الآثار والتداعيات السلبية لدور نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في العراق لم تعد شأنا داخليا خاصا بالعراق وانما صارت مسألة تطرح على الصعيدين الاقليمي والدولي، وهو مايمکن أن يعرض العراق لموقف أو وضع سلبي ليس في حاجة إليه أبدا.
التقرير المفصل الذي نشرته وزارة الخارجية الامريکية يوم الخميس المنصرم عن النظام في ايران تطرقت فيها الى نشاطات الحرس الثوري ودعم المجاميع المسلحة في تنفيذ هجمات بأربع دول بينها العراق، يميط اللثام عن حقيقة مهمة وهي إن دور ونشاطات الميليشيات التابعة لإيران هي تحت الاضواء وإن التسامح والتساهل الذي يبديه المسٶولون العراقيون بهذا الصدد وغض النظر عن هذه النشاطات والدور الايراني، هو الآخر تحت الاضواء وسيأتي يومه طرحه مثلما سيأتي يوم”حسابه”أيضا.
أخطر ماجاء في التقرير الامريکي أن”الحرس الثوري الإيراني ينشط في جميع أنحاء الشرق الأوسط ، وقد خطط أو نفذ هجمات إرهابية في خمس قارات من سبع قارات” مشيرا الى أن”النظام الإيراني غير قادر أو غير راغب في التصرف بشكل مباشر ، فقد أتقن استخدام المجموعات الإرهابية بالوكالة مثل حزب الله اللبناني ، والجهاد الإسلامي في فلسطين ، وكتائب الأشتار البحرينية ، وكتائب حزب الله العراقية للقيام بهجمات إرهابية”، والمهم هنا ويجب ملاحظته جيدا وأخذه بنظر الاعتبار، هو إن العراق وفي وضعه الحالي قد أمسى مايمکن وصفه بقاعدة لإنطلاق العمليات والنشاطات الارهابية ضد بلدان المنطقة والعالم إذا مادعت الحاجة ذلك خصوصا وإنه قد کانت هناك تصريحات ومواقف متطرفة لقادة بعض الميليشيات العراقية العميلة لطهران وإبدائها إستعدادها للقيام بکل مايطلبه منهم سادتهم!
من الواضح إن ماجاء بهذا التقدير، يمکن إعتباره مستندا ومستمسکا موثقا ضد العراق، لأننا نعرف من إنه ليست ميليشيا” كتائب حزب الله” في العراق هي لوحدها المتورطة بهذا الخصوص، بل إن هناك ميليشيات أخرى، لايمکن أن تعتبر خارج الاستهداف لأن التقرير لم يذکرها ذلك إن اللبيب بالإشارة يفهم، والرسالة الضمنية التي أرسلها الامريکيون من خلال هذا التقرير للمسٶولين العراقيين”المتواطئين” والمحشورة بين السطور ستتوضح أکثر فأکثر مع مرور الايام، وإن إشارات”الخضوع”و”الخضوع”الايرانية لواشنطن قد بدأت تتزايد في الايام الاخيرة مع ملاحظة إن الولايات المتحدة الامريکية تقابلها ليس بفتور فقط وانما بصورة صارمة، وإن هذه الميليشيات وأحزاب وشخصيات تدور في فلك النظام الايراني والتي سبق وإن قلنا إنها تعول على هذا النظام وکأنه سيبقى للأبد رغم إنه يواجه رفضا داخليا إستثنائيا من جانب شعبه والمقاومة الايرانية من الممکن جدا وفي ظل الظروف والاوضاع الحالية التي تعصف بإيران، أن يتم إسقاطه.