{ الدكة } العشائرية .. ظاهرة متخلفة تنافي التقاليد الاجتماعية في محافظتنا
رأيت زميل صحافي من جنوب العراق متألما لما حدث على ارض الانبار يوم الجمعة الفائته , فقلت أي المواجع تؤلمك , قال ما أراه اليوم من طعنات طائفية التي أخشى أن تكون مقدمات لحرب أهلية . قلت لا شك انه موجع قاس . ولكن هذه الطعن آت ليست أهلية حتى تكون حربا بل هي من صنع
البعض من قادة المليشيات الذين رأوا إن لا مقبولية شعبية لهم بعد أن كرهم الناس وما ذاقوا من ويلاتها ورأوا ان العاطفة الدينية قوية لدى هذا الشعب فراحوا يلعبون لعبة الطائفية إن الحرب الأهلية أو الطائفية فلن تكون , قال صاحبي وعلى أي شئ استندت في هذا قلت ، انظر إلى عمق التاريخ واعتبر , هل تجد حربا أهلية أو حتى فواصل طائفية , قال نظرت ، فوجدت إن مظاهر الطائفية تجاوزت وقست حتى سوي مرقد الإمام علي بن ابي طالب رضي الله عنه بالأرض وجامع أبي حنيفة رحمه الله والشيخ عبد القادر وأصبحا مربط خيل الغزاة , ولكني وجدت أن من فعل هذا آت من الشرق أو من الشمال الشرقي وليس من أبناء الوطن , فإذا زال احتلاله زالت مظاهره الطائفية وعاد الشعب موحدا واختفت تلك الروح البغيضة . قلت . لقد أجابك التاريخ وصدقك , وحدثك بما هو حقيقة ينبغي أن ننتبه إليها .
وان نستخلص منها إن مظاهر الطائفية حين أطلت برأسها , أطلت من خلال الغرباء الغزاة وأطلت من خلال البعض من يسمون انفسم قادة للمليشيات الطائفية وليس من الشعب , تحكم العادات والتقاليد العشائرية الراسخة معظم شؤون العراق , لكن القضاء قال كلمته مؤخرا، معتبرا أن التهديدات التي تسبق التفاوض للتسوية قبل الثأر وما ينجم عنها من قتلى وجرحى ( إرهاب ) عقوبته الإعدام , ويعرف في العراق مصطلح ( الدكة العشائرية )ما يعني مرحلة التحذير ، وهو تقليد يعود لقرون عدة , لكن مع انتشار السلاح بشكل متفلت خلال دوامة العنف التي شهدتها البلاد ، أصبحت تلك العادة خطرا كبيرا وتتلخص ( الدكة العشائرية ) بإقدام مسلحين ينتمون لعشيرة على تهديد عائلة من عشيرة أخرى ، من خلال عملية إطلاق نار أو إلقاء قنبلة يدوية أحيانا ، على منزل المقصود ، كتحذير شديد اللهجة لدفعها على الجلوس والتفاوض لتسوية الخلاف. وفي حال عدم موافقة الطرف المستهدف ، تتطور الأمور لتؤدي إلى وقوع ضحايا من الطرفين , وهذا الآمر الخطير يحدث لاول مرة في محافظة الأنبار الامنة الرائعة , حيث تعرض منزل مواطن في بلدة حصيبة الشرقية ، شرقي مدينة الرمادي ، لوابل من الرصاص نفذه مجهولون لاذوا بعدها بالفرار بحسب مصدر أمني , وإن التحقيقات تشير إلى أن المسلحين قادمين من مدينة الكوت بمحافظة واسط وأقاموا ما يعرف بـ( الدكة العشائرية ) بذريعة مشاكل مالية مع صاحب المنزل وأن المنفذين تركوا رسالة ورقية لصاحب المنزل ، كُتب على ظرف الرسالة ( هذا إنذار بسيط والقادم لا يحمد عقباه ) فيما لم تعلق القيادات الأمنية في محافظة الأنبار حول كيفية دخول المسلحين وعبورهم نقاط التفتيش والحواجز العسكرية على مداخل مدن الانبار ، لكن شهود عيان تحدثوا عن مغادرة المسلحين للمنطقة من خلال الطريق الدولي السريع المتجه الى بغداد دون إيقافهم , وأن هدف المنفذين كان لفرض إتاوات على صاحب المنزل والذي يملك شركة مقاولات , وهذا ما حدث مؤخراً في محافظتي العزيزة الانبار , وعلى العاقل في هذا البلد أن يعي جيدا لما يحيط به وبما يراد به وان الوطن والمواطن اغلى من الدخلاء أصحاب الرايات الطائفية أو أصحاب الأغراض الوصولية لإرضاء الجارة إيران . , ولله .. الآمر.