22 ديسمبر، 2024 2:56 م

كل ما تكتبينه هو نضوج القلم للواقع العربي المعاصر بعيدا عن مغامرات العاطفة الشبابية التي ذهبت في مهبات الريح.. نتذكرها دائما فنشعر بطعم مرارتها لأننا كنا دوما في تلك المعركة من الخاسرين.. هي اقدار وارادة ربانية ربما فيها الصلاح لأنفسنا ولكننا نسير احيانا مع هوى القلوب…
تكتبين كل يوم وكأنك تمتلكين خزانة من الكنوز تظهرين لنا بعض الوان حاجياتها الجميلة..
تقرئين افكارنا رغم المسافات البعيدة في عالم الجغرافية والقريبة في عالم الافكار.. اقرأ لك أحيانا وكأنك ابنة الموصل العراقية وفي كلمات اخرى ارى فيك بدوية الخليج ثم سرعان ما تعيدننا الى قضية العرب الاولى فانظر لك بانك تلك المرأة الفلسطينية الثائرة. ثم تكتبين عن نجيب محفوظ ومهرجانات القاهرة فترتبطين بالنيل وعظمته…
ثم اعيد الكَرَةُ مع نفسي وانا اشاهد قداسة الزي العربي المغربي في الجلابية والعباءة العربية التقليدية التي لبستها جداتنا وامهاتنا واليوم نشاهدك تتفاخرين بها لأنك يبدو من العاشقين لعبق الماضي وعطر الحاضر ..
اقف حائرا احيانا امام كل هذا التنوع فنتلعثم الكلمات من قلمي واعيد نفس السؤال.. من انت يا احلام مستغانمي..
كيف استطعت ان تكوني ابنةًّ صالحة ونافعة لكل من ينطقون لغة الضاد. كيف استطاع قلمك ان يكسب محبة الملايين وهو يخترق قلوبهم بكلماتك الساحرة..
هل حقا ان التعلق بالقراءة وبمفردات الكلمات مع المتعة والمغامرة في عالم خيالي آخر هو نوع من انواع العشق اللاإرادي…
ربما ينتقدنا البعض عن ما نقوم بكتابته تجاه شخصك الكريم لانهم يجهلون قراءة المفردات للكلمات والمعنى الدقيق لها في الوقت الذي نعتبر ان كل مانكتبه من تعليق او مقالة هو قطرة في ماء البحر بالنسبة لنا ولأقلامنا التي عشقت الكتابة عنكم وعن اعمالكم الادبية…
لقد قمت بنشر بعض الكلمات على صفحتي الشخصية لأحدى مقالاتك القصيرة رغم انني انشر دوما ما يكتبه قلمي المتواضع والبسيط من مقالة عامة ولقد وجدت فيها من الحكمة والموعظة وربطها الواقع الحقيقي بالواقع الذي يعيشه اصحاب المصالح الضيقة وقد شاهدت الاعجاب والحماس لتلك المفردات التي تعتبر من الدرر المنشورة عن واقعنا الحالي…
واخيرا وليس آخرا لايفوتني ان اذكر انتقائك للنغمة الموسيقية المرادفة لكلماتك فمن الطرب العراقي وبياع الورد الى اغاني الطرب المصري الاصيل الى نغمات الموسيقى التراثية المغربية الممزوجة بالاغاني الامازيغية اغاني الشاويه ابناء جبال الاوراس..والى اغاني الصيادين في البحر في خليج العرب.. واحيانا تطربين مسامعنا باغنية فيروزية صباحية جميلة…
نتمنى لك العمر المديد لكي نستمر ان ننهل من بحر كلمات رواياتك ومقالاتك العامة ونتمنى ان تصل كل تعليقاتنا ومقالاتنا لك لنستفيد من تعقيب قلمكم الذهبي عليها..
وفقكم الله يا احلام العرب احلام المحيط الى الخليج…