18 ديسمبر، 2024 9:03 م

رسالة الصورة الالكترونية

رسالة الصورة الالكترونية

حين دخلت اغفلت السلام وما كان ذلك ممكنا طوال زمن زما لتنا التي امتدت لسنوات طويلة.
عجبت لأمرها ولكني لم انبس ببنت شفة بل تظاهرت بانشغالي بكتابة تقريري الشهري الذي كان عليَّ انجازه .
رفعت اليها بصري فكانت هيئتها مختلفة تماما عما هي عليه دائما اذ ارتسمت على محياها صورة حزن وألم لم تتمكن من اخفاءهما لذا وجدت من المناسب ان استوضحها الأمر فقلت:
خيرا ان شاء الله اليوم اجدك مختلفة …؟
رفعت اليَّ وجهها وكانت في عينيها نظرة الم عميق حاولت اخفائها من خلال بسمة جميلة قائلة :
كيف انا مختلفة اليوم …واضافت بنبرة ضاحكة غايتها تغيير الموضوع ترى هل ظهر لي جناحان…او ابدو بصورة افعى…؟
وهنا اختنقت بعبرتها فهالني الامر وجددت تساؤلي ..
انك تعانين امرا فماذا هناك…؟ قولي لي ولا تكتميني امرا لقد اثرت مخاوفي فأنك لأول مرة مذ عرفتك لم تلقي السلام ولأول مذ عرفتك تشاغلت بالانهماك بالعمل وصورة الحزن مرسومة على صفحة وجهك….؟
اذن لابد من الكلام…؟
اجل فلا مجال للصمت .
قالت:
صورة الكترونية كان يمكن ان امرَّ عليها دون ان تستوقفني كما هو الحال مع الصور الإلكترونية في الكثير من الصور المحفوظة في الهاتف النقال الخاص بي والذي كثيرا ما يستخدم من قبل الاخرين المقربين .
لست بعيدة عنهم فأنا اعيش معهم عمرا ,رعيت طفولتهم رغم كوني لست مسؤولة تلك الرعاية.
قلت ان الصورة استوقفتني …السؤال الذي يطرح نفسه هو(لماذا…؟)
الجواب هو ان الصورة تمثل افعى بفم مفتوح وعينين يتطاير شررهما وعلى جانبي وجه الافعى كف انثى بأظافر طويلة وخاصة الابهامين الذين امتدا كأنهما خنجر مسموم …
لم ينتهي المشهد
فوق الصورة عبارة تقول(شكل اللي 24 ساعة تكتب ها لدعاء اللهم إكفني شر خلقك ) ولما كنت اعلم ان هذه العبارة هي التي ارددها دائما عرفت انني هي المقصودة بهذه الصورة سيما واني كنت على خلاف معهم بسبب بعض التصرفات الغير لائقة وانا هنا لست بصدد شرح تلك التصرفات او التعرض الى كل ما بدر منهم من اعمال طائشة وكلمات غير لائقة فقد تركت الامر واسدلت دونه ستار التجاهل فمن تقدم له النصح مخلصا ويرسم له خياله المريض امورا انت بعيد عنها … هنا عليك الوقوف والامتناع عن هذا الأمر كي لا تكون عاقبة النصيحة المخلصة سوءا يطالك وكما قال الشاعر:
ومن يصنع المعروف في غير اهله
يكن حمده ذما عليه ويندم
هكذا كان الامر بالنسبة لي فقد وجدت هذه الصورة على هاتفي وعرفت مضمونها وهدف رسالتها .
نعم شعرت بالأسف والغضب إلا انني لم افه بكلمة عتاب او سؤال عن قبيح الصنيع فقط عمدت الى استنساخ تلك الصورة وكتبت فوقها بخط كبير وواضح عبارة ( شكرا لهديتكم)
ووضعت الصورة في مكان اعرف انه سيكون تحت انظارهم دائما.
……
انهت عباراتها وكان الالم واضحا في كل كلمة نطقتها ,حاولت ان اخفف عنها فقلت: وماذا يهمك من هذا التصرف الارعن انك لست بأول او آخر من يزرع الورد ويحصد الشوك وكما اعلم ويعلم الجميع انك قد بذلت ما بوسعك غير منتظرة جزاء او ثواب الامن الله عز وجل ولكن للأسف كانت بذرتهم دغش على حد الكلام الشعبي.
نعم وارجو من الله عز وجل مخلصة ان يهديهم سواء السبيل .
قالت كلماتها تلك بطيبة واخلاص وكان الالم يسحقها ولكنها ابدا لاتدعوا الا بالخير واضافت (اللهم اكفهم شر خلقك)!!!!!!
آه هي تردد الدعاء الذي تناولته الصورة الالكترونية المرسلة…..