23 ديسمبر، 2024 12:21 م

رسالة السماء

رسالة السماء

لاادافع عن شخص,لاادافع عن رئيس دولة او عن رئيس وزراء او عن وزير بل ادافع عن وطني واضحي من اجله لان الوطن باق والفرد زائل وهذا ماعلمته لتلاميذي منذ سبعينيات القرن الماضي. ومهما كان السفاحون واشتهروا ومهما زادوا غيا وتكبرا وتجبرا, وكم من الرقاب قطعوا فرملوا ويتموا ودمروا. ومهما كثرت اسماؤهموتعددت الوانهم فالوطن في القلب يجري في الشرايين. لنبذر بذور الحب والتضحية من اجل الوطن ولنغرس قيالروح مباديء التضحية والايثار في النشأة الاولى في العائلة وفي الروضة وفي المدرسة الابتدائية.لنغرس حبالله والوطن في دورنا بين عوائلنا وفي مدارسنا فلم ولن يحن علينا احد ولن يساندنا احد غير مساندتنا لانفسناولبعضنا البعض. فهل غرسنا ذلك في اطفالنا ؟وهل علمناهم ان لاخوف الا من خالق السماوات والارض؟هلعلمناهم ان لاخوف مع المبدأ؟اما البشر فعلينا ان لانخشاه ولا نخافه حتى ولو كان من اشهر سفاحي العالم امثالتوركياد الذي ارعب اسبانيا او امبراطور المانيا وابنه فيليب الثاني, اكان زياد بن ابيه او الحجاج,أكان يزيد بنمعاوية او هتلر او موسوليني او جورج بوش, فهؤلاء زائلون راحلون لايستحقون سطرا واحدا في كتاب او فيصحيفة يومية مغمورة , وتذكروا ان الشرف والرفعة بالهمم العالية  لا بالرمم البالية. علموا اطفالكم في البيت وفي المدرسة شعار( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا) علموهم تاريخ الثوار والاحرار من ابناءهذه الامة,علموهم ان الناس سواسية كاسنان المشط,علموهم ان القاصي والداني هو اخ لك مهما اختلفت ديانتهومذهبه ولونه ولغته فهو(اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق).علموهم ثورة ابراهيم(ع) ضد الجهل والاصنام, علموهم مباديء الثورات كالثورة الفرنسية وثورة الحسين(ع) الخالدة, علموهم مباديء القرأن,علموهم مباديء روبسبير يوم قال( ان البشرفي جميع بلاد الارض اخوة ومن الواجب ان تتعاون الشعوبالمختلفة وفقا لمقدراتها…)علموهم معاني الخير والقناعة وان ماكتب لك لن يصير لغيرك فلا تيأس ولا تحزنولاتغار وتحسد.(اعلم لو ان الامة اجتمعت على ان ينفعوك بشيء لن ينفعوك الا بما كتبه الله لك وان اجتمعت على ان يضروك بشيء لن يضروك الا بما كتبه لك……)

علموهم معنى الحرية وكيفية الحصول عليها فالحريةهبة من الله لامكرمة يقدمها الحكام,علموهم كيف تسترد الحرية,علموهم كيف صرخ ابو الثوار ومفجر الثوراتالحسين بن علي(ع)(هيهات منا الذلة),علموهم ان ثورة الحسين ليست للبكاء وانما هي نهج  ضد الظلم والمنكروالباطل والجبروت,هي امتثال لحديث جده المصطفى(ص) (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده…….)علموهم حينيكبروا ويقودوا ان لايحركوا اسلحتهم في هوى السنتهم ومصالحهم ,علموهم(ميدانكم الاول انفسكم ان قدرتم عليها كنتم على غيرها اقدر….) علموهم ان(الواجب طاعة الله والاوجب ترك الذنوب).علموهم صعوبة الذهابالى القبر بدون زاد. علموهم(وقتلوا في سبيل الله الذين يقتلونكم ولا تعتدوا ان الله لايحب المعتدين.)علموهم كيف ان الهولنديين ثاروا ضد ملك اسبانيا فيليب الثاني فكتبوا العبارات الخالدة التي تلهب المشاعر وتحفزكل ثائر ضد الطغاة فكانت صرختهم(سنحارب من اجل الحرية حتى الموت وانه وان لم يبق منا الا طفلواحد اذن لنحارب دون الحرية وما دمتم تسمعون نباح كلب في المدينة فاعلموا ان المدينة صامدة وسنأكل لحماذرعنا اليسرى ونحارب باليمنى وعندما نجد انفستا غير قادرين على الصمود فسنشعل النار في المدينة ونحرقهاحتى نجعلها رمادا دون ان نتنازل عن حريتنا!!!!)فهل فعل العرب ذلك ؟ وهل علمنا اطفالنا ذلك ؟ وهل علمناهم(واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيلترهبون به عدو الله وعدوكم واخرين من دونهم لاتعلمونهم الله يعلمهم……) وهل علمناهم ان الخلود للروح والسمعة الحسنة فان فعلنا ذلك سنلقى خالقنا بقلوب ووجوه بيضاء لاننا علمنا ابناءنا رسالة السماء.

  [email protected]