدرّس, أو هي عناصر للحل يقدمها مستشار خبير.
ثلاثة أشهر, ومع حرب شاملة, وجمود إقتصادي كبير؛ يتحقق ما عجز عنه الخارج قبل الداخل وبعقدٍ كامل, وبضوءٍ أخضر من المرجعية الدينية المقدسة..ما أن وصل عادل عبد المهدي إلى أربيل, حتى سمعنا بشائر الحل, نعم هي بشائر..أنا الشيعي أدين لله بطاعة مرجعيتي, التي تؤكد على إن وحدة العراق خط أحمر, وإنسجام مكوناته السياسية بداية لحل كل الأزمات والقضاء على الإرهاب. من يقدر على إنهاء هذه المشاكل, يمثل صوت المرجعية الذي سأتبعه بكل ثقة ولا ألتفت لما تقوله عنه الأباطيل, إستقبلته المرجعية؛ فهو مؤتمن وموثوق..
لكن, وأقولها بمرارة؛ أما كان الأجدر بك أيها العاقل العادل المطيع “لله ولرسوله ولأولي الأمر” أن تأخذ دورك الطبيعي في ما مضى؟!..لماذا إنتظرت لهذه اللحظة؟ لحظة ضياع الأرض وإنتهاك العرض, وغياب الدولة, وفقدان الشباب..إننا لا نعتب على الحمقى, بل نعتب على الحكماء عندما سمحوا للحمقى بالتسلق.
عتبي من محب ليس لك؛ إنما للحق الذي سرت عليه, ومثلّته بكل أمانة وإتزان وهدوء.. لا تتركها, إنها أمانة ثقيلة, لا ينهض بها إلا أمثالك, وإن تركتها سنتركك وحيداً, فمثلك من يخط للأجيال طريق سلامتهم.