26 نوفمبر، 2024 7:01 م
Search
Close this search box.

رسالة دولية صادمة للنظام الايراني

رسالة دولية صادمة للنظام الايراني

لأول مرة، يبدو هناك ثمة توافق وإنسجام ونوع من التنسيق بين الخطاب الامريکي والاوربي والروسي والصيني تجاه النظام الايراني والذي يظهر واضحا بأن هناك إتفاق وتطابق ضمني في الاراء والمواقف بين هذه الدول حيال هذا النظام الذي أرهق إيران والشرق الاوسط والعالم بسياساته المشبوهة والتي تختلق الازمات والمشاکل، ويبدو إنهم جميعا لايريدون ترك هذا النظام وشأنه والسماح له بالتصرف کما قام خلال العقود الماضية حيث أثبت بأنه يسئ إستخدام الفرص الممنوحة له لإثبات حسن نيته، ولاريب من إن هذإا التناغم والاتفاق في الخطاب الدولي الموجه للنظام الايراني، بمثابة رسالة دولية صادمة جدا.
النظام القائم في إيران و المثير للجدل إقليميا دوليا، تجاوز العديد من الکماشات والکمائن الدولية و أفلت منها وبقي طوال قرابة 40 عاما واقفا على قدميه برغم کل الصعاب والمشاکل والازمات التي تحاصره من کل جهة، ولاسيما إنه أتقن جيدا عملية إلقاء تبعة مغامراته ومجازفاته على کاهل الشعب الايراني الذي يرزخ حاليا تحت تلال من المشاکل والازمات الحادة، لکنه وهذه المرة، يواجه وضعا صعبا ومشاکل عميقة لايمکن أن تحل بإلقائها على کاهل الشعب، ذلك إن إستهداف جهاز الحرس الثوري و تصنيفه ضمن قائمة الارهاب والمطالبة بطرده من بلدان المنطقة بل وحتى تصنيف أذرع تابعة له ضمن قائمة الارهاب، تجعل القيادة الايرانية في زاوية ضيقة جدا يصعب الخروج منها کما کان الحال مع المرات السابقة!
الحرس الثوري الذي هو بمثابة الرئة التي يتنفس بها النظام في طهران، ولکونه يهيمن على معظم الاقتصاد الايراني، وهو اليد الضاربة له، فإن وضعه في قائمة الارهاب يعني مسك النظام من موضع يمکن أن يفقده السيطرة على زمام الامور، والانکى من ذلك إن إستهداف أذرع إيران في المنطقة يعني حرمان الاخيرة من طابورها الخامس وبالتالي ليس صعوبة وانما إستحالة تنفيذ المخططات والاجندة الايرانية في المنطقة، وإن القرار الاخير لرئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي بخصوص الحشد الشعبي ليس إلا مخطط وضعه الارهابي قاسم سليماني لکونه صار يدرك صعوبة وخطورة الموقف والاوضاع في العراق.
الامر الذي يفقد النظام الايراني صوابه ويجعله يعيش حالة من القلق والتوجس، هو إنه وفي الوقت الذي يجري العمل فيه من أجل بتر أذرع إيران من المنطقة، فإنه هناك تقارب وإنفتاح دولي وإقليمي ملفت للنظر على المقاومة الايرانية والتناغم النسبي مع الافکار والطروحات التي تطرحها لمعالجة الاوضاع في إيران وحتى المنطقة، ذلك إن الجدية التي تغلب على التشدد الدولي والاقليمي مع النظام الايراني وهکذا إنفتاح وتناغم من المعارضة الرئيسية الايرانية أي المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، يدفع النظام للإعتقاد بأن الاحداث والتطورات الجارية في إيران والمنطقة والعالم، هي غير مسبوقة وإستثنائية وقد تٶدي في أية لحظة الى تغيير جذري طالما إنتظره العالم کله.

أحدث المقالات