18 ديسمبر، 2024 6:39 م

رسالة الى السيد رئيس الوزراء القادم

رسالة الى السيد رئيس الوزراء القادم

الكثيرون تكلموا بإسهاب عن الأولويات في جدول أعمال الحكومة القادمة, وتكلموا كثيرا عن ملفات مهمة مثل توفير الخدمات وفرص العمل وفاتهم ما هو أهم!!.
والأهم هنا هو إن أرادت الحكومة الجديدة النجاح والاستمرار أن تضع تحت المجهر أخطاء سابقاتها, رغم أن أخطاء سابقاتها لا تحتاج الى عدسات لرؤيتها فهي واضحة للعيان,
اولا وقبل كل شئ, علي الحكومة ورئيسها أن تضمن نصف النجاح المطلوب مقدما إذا ما طبقت القاعدة الشرعية والقانونية الذهبية بوضع الشخص المناسب” سواء كان رجلا أم أنثى” في المكان المناسب وفق قاعدة الكفاءة والنزاهة والوطنية والخبرة, وإبعاد كل من جاءت به المحاصصة الحزبية والطائفية, وفتح كل الملفات التي تسلق من خلالها البعض ووصلوا الى قمة الهرم الوظيفي بالرغم من عدم امتلاكهم المؤهلات المطلوبة, لان استمرارهم في مراكزهم يُعتبر خطاً فادحا أكبر من خطأ اختيارهم, فاستمرارهم بمناصبهم معناه استمرار الفوضى في عمل الدولة حتما. لقد رأينا من وصل بسرعة الصاروخ الى كرسي المسؤولية دون المرور بالتدرج الوظيفي المطلوب, لكونه يتمتع بصلات قوية من هذا الحزب او ذاك, أو لأنه يتمتع بصلة قرابة أو مصلحة مع أحدى الشخصيات النافذة.
ولقد رأينا الكثير من المتسلقين والزاحفين للمناصب الذين أساءوا استخدام مناصبهم وجعلوا الانتقام وتصفية منافسيهم ومنتقديهم أكبر همومهم, ولقد رأينا العجب العجاب من بعض ممن وصلوا الى كرسي المسؤولية, وارتكبوا ألكثير من الأخطاء وتجاوزوا القوانين بكل جسارة لانهم ببساطة يعلمون انهم سينجون بأفعالهم ولن يتم محاسبتهم, وقد يُعاقبون بنقلهم الى موقع جديد أفضل من موقعهم الاصلي!!.
على رئيس الحكومة القادم تكوين لجنة وطنية, من الكفاءات العلمية المختلفة التخصصات, الغير منضوية تحت مظلة الاحزاب, تكون مهمتها إخضاع جميع مناصب الدولة العراقية للتدقيق والتمحيص وإبعاد كل من وصل منهم بطرق مشوهة وغير صحيحة ولا قانونية.
وعلى رئيس الوزراء المكلف أن يعلم أن الرسول(ص) حذّر من توظيف العاشقين للسلطة والمتهالكين عليها ، فقد روي أنّ رجلا قال : يا رسول الله ، استعملني؟ فردّه النبيّ وقال :« إنّا لا نستعمل على عملنا من أراده … », فبربكم أخبروني: كم واحد من المسؤولين لم يطلب السلطة اليوم ولم يسع اليها بكل السبل؟؟. وعليه أن يعلم أن الذي يسعى ويجتهد في طلب المناصب والكراسي ربما قصد أن يعلو على الناس ويملك رقابهم ويأمر وينهي فيكون قصده سيئا قبيحا { نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض }, وعليه أن ينسف للأبد تلك السُنة السيئة الغريبة التي سنتها وشرعتها الحكومات العراقية السابقة والتي تطلب من الساعين للمناصب أن يُقوموا بترشيح أنفسهم للسلطة!! , فسُنتهم هذه لم يقرها أحد في تأريخنا, فقد نهى عنها الرسول محمد عليه الصلاة والسلام يوم خيبر حينما قال «لأعطين هذه الراية رجلاً يحب الله ورسوله، يفتح الله على يديه, قال عمر بن الخطاب: ما أحببت الإمارة إلا يومئذ، فدعا رسول الله عليه الصلاة والسلام – عليا بن أبي طالب، فأعطاه راية قيادة المسلمين لاقتحام حصون خيبر, فهل يجرأ احد بعد ذلك على ترك سُنة من سنن رسول الله؟, أم أننا سنعيد تكرار أخطائنا ونبقى بنفس الدوامة التي تنتج دولة فاشلة مجددا؟.