23 ديسمبر، 2024 5:16 ص

رسالة الى السائرون نحو حسين الحرية  

رسالة الى السائرون نحو حسين الحرية  

السائرون لكربلاء الحرية والإباء ورفض الظلم والطغيان مهما كان حجمه وعنوانه والجهة التي يتقوى بها ,نحن شريحة المثقفين علينا واجب أخلاقي في أن نبرأ ذمتنا بأن نوضح لهم حجم التحديات التي خاضها الحسين مع مستبد عصره الذي مثل فكراً منحرف توارثته الأجيال المنحرفون على مدار التأريخ ولغاية يومنا هذا ,وهو يتصدى للموت من اجل من ؟ لحياة بعيدة ليست فيها عبودية وخنوع ,إذ لا قيمة للإنسان دون امتلاكه هوية نعرفه بها  ,وهويته في التزامه الخلقي وصدقه ووفائه بعهده مع الناس ,
الحسين في آوج المحنة كان صامداً لم يتمكنوا منه ﻷنه يحمل منهج يرتبط بصناعة إنسان وهذه الصناعة هي رسالة المصلحين ,علينا التحدث (للمشايا) أن الثوابت لا تباع ولا تشترى وأن الطغاة سيرحلون شئنا ام أبينا ,نوضح لهم أن واقعة عاشوراء ليست كرنفال جماهيري ,أو مأساة إنسانية فحسب إنما هي انتهاك لكل القيم الإنسانية ,ولكن بأسم الدين وهذه هي المشكلة الحقيقية التي تعيشها الأمة من بعده قتله فقد استخدم الطغاة جانب الحفاظ على حرمة الدين جسراً لتحقيق مآربهم في توجيه التهم لكل من يشخص خلل سلطتهم وتعسفهم وبطشهم بحق رعيتهم ,فكان قول شريح القاضي بأنه أفتى بفتوى الضلالة 

وهي :(الحسين خرج عن حده فقتلوه بسيف جده) كانت هذه أخطر فتوى في تاريخ البشرية شرعت للقتل وبدمٍ بارد وأستخدم بعد ذلك كحيلة شرعية لكل المناوئين للسلطة,علينا أخبارهم أن الوقوف مع الحق هو النتيجة التي كافح وناضل من اجلها الحسين في سبيل عدم إعطاء فرصة للباطل لتحقيق مبتغاه ,والتحدث إليهم عن المؤامرات التي أحيكت ضد شعبنا المظلوم وتثقيفهم بمكاشفة صريحة وواضحة  عن ما سببه المفسدون في مقدراتنا ونهبهم أموالنا ,وشرح الانجازات والبطولات التي تحققت على أيدي قواتنا الأمنية والمسلحة ورجال حشدنا المقدس كيف انتزعوا واستعادوا الأراضي التي اغتصبها الإرهاب من حضن الوطن الجريح ,بفضل دماء زكية لم تتردد في الدفاع عن أرضها عندما سمعت نداء الوطن يستنجد بها من الوحوش القذرة بسلوكهم ونهجهم العفن ,علينا أماطة اللثام عن حقائق مخفية مفادها أن الناس يقتلون وتنتهك أعراضهم وتسلب حقوقهم بحجج الدين الذي يتيح لإلغاء الأخر جسديا ومعنويا ,وتسليط الضوء على ما قام به الطواغيت عبر الأزمنة الماضية وتحديداً فئة وعاظ السلاطين صانعي الفتاوى التي من ورائها نشروا ثقافة الفساد بين جموع شعوبهم ,وساقوا الأحرار لمقاصل الإعدام تارةٍ أنهم خرجوا عن إمام زمانهم ,ومرةً يحرضون الشعب والرأي العام  ,أو أنهم خارجين عن الدين والملة ,واجبنا توعية الناس بأن الذهاب لكربلاء هو لأن الأمم تفتخر برموزها وقادتها والحسين ليس رمزاً يحتكره المسلمين الشيعة أو السنة بل جميع الرافضين في العالم للظلم ونهجه اجتمعوا معه  تحت مضلة الحياة لا يمكن لها العيش بذل وهو القائل :(موت في عز خير من حياة في ذل) .