مع حلول ساعات الصباح الأولى من يوم الخميس دخلت سيارة مفخخة تحمل حمماً بركانية لتستهدف كوكبة من خيرة موظفي هيئة النزاهة وهم يؤدون عملهم اليومي في مكاتبهم !! .
هكذا بدأت الساعات الأولى من هذا اليوم بسقوط عدداً كبيراً من أحبتنا وأصدقائنا وزملائنا . احمد جعفر أخي وصديقي وعزيزي والذي كثيرا ما كنا نجلس معاً ,نضحك ُ ,يسأل بعضنا الأخر عن أحلامه و احلام عائلته,لكن فجأة يتوقف هذا النبض في قلب أحمد جعفر ورفاقه الذين سقطوا بهذه الحمم الغادرة التي مزقت أجساد أحبتي وجعلتهم أشلاء ليغذوا هذه الأرض الطيبة الطاهرة .
القتلة الإرهابيون سرقوا أحلامي وكذلك الساعات المزمع أن اقضيها مع احمد جعفر ، محمد إبراهيم أحمد ماجد وغيرهم من أحبتي الآخرون الذين سقطوا بهذه الحمم الغادرة ، الشهداء الذين سقطوا من كل المذاهب والطوائف مع كل صباح باكراً نجتمع معاً لنوزع الواجبات اليومية .
أيها الشهداء وداعاً نقولها من أعماق قلوبنا إلى سفر الخلود . اسمحوا لي أن اعزي نفسي وإخوتي في هيئة النزاهة لسقوط هذا العدد والنوعية المتميزة من الشهداء … شهداء هيئة النزاهة المجاهدين في الدفاع عن المال العام ومتابعة حيتان الفساد و دهاقنة الشر الذين رخصت دمائنا أمام حقدهم الدفين. وانأ لله وأنا إليه راجعون