17 نوفمبر، 2024 8:25 م
Search
Close this search box.

رسالة الحشد الشعبي الإلهية

رسالة الحشد الشعبي الإلهية

لم يكن في حساب الأمريكان ولا الخليجيين ولا الإيرانيين ولا الدواعش ما جرى من إنطلاق لظاهرة الحشد الشعبي . ولم تكن فتوى السيستاني الصحيحة تؤسس لهذه الظاهرة ، بل كانت دعوة للمواطنين للإلتحاق في صفوف القوات المسلحة العراقية القائمة حينها . ولو فعل المواطنون ذلك لكانت مسيرة نحو هلاك مؤكد ، في ظل الوضع المزري للقيادة السياسية والعسكرية قبل وبعد سقوط الموصل ، الذي اتسم بالفساد والصفقات السياسية وجبن الكثير من القيادات أو تواطؤها .
لكنّ خطأ معتمد المرجعية في كربلاء في إيصاله لرسالتها من خلال منبر الجمعة ، في ظل ارتباكه بعد وصول داعش للنخيب عند مشارف كربلاء ، خلق فهماً آخر كان العراقيون ينتظرونه ، أنه مفهوم التضحية .
فهبت العشائر العراقية الجنوبية التي تحمل روحاً علوية وموروثاً حسينياً لحماية البلاد والعباد من ذلك الشر المحدق ، ولأخذ ثارات أبنائها الشهداء .
لقد فهم الناس – بالخطأ – ان هناك فتوى للجهاد ، فيما كانت الفتوى تقتضي التطوع ضمن قواطع الجيش القائم الذي انهكته الخيانة وفقد العشرات من أفراده ومراتبه .
والدليل ان هذه الألوف من المتطوعين لم تجد من يستقبلها أو من يتابعها ، لا من الحكومة ولا من المرجعية التي نسبت لها الفتوى ، سوى ما كان من الفصائل الموجودة على الأرض فعلاً خارج سلطة تلك الحكومة وتلك المرجعية .
وقد حدثت حالة من الفوضى ، ابتدرتها مكاتب مرجعيات أخرى ومساعدات الجمهورية الإسلامية في إيران للملمتها وتنظيمها ، بالتعاون مع الفصائل التي كانت جميعها صدرية الانتماء . فحدث الانتصار .
لقد كانت تلك الظاهرة الخالدة رسالة إلهية لأمريكا بأن الله قادر على إبطال حساباتها من خلال ذات المؤسسة الصامتة التي اعتمدت عليها . وهو الصمت الذي من خلاله عبرت مشاريع رهن الثروة الوطنية للأجنبي .
ورسالة للقيادة السياسية في إيران ان الله قادر على صنع ما عجزتم عن صنعه لسنين في لحظة .
ورسالة للقيادات الخليجية ان الله قادر على إيقاف زحفكم المزمع حينها من صحارى السماوة وذي قار .
ورسالة لقيادات الإرهابيين ان الله قادر على كشف غطاء دعمكم الأمريكي .

أحدث المقالات