سيدتي ..
ياسيدة الحزن السرمدي ..
دعيني اتمنى ان تكون معركة الفلوجة اخر المعارك واخر مواكب الدموع والشهداء ونزيف الدم وانتظارات عودة المحاربين من السواتر ..
سيدتي ..
هكذا اقرأ سجل حياتك ..
في حروب برزان وايران والكويت كنت طفلة وصبية وفتاة ناهزت الحلم فتعلق قلبها بفتاها وتعلق هو بها ..كانت رسائلك في جيبي القريب من قلبي اعيد قراءتها كلما هدأ ازيز الرصاص وخف هدير المدافع واحلم بوطن لاحروب فيه وبك عروسااحيط خصرها بيدي وتحمل بيسراها باقة ورد لعريسها لكن سرعان مايتحول الحلم الى شظايا بفعل القصف .
سيدتي ..
اتذكرين كيف كنت تمارسين الانتظار وعظم لهفتنا يوم عودتي من الجبهة وسواتر القتال واول من تقع عيناي عليه واخر من يودعني في (كراج النهضة ) هو انت ولم تنقطع انتظاراتك حتى بعد عقد قراننا ووقوعي في الأسر لتمارسين الانتظار في المجهول .
سيدتي ..
يوم عدت من الاسر وانهيت انتظاراتك واكملنا مراسم زواجنا وطبول الحرب تقرع قرب الكويت لكننا اعتدنا صوتها وويلاتها وجحيمها وفقدنا فيها مثل سابقاتها احبة واعزاء كثيرون . وتلاها الحصار الظالم فكان حربك وبطولتك يوم ضحيتي بالغالي والنفيس وحرمتي على نفسك حتى الضروريات من اجلنا فكنت نعم الام والزوجة والاخت والبنت والحبيبة .
سيدتي ..
كان املنا ان يطوي سقوط الدكتاتورية حروبنا واحزاننا ونعيش بأمان لكن خاب املنا بعد ان اكلت حرائق المفخخات الاخضر واليابس ولم تفرق شظاياها بين طفل وشيخ وامراة وهدمت البنى وضاع الامان واصبحنا طوائف شتى لكنك لم تفقدي الامل ولم يهن عزمك ولم تفرقي بين ابنائك يجمعهم حضنك الدافيء ويغمرهم حنانك فطوبى لك وانت تهزين مهد صغيرك وتترنمين ..
دللول الولد يبني دللول
دللول الوطن يبني دللول .
