1 ـــ كتبتها توسلتها ان تصل للمرسل اليه, لأنها لا تريد, تخاف ان تفقد نفسها وسمعتها على الطريق, قالت “انها لاترغب ان تصل لمن لا يستحقها, والعناوين لبيوتات لا تشرفها ان اطرق ابوابها” والأمر جرح لكرامتها, وستقبل ذلك من اجلي”, كانت (الرسالة) لثلاثة كيانات فاسدة, جنوبها “البيت الشيعي” و “البيت الكردي” شمالها, يتوسطهما ” البيت السني” كل مقفل على محتوياته, منفتحون على بعضهم, عبر ممرات المحاصصة, من تحت بساط المنطقة الخضراء, على طاولة الأخرين, ثمة شيء يتقاسموه, على سفرة التلوث الطائفي القومي, كان الوطن.
2 ـــ البيت الشيعي, منقسم من داخله الى سبعة طوابق, مسيجاً بجداريات الألقاب واسماء الله, مطرزاً بالأيات الكريمة, من داخل البيت تنبعث روائح البارود, وثمة بشاعات ترتكب هناك, قرب بعض الملثمين منهم, قتيل لا يتجاوز عمره الثالثة عشر, تخثر الدم على رأسه, “وما هذا ؟؟” سألتهم, “عميل امريكي اسرائيلي سعودي” اجابوا “وما الدليل؟؟” سألت, انه “يريد وطن” من خارج الدستور والقانون وديمقراطية الأمر بالمعروف, وفي اي طابق يكون البيت الشيعي؟؟؟, في الطوابق السبعة, قد نختلف حول الجزئيات, لكننا متفقون على ما تشاهد, واشاروا الى القتيل, “والقتل من اجل البقاء حسنة” قالوا.
3 ـــ البيت السني, ثمة شلة تتشاجر حول جدارية صدئة, معلقة على ارتفاع عشرة امتار, هل حضرتكم البيت السني؟؟, نعم لكن البيت عائد الى انفسنا في البيت الشيعي, ومن انتم اذن, نحن انفسهم, كنا “امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة” واصبحنا جدارية نغذي بها اللاممكن, وانتهى الأمر بنا سنة شيعة, بعد مبايعتنا لـ “روح الله” خامئني, حول حصتنا من الرئاسات والوزارات والسفارات نتشاجر, وماذا تفعلون بها؟؟, “لا شيء نبيعها احياناً ان كنت تشتري, والمتبقي وليمة للمقربين”, سحبتني الرسالة “الأمر لا يطاق, الناس هنا خارج الخدمة, هامشيون منسلخون عن كرامتهم, على ارصفة التسول.
4 ـــ “البيت الكردي” منقسم الى عاصمتين لعشيرتين او ربما العائلتين, تتوسطهما جدارية عملاقة وعلم قومي, عنوانها منقسم الى نصفين “اقليم اربيلستان” يقابله “اقليم سليمانيستان” قال بعضهم “اننا هنا ادارتين وهناك بيضة القبان, هنا عائلتان لعشيرتان, ومن داخل المنطقة الخضراء, يجمعنا كلس القومية والمنافع المشتركة”, قلت “لدي رسالة من ساحات التحرير في الجنوب والوسط, اريد ان اسلمها لأبنائكم, صاح الجميع “العياذة بالله, اتركوا شبابنا في سكينتهم, سليمين من عدوى ثورتكم, راضون بمكرمات قياداتهم الرشيدة, وقل لثوارك هناك, “لولا نظام التوافقات بيننا واشقائنا في البيتين الشيعي والسني, على تحاصص العراق, جغرافية وسلطات وثروات, لما بقى موحداً قوياً الى يومنا هذا”.
[“أهنتني يا صاحبي” قالت الرسالة, ” جميعهم فارغون من المضمون الوطني, بيوتهم مسكونة بالغدر والخذلان, ملوثة بالفساد والأرهاب, اعد كتابتي وغير مضموني وخذني هناك, الى تسعة اعشار المسيحيين في المهجر, وايزيديين اُغتصبت ارضهم واعراضهم, وفيليون دفنوا اعمارهم في المهاجر, وعيونهم يكحلها الأمل في عودة المغيبين, ويعشقون وطن, صابئة مندائيين ويهود عراقيين, يذوب في قلوبهم الحنين الى مياه الرافدين وخبز العراق, وكلدواشاورين سريان, يحملون العراق حلم العودة, الى ارض اجادهم, الى هؤلاء الذين آن لهم ان يعودوا, لتستعيد العدالة هويتها, دماء عراقية تجري في شرايين الوطن, يشيد شبابهم خيام لهم في ساحات التحرير, بمعيتهم سيولد العراق من العراق].