18 ديسمبر، 2024 6:53 م

رسالة الى عمرو بن لُحي الخزاعي !!!

رسالة الى عمرو بن لُحي الخزاعي !!!

لعلَ الأغلبية من الناس اليوم لا يعرف قصة عمرو بن لحي ولم يسمع بها, فعمرو هذا سيد مكة وزعيمها وأكرم ساداتها وكانت أوامره كالدستور لدى العرب, وقبله كانت العرب كلها على ملة التوحيد, حتى سافر عمرو إلى الشام للإستشفاء وهناك وجد قبيله تسمى العماليق كانوا يعبدون الأصنام فقال ما هذا الذي تعبدونه من دون الله ؟ فقالوا: هؤلاء ألاصنام يطعمونا إذا جعنا ويُعينوننا إذا ظُلمنا ويسقونا الماء ويقربونا إلى الله زلفى!!.
فتعجب عمرو من الأمر فقال لهم أعطوني أحدهم لعله يعيننا فنحن نحتاج الماء في مكة, وفعلا أحضر معه صنما إسمه هبل ووضعه بوسط مكة, ثم أدخل ألهة أخرى وأمر كل قبيله أن تتخذ لها صنما تعبده عند الكعبه, وبدأت من هنا عباده الأصنام تنتشر بأوامر من عمرو بن لحى فحول دين الحنفية دين إبراهيم وإسماعيل الى إلاشراك وعبادة ألاوثان, فصار عمرو هذا يحمل أوزار كل من أشرك حتى ظهر نبي الرحمة وأنتشر الأسلام وأنتهى عصر الوثنية والكفر. وقد توعده الرسول(ص) بأشد العذاب بأن يُسحب من أمعاءه في النار.
وها نحن اليوم نشهد ما هو مماثل لتلك السُنّة السيئة ألتي أبتدعها عمرو بإدخال الأصنام وعبادتها إن لم يكن أسوأ, فإن كان عمرو أول من سنّ عبادة ألأوثان فقد صار عندنا أول من إبتدع عبادة المناصب والكراسي وأول من عبدَ وسجد للفلوس وللشهوات, وأصبحت لهذه البُدع ملايين الأتباع والمريدين, وصار عندنا أول من شرع الفساد, وأول من وضع حجر أساس في العالم لنهب كل خيرات البلد وعندنا أول من أسس مدرسة لكل فنون الخيانة والهزائم والمصلحة وألانانية, وصارت لدينا جيوش من بائعي الضمير وتجار السلطة ومخنثي الرأي.
صار لنا قصب السبق في صناعة أول الطغاة وأخرهم, فبدل النمرود الواحد صار لدينا الف نمرود, وبدلا من فرعون صار لدينا فراعنة. ونحن أول من سنّ النفاق وجعلناه مشروعا للحياة نتعامل به كل يوم دون خجل, وبدلا من عبدالله بن أبًي صار عندنا شعوبا تنافسه نفاقا ورياءً, وبدلا من مسيلمة الكذاب وسجاح ألافاقة مُدعيا النبوة, صِرنا نعيش بينَ من هم ألعن وأكثر كذبا وتزويرا وفسادا, أولئك الذين يدعون النزاهة والشرف, وهم أفسد خلق الله.
صار فينا أول من حَللَ قتل الأبرياء وألاتقياء وسفك الدماء ظلما وعدوانا, وصار القتلة والسفلة يتناسلون تحت جلودنا ويتكاثرون في رؤوسنا, وأنتجنا منهم أجيالا تفوق شمر بن ذي الجوشن وعبد الرحمن بن ملجم وأبو لؤلؤة فيروز شرا وظلما وجهلا, وصارت شهوة القتل وحز الرؤوس هي الشغل الشاغل للكثيرين, وتعودنا أن نرى رأس الحسين يحمل كل يوم في مدننا دون أن نشعر بالعار والخجل!!.
وبرغم جميل صنائعك يا عمرو بن لَحي وكرمك مع أهل مكة وخدمتك لحجاجها, ألا أنك حملَت وزرا عظيما عندما إبتدعت أول سُنة سيئة بنقلك صنما واحدا من الشام الى مكة وجعلت أهلها يعبدونه من دون الله, ولكن لتطمئن يا عمرو, فقد شهدنا اليوم من يصنع عشرات بل ومئات ألاصنام راكعا ساجدا لها دون أن يكلف نفسه عناء السفر الى الشام, ودون أن يقدم خدمة لنفر واحد من الفقراء والبؤساء في كل البلد ولو حتى شربة ماء نظيفة واحدة, ولا تقلق يا عمرو فستجد ألالاف يزاحمونك في النار وهم يسحبون أمعائهم كم تفعل أنت!!.