سماحة السيد علي خامنئي ( أطال الله في عمركـ ) هذه رسالة من مواطن ( عراقي مسلم شيعي إثني عشري إمامي جعفري – قافل – بسيط جداً جداً )) .
سيدنا العزيز .. أرجو منكـ تقبل كلامي الصريح برحابة صدر ، فهذا عهدنا بعلمائنا و كبرائنا التواضع للصغار أمثالي و السماع منهم إلى الآخر ..
سيدنا .. كل مواقفكم و مواقف حكومتكم تجاه العراق عموماً و شيعته خصوصاً كان سلبياً 100 % ، و سأسـتـعـرض لكـ أهـمـهـا ، إذ المفترض بمن يتولى منصباً كمنصبكم الروحي ( ولاية أمر المسلمين ) أن يكون على حد سواء لكل العالم الإسلامي ، فضلاً عن أبناء مذهبه ، و على الأقل أن لا يكون مهملاً لأبناء دينه و مذهبه و لا تأخذه المصالح القومية و الدولية للبلد الذي يـعـيـش فيه ليحرق أي بلد و أي شعب في سبيل مصلحة بلده و شعبه .
و أهم هذه المواقف :
الموقف الأول : عدم السماح للمعارضة العراقية المسلحة بأنواع الأسلحة لمساندة الشعب العراقي الأعزل المـنـتـفـض ضد صدام في الإنـتـفاضة الشعبانية عام 1991 ، ما أدى إلى حصول مجازر بحق أبناء المذهب بشكل مروع على يد صدام و جلاوزته .
فقد أصدر حزب الدعوة الإسلامية بياناً – أثناء اندلاع الإنتفاضة – ألمح فيه إلى ضعف الموقف الإيماني دون أن يصرّح بإسم إيران ، جاء فيه : [ لقد توسم شعبنا في بعض الدول و التي كانت ضحية للسياسة وللأفعال الإجرامية للنظام أن تهب لمساعدته أثناء الثورة على النظام البربري إلا أن تلك الدول لم تلتزم بأداء واجبها ] حزب الدعوة : برنامجنا : 1992 ص 39 .
كما لم يكن للمجلس الأعلى الذي يتولى دور قيادة المعارضة الشيعية ضد نظام الرئيس صدام حسين ذلك الدور يتباهى به في الإشتراك بالإنتفاضة بل وقيادتها.
ففي مداخلة هاتفية من العميد نجيب الصالحي على برنامج الإتجاه المعاكس الذي جمع بين عبد الجبار الكبيسي و بيان جبر (صولاغ) ، قال الصالحي موجهاً الكلام إلى بيان جبر: (احسب على الاخوة في المجلس الأعلى انهم لم يوضحوا موقف إيران الحقيقي من الانتفاضة والمعلومات التي وصلتنا من إيران ..
[ إن الإيرانيين منعوا المتهيئين للدخول و الإشتراك في الإنتفاضة .. و إن المجلس الأعلى تستّر على هذه الحقيقة ] المعارف ، العميد نجيب الصالحي .
الموقف الثاني : خذلانكـ للسيد الشهيد محمد الصدر ( أعلى الله مقامه ) و عدم فتح مكتب له في قم أسوة ببقية المراجع و اتهامه بأنه ( شرطي صدام ) ، بل و دعمكـ للمعارضة العراقية بزعامة ( س ) الـتي كانت تنشر الإشاعات في سـبـيـل تـسـقـيـط الـسـيد الشهيد محمد الصدر ( رضوان الله عليه ) و إبعاد الناس عنه ، و هذا الدعم استمر حتى بعد استشهاده ( رضي الله عنه ) ، أي بعد بيان كذب هذه الإشاعات .
حتى إن أحد الإخوة الهاربين إلى إيران بعد استشهاد السيد محمد الصدر ( رضوان الله عليه ) العائدين منها بعد سقوط الطاغية قال لـنا : [ إن السيد علي خامنئي كان يقدم ( س ) للصلاة فيصلي خلفه ] ، لكي تعلن للناس إن ( س ) على مستوى عال ٍمن العدالة بحيث أنا ( قائد الثورة الإسلامية و ولي أمر المسلمين أصلي خلفه ) !! . و هذا موقف في غاية الغرابة !! .
الموقف الثالث : الـتدخل السلبي من قبل إيران في العراق ، و المتمثل بما يلي :
أولاً : دعم الـسـيـاسيـيـن الفاسدين و القضاة الفاسدين الـبـعـثـيـيـن ، لأنهم يعلنون الولاء لكم ؟!! . و إن كان ذلكـ يؤدي إلى دمار العراق ، بل هو ما حصل فعلاً !! .
ثانياً : الإنهيار الإقتصادي في العراق بسبب هيمنتكم على القرار العراقي الذي يـتـزعمه الفاسدون ( عملاؤكم ) ، حيث انهارت مصانعنا و مزارعنا ، و لي شاهد على ذلكـ :
أما المصانع ، فهذا شيء لا يحتاج إلى برهان !! .
و أما المزارع .. ففي سنة 2008 سـمـعـت مـجـمـوعـة مـن الفلاحين يـتـشـاكون في ما بينهم عن قلة دعم الحكومة لـهـم لأن هذا سـيـمـنـعـهـم مـن الـزراعـة ، فـتـدخـلـت في نـقـاشـهـم و قـلـت لـهـم : [ روحـوا للـمـحـافـظ ( مـحـافـظ ذي قار ) هو إبن مـديـنـتـكم و راح يـسـاعـدكـم ] قـالـوا : [ عـمـي رحـنـا ] قـلـت لـهـم : [ شنو جوابه ] ؟؟ قالوا : [ يگلنا تزرعون ما تزرعون إيران موجودة ] !!!!!!!!! .
ثالثاً : اللا مبالاة بأرواح العراقيين ، و ذلكـ بأوامركم و ضغطكم على العراق بعدم فتح منفذ للدواعش للدخول في الأراضي السورية خلال معاركـ الموصل ، ما أدى إلى ذهاب المزيد من الشهداء في صفوف قواتنا الأمنية و الحشد .
الرابـع : إطـالـة أمـد الـمـعـاركـ مـع الـدواعـش في العراق ، لأن هـذا يـصـب في صـالـح دولـتـكـم ، عـلـى الأقـل ( إقـتـصادياً ) ، حيث يعني استمرار شراء الأسلحة الإيرانية !!!! .
الموقف الرابع : تـشـتـيـت أكـبـر و أقـوى جـهـة شـيـعـيـة في العراق إلى جهات مـتـصارعة مـتـباغضة ، و هي ( الـتـيار الـصدري ) و اتخاذ العملاء لكم من هذا الـتيار عن طريق الإغراء بالمناصب القيادية و الأموال ، مـسـتـغـلين الحالة الإقتصادية المتردية للشعب و لهذا الـتيار بالخصوص ، فانخرط في هذه الجهات العديد من أبناء الـتيار الصدري . و ذلكـ لسبب بسيط ؛ و هو عدم انصياع قيادة هذا التيار لكم و دخولها تحت عباءتكم ، بالضبط كما فعلتم مع السيد موسى الصدر ( رضوان الله عليه ) و تـشـتـيـت حركـتـه (( حركة أمل )) إلى حزب الله و غيره .
الموقف الـخـامس : الزج بهؤلاء ( المنشقين عن الـتـيار الصدري ) في مـعاركـ غـير عراقية و لصالح دولـتكـ و دول أخرى ، في وقت يعيش العراق احتلالاً همجياً من شذاذ الآفاق الـنواصب الـتكفيريين ، فالعراق بحاجة إلى هؤلاء الشباب لدفع الضرر و الخطر عنه .
و هذا في وقت يعيش الشباب الإيراني حالة من الميوعة و المخدرات و الرخاء و الأمان
الموقف السادس : و هو موقف مريب و خطير .. المجيء بالدواعش قرب الحدود العراقية مع سوريا ، و ذلكـ بناءً على اتفاق بين الدواعش و حزب الله ( اللبناني – الإيراني ) ، رغم إن أمين عام حزب الله قال قبل هذا الإتفاق بحوالي سنة : [ نحذر العراقيين من مخطط أمريكي لتكديس الدواعش شرق سوريا قرب الحدود العراقية ] !!! .
و هو خطر سيكلف العراقيين المزيد من الدماء و الأموال ، و سيدخلهم في فوضى أمنية و اقتصادية جديدة .
* علماً أن قيادة حزب الله لا تنقل قدماً و لا تحرك ساكـناً إلا بأوامرك .
فلو قلنا إن الدماء التي سالت منذ سقوط الموصل يتحملها فاسدو العراق و أمريكا ، فإن الدماء الـتي سـتـسـيـل بـعـد هذا الإتفاق سـتــتـحملها أنت شـخـصـياً و حسن نصر الله و الأحـزاب الـعـمـيـلـة لكم .
فاتقوا الله في العراق و شعبه و مقدساته و ثرواته ، و انظر لموقفك غداً بين يدي ربك ، حيث لا يفيدك مقامك بشيء ، و لا يفيدك بشار و ستار و لا شعبك أجمعين .
و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم .