من الجنوبِ وحادي الحبِّ يحدونا
و وجهُ بغدادَ عن بُعدٍ يُحيّينا
وناقةٌ تحملُ الأشعارَ متعبةً
حتى أنخنا فأنزلنا قوافينا
بغداد إنَّا نزلنا فيكِ رهنَ هوى
يكاد يقتلنا شوقاً ويُحْيينا
بالله لا تهدأي فالسامرونَ أتوا
جُسِّي المزاميرَ يا بغداد واشجينا
جئنا إليكِ قوافينا تُسابقنا
كيما تعانقَ “منصورا” و”سعدونا”
شقَّتْ مجاديفُها البحرَ البسيطَ وقد
تراقصَ الموجُ تنغيماً وتلحينا
والشعرُ أمّكِ إذ عاثَ الرَّحيلُ به
ولم يزلْ في يد التَّطوافِ مرهونا
كم جالَ كالطَّير في آفاقِ غربته
حرَّ الجناحِ بذكرى الأمسِ مسجونا
له بأرضكِ حضنٌ دافئٌ خضِلٌ
قد كان ضيَّعهُ من عهد “هارونا”
حتى إذا حطَّ في مغناكِ أرحلَه
وأظهرَ الدمعُ شوقاً ظلَّ مكنونا
غنَّى ومزَّق ثوبَ الصمتِ منتشياً
وقال لي ها هنا غنَّى المغنَّونا
وجاء من مشرقِ الدنيا ومغربِها
وفودُ شعرٍ يسوقونَ التلاحينا
هنا اقتسمتُ “أبا نوّاس” ليلتَه
هنا ثملنا هنا ذقنا الفناجينا
على الضِّفافِ وأغصانٌ تمدُّ لنا
ظلًّا, ودجلةُ عن قربٍ تناجينا
حيث الصفاءُ وحيث الأرضُ حاسرةٌ
عن حسنها والأماني لا تجافينا
والدهرُ يطربُ إنْ مرَّتْ بمسمعهِ
أوصافُ بغدادَ حتى ينثني لينا
بغدادُ يامن يَحارُ الناطقونَ بها
ويعجز اللفظُ أنْ يبدي المضامينا
يا وجهَ “فينوس” يا سلطانَ فتنتها
على القلوبِ ويا أوصافَ “هيلينا”
يا من تُجمِّلُ مرأى الأرضِ طلَّتُها
وتلبسُ الكونَ من حُسنٍ أفانينا
نعوذ_إذ أعيتِ التوصيفَ روعتُها _
بأعمق الصمت توضيحاً وتبيينا
هذي الملاعبُ أيُّ السحرِ تبهرنا
به, وأيَّ ذهولٍ تجتلي فينا
نطوفُ فيها سكارى الروحِ, يطربنا
صوتُ السماءِ وكأسُ الله يسقينا
لنا أقاصيصُ عشقٍ في شوارعها
لم تكتمل, وحبيباتٌ تنادينا
نمشي إليهنَّ لا السلطانُ نرهبه
ولا نهابُ له شرعاً ولا دينا
ولا نبالي وصوتُ الحبِّ يغمرنا
بصوت عاذلةٍ جائتْ لتثنينا
ولا نخافُ وختمُ الطُّهر نحمله
أن يبحثَ الجندُ في أوراقِ ماضينا
كذا الهوى وصفاتُ الحبِّ نحفظها
مذ وُصِّفَ العاشقُ الملهوفُ مجنونا
فأعظمُ الحبِّ ما ازدادَ العذابُ به
وازداد صبراًعلى الموتِ المحبُّونا
من الجنوبِ وحادي الحبِّ يحدونا
و وجهُ بغدادَ عن بُعدٍ يُحيّينا
وناقةٌ تحملُ الأشعارَ متعبةً
حتى أنخنا فأنزلنا قوافينا
بغداد إنَّا نزلنا فيكِ رهنَ هوى
يكاد يقتلنا شوقاً ويُحْيينا
بالله لا تهدأي فالسامرونَ أتوا
جُسِّي المزاميرَ يا بغداد واشجينا
جئنا إليكِ قوافينا تُسابقنا
كيما تعانقَ “منصورا” و”سعدونا”
شقَّتْ مجاديفُها البحرَ البسيطَ وقد
تراقصَ الموجُ تنغيماً وتلحينا
والشعرُ أمّكِ إذ عاثَ الرَّحيلُ به
ولم يزلْ في يد التَّطوافِ مرهونا
كم جالَ كالطَّير في آفاقِ غربته
حرَّ الجناحِ بذكرى الأمسِ مسجونا
له بأرضكِ حضنٌ دافئٌ خضِلٌ
قد كان ضيَّعهُ من عهد “هارونا”
حتى إذا حطَّ في مغناكِ أرحلَه
وأظهرَ الدمعُ شوقاً ظلَّ مكنونا
غنَّى ومزَّق ثوبَ الصمتِ منتشياً
وقال لي ها هنا غنَّى المغنَّونا
وجاء من مشرقِ الدنيا ومغربِها
وفودُ شعرٍ يسوقونَ التلاحينا
هنا اقتسمتُ “أبا نوّاس” ليلتَه
هنا ثملنا هنا ذقنا الفناجينا
على الضِّفافِ وأغصانٌ تمدُّ لنا
ظلًّا, ودجلةُ عن قربٍ تناجينا
حيث الصفاءُ وحيث الأرضُ حاسرةٌ
عن حسنها والأماني لا تجافينا
والدهرُ يطربُ إنْ مرَّتْ بمسمعهِ
أوصافُ بغدادَ حتى ينثني لينا
بغدادُ يامن يَحارُ الناطقونَ بها
ويعجز اللفظُ أنْ يبدي المضامينا
يا وجهَ “فينوس” يا سلطانَ فتنتها
على القلوبِ ويا أوصافَ “هيلينا”
يا من تُجمِّلُ مرأى الأرضِ طلَّتُها
وتلبسُ الكونَ من حُسنٍ أفانينا
نعوذ_إذ أعيتِ التوصيفَ روعتُها _
بأعمق الصمت توضيحاً وتبيينا
هذي الملاعبُ أيُّ السحرِ تبهرنا
به, وأيَّ ذهولٍ تجتلي فينا
نطوفُ فيها سكارى الروحِ, يطربنا
صوتُ السماءِ وكأسُ الله يسقينا
لنا أقاصيصُ عشقٍ في شوارعها
لم تكتمل, وحبيباتٌ تنادينا
نمشي إليهنَّ لا السلطانُ نرهبه
ولا نهابُ له شرعاً ولا دينا
ولا نبالي وصوتُ الحبِّ يغمرنا
بصوت عاذلةٍ جائتْ لتثنينا
ولا نخافُ وختمُ الطُّهر نحمله
أن يبحثَ الجندُ في أوراقِ ماضينا
كذا الهوى وصفاتُ الحبِّ نحفظها
مذ وُصِّفَ العاشقُ الملهوفُ مجنونا
فأعظمُ الحبِّ ما ازدادَ العذابُ به
وازداد صبراًعلى الموتِ المحبُّونا