3 نوفمبر، 2024 12:38 ص
Search
Close this search box.

رسالة الصدر.. هل ستصدع تحالف العبادي؟

رسالة الصدر.. هل ستصدع تحالف العبادي؟

منذ اعلان تحالف “نصر العراق” والتكتلات السياسية، يحاول الجميع الحصول على تفسير مناسب لما حصل وكيف اجتمعت واشنطن وطهران على طاولة واحدة، الاجابة على تلك التساؤلات وجدتها في صورة ارسلها صديق مقرب حاول قطع سلسلة الشكوك التي رسمتها في مخيلتي، الصورة تجمع زعيمي “الفتح” هادي العامري وائتلاف النصر (رئيس الوزراء) حيدر العبادي، فطريقة جلوس الرجلين وضعت الحلول للكثير من الالغاز واختصرت المسافة التي بين ساحة المعركة ومكتب رئاسة الوزراء، حيث ظهر العامري بدور المعلم والعبادي بموقف الطالب الذي ينتظر الارشادات.

الصورة التي وثقت التحالف الجديد اعادت إلى ذاكرتي مواقف العامري منذ ايام المجلس الاعلى وعباءة عمار الحكيم وبعدها الزواج الكاثوليكي مع ائتلاف دولة القانون وزعيمه نوري المالكي، ليختار بعدها مشروع العبادي، لكن هذه المرة بصفة “الربان” والقائد الذي يمتلك المال والسلاح، نعم فوجود رئيس الوزراء مع تحالف يضم قيادات تمتلك قاعدة شعبية لها ثقلها في الشارع العراقي يعد مكسبا شخصيا للحصول على المزيد من الاصوات الانتخابية، خاصة وأن زعيم قائمته الانتخابية السابقة اصبح على ابواب الافلاس “شعبيا وسياسيا”، ولا يخفى عليكم أن العديد من قيادات دولة القانون التي كانت تعد المالكي “رمزا لا يقبل القسمة على اثنين” التحقت بركب تحالف “نصر العراق” ومنهم عباس البياتي الذي كان قبل سنوات يردد جملته الشهيرة “اذا مات المالكي نستنسخ خلاياه ونأتي بمالكي اخر يلاحقكم” لكنه تنازل عنها وبشرنا في احد لقاءاته المتلفزة بان “العبادي هدية حزب الدعوة للشعب العراقي”، نعم ياسادة فالتحالف يكون دائما مع الاقوى وليس مع الخاسر، وهذا ما فعله العبادي.

لكن ساعات العسل بين العبادي والعامري لم تمر بسهولة وعنوان “الكتلة العابرة للطائفية” فشل في تحقيق غايته بإقناع المواطن المبتلى بالتحالفات “العابرة” للحدود وكسب تعاطف زعيم التيار الصدري الذي يكون منزله محطة اخيرة للراغبين بمنصب رئيس الوزراء في كل انتخابات، فجاء رده على التحالف بوصفه “بغيضا” ويمهد لعودة “الفاسدين” ويعيد “التخندقات الطائفية” ولَم يتردد الصدر بكشف نوايا العبادي قائلا “عرُض علينا الالتحاق ورفضنا ذلك رفضا قاطعا”.

موقف الصدر قد يجبر العبادي وقادة الحشد الشعبي على اعادة النظر ببعض الحسابات والبحث عن مخرج مناسب يبعدهم عن صفة “التخندق الطائفي” ويقنع المواطنين الذين اصيب الكثير منهم بخيبات امل مع اعلان التحالف بين “الفتح” و”النصر” بان الانتخابات ليس للربح فقط وإنما للتغيير وتحقيق الديمقراطية، وبدون هذا سيكون هناك سؤال واحد،، هل سيصمد تحالف العبادي والعامري امام تيار الصدر ام سيخرج منه متصدعا؟.

أحدث المقالات