يبدو إن مقتدى الصدر قد قراء الرسالة الموجهة اليه؛ وفهم أبجدياتها بشكل وأضح وجلي، بعد أن دعا أنصاره بمظاهرات كبيرة في يوم الجمعة 15 تموز الجاري، من كل المحافظات العراقية بدون إستثناء، وسميت هذه المظاهرات بالإصلاحية التي تريد إصلاح النظام السياسي؛ الذي هو مشارك به ب 6 وزارات و 40 نائب ووكالات خاصة وسفراء ومدراء عامون. حيث أصدرت خلية الإعلام الحربي عشية يوم الجمعة( أي قبل إنطلاق المظاهرات ب 10 ساعات)، توجيهات بعدم التظاهر وان المظاهرات غير مرخصة من الجهات الأمنية؛ وستتعامل الجهات الأمنية بحزم ضد من يحمل السلاح أو يخرج على القانون، هذا البيان جاء كالصاعقة على التيار الصدري أولاً والتيارات المتحالفة على التظاهر؛ وبدأت تنسحب معظم التيارات تدريجياً، وبعظمهم لم يخرج من بيته إطلاقاً.
هذه التيارات التي ركبت الموجة منذ الوهلة الأولى للتظاهر، وبدأت تكون لها حلفاء وتضرب عصفورين بحجر واحد؛ وتجعل السياسيين بالسياسيين وتخرج من بينهم سالمين، مثل التيار المدني الذي يريد دولة علمانية؛ وسط عراق 90% مسلمين شيعه كانوا أم سنة؛ والتيار البعثي الذي يريد عودة قائد الضرورة، والتيار الصرخي يريد أن يكون مرجع معترف به. جميع هذه التيارات أرادت أن تتحرك تحت رداء يتماشى مع الواقع السياسي والشعبي؛ وإستقلال حرية التظاهر وغضب الشارع من نقص الخدمات، والمشاكل الإجتماعية التي خلفتها الحكومات المتعاقبة؛ ولذلك وجدو التيار الصدري أرض خصبة ينفذون ماربهم الخاصة، حيث أنطرح هذا المشروع على مقتدى الصدر تحت راية الإصلاح، ومحاربة الفساد المستشري في مؤسسات الدولة؛ في ظل ظروف الدولة على حافة الإنهيار.
إن مظاهرات الجمعة 15 تموز قد رفعت الغطاء عن الحلف التظاهري؛ من خلال إنسحابهم وزج التيار الصدري وحده بهذا المعترك الشائك؛ وجعله أمام إنتقاد معظم الكتل السياسية وفصائل الحشد المقدس، الذي يخوض معارك شرسة مع عصابات داعش؛ وبين غضب الشعب البغدادي الذي أصبح كل جمعة حبيس البيوت، نتيجة تشديد الأمن وقطع معظم الشوارع والأماكن العامة؛ والترفيهية والتواصل بين الأقارب والأصدقاء.
مقتدى الصدر لم يكن بعيد عن هذه الرسالة الواضحة، التي جعلته بهذا الموقف الذي لا يحسد عليه؛ حيث أوجل البرنامج إلى أكثر من ساعة ونصف، وخرج غاضباً مرتبكاً لم يستوعب الصدمة بقلة الجمهور وإنسحاب حلفائه الداعين للإصلاح، وقلت الوهج الإعلامي وكأنما خبراً مستهلك؛ وهذه العوامل جعلت مقتدى يفقد التركيز ويقدم الهتافات، وينسى السلام والترحيب بالجمهور إلا أن همس في أذنه أحد مرافقيه بان يودي التحية.
مقتدى الصدر هل وضحت الرؤية لديك من هؤلاء الحلفاء البائسون.؟؟ مقتدى الصدر هل شخصت المصلح من المسيء في حكومة العبادي.؟؟ مقتدى الصدر هل أخذت هذا الأمر على محمل الجد، وعدت حسابك مع هؤلاء.؟؟ مقتدى الصدر هل أتضح لك الخيط الأبيض من الخيط الأسود.؟؟ مقتدى الصدر هل عدت بذاكرتك إلى أحداث النجف الذين هؤلاء انفسهم تخلوا عنك.؟؟ مقتدى الصدر لماذا تخاطر بتاريخ أل الصدر بهذه البساطة.؟؟