23 ديسمبر، 2024 6:43 ص

رسالة أخرى الى وزير الثقافة والمهتمين بالشأن الثقافي العراقي

رسالة أخرى الى وزير الثقافة والمهتمين بالشأن الثقافي العراقي

من الذي غيب الثقافة عن دار الثقافة والنشر الكردية؟
كنا قد كتبنا في أكثر من مناسبة رسائل مفتوحة الى معالي وزير الثقافة بشان الجهل المتفشي والخراب والفساد المستفحل في دار الثقافة والنشر الكردية وسواها من مديريات وزارة الثقافة.. ولكننا ومع الاسف الشديد لم نتلق ذلك الرد الموضوعي المنتظر، ولم نرى وزارة الثقافة وهي تفتح أية نافذة بوجه الحقيقة النيرة التي تهدف لقتل الظلمة الحالكة السواد التي تعيش في مؤسساتها..

ربما لم تصغِ الوزارة الى كتاباتنا المتواضعة، أو ربما يعتقد السيد الوزير اننا نحاول إشغاله بحرب شخصية لا شان لها بالهم الثقافي والابداعي..

الغريب في الامر إننا تنبهنا للردود البائسة الباردة المليئة بالاخطاء التي نشرت في الموقع الرسمي لدار الثقافة والنشر الكردية.

ردود هي الاقرب لان تكون ورقة إدانة لاصحابها الذين يزعمون وعيهم الثقافي ودرايتهم المهنية، فضلا عن استعراضهم وفخرهم بالاوسمة والجوائز وكتب التقدير والابداع الوهمية التي حصدوها..

من هنا.. نتقدم بعتب كبير على معالي وزير الثقافة، بوصفه يمتلك قدرا كبيرا من المهنية الصحفية التي مارسها بصفة رئيس تحرير جريدة الاتحاد.. عتبنا على وزير الثقافة الذي لم يخصص في مكتبه الاعلامي الخاص أو مكاتب الاعلام في مديريات الوزارة اناس أكفاء يجيدون الرد على المقالات أو التساؤلات التي تطرح على الوزارة.. وإنما ترك الامر لثلة من الاميين الذين صنعتهم الصدفة العمياء والذين لا يجيدون كتابة جملة عربية مفيدة من دون أخطاء لغوية أو طباعية..

ربما يعتقد البعض بأن لغتي تقرب الى المبالغة، وإنني متحامل أكثر من اللازم على وزارة الثقافة .. ولكن دليل براءتي وصحة ادعائي متوفر في الموقع الالكتروني لدار الثقافة والنشر الكردية، تحديداً في نافذة (أصداء) التي استهلكها موظفو الدار بنشر ردودهم الانفعالية التي اتصور بان وسائل الاعلام رفضت نشرها لانها لا ترتقي لمستوى النشر.. أو ربما لان كتاب تلك الردود لا يعرفون بان حق الرد مكفول على ان ينشر في ذات المنبر الذي نشر الموضوع الرئيس…

وكان أول تلك الردود يحمل توقيع السيدة (سميرة محمد علي / مديرة التأليف والنشر في الدار) والتي كتبت بلغة غير مترابطة تحتوي الكثير من الاخطاء الطباعية والنحوية والتعبيرية التي تنم عن جهل تام باللغة والثقافة..

يبدأ المقال بكفر عظيم باللغة العربية (كفاكم تطفلا إنك تدعي باسم آخر افصح عن اسمك وعرفناك عز المعرفة…) ولا ينسى المقال المدح المبالغ به للسيد فوزي الاتروشي (الاستاذ وكيل الوزارة فوزي الاتروشي مدير عام الدار / وكالة شخصية ثقافية ملم بالمعلومات ولثقافة الشمولية ان قام بتوزيع هدايا على بعض الموظفات بمناسبة عيد المراة هل هناك مشكلة بالنسبة لكم؟ الاستاذ فوزي الاتروشي نزيه وشريف وقلبه أبيض مع كل الموظفات يعتبرهن اخواته/ نحن نعرف هذا الشيء وليس حضرتكم.. وان هذه الهدايا من جيبه الخاص وليس من ميزانية الدار المفلسة التعبانة).

لا امتلك الحق والقدرة على تقييم الجانب الاخلاقي للاخرين بقدر ما انا مهموم بالنشاط الثقافي لهذا البلد.. ولكن فوزي الاتروشي صاحب (القلب الابيض)، بات مكشوفاً في الوسط الثقافي من الناحية الاخلاقية والمهنية فلا يدنو من مكتبه إلا الجميلات اللاتي يجدن الايحاء بلغة الجسد .. اما المهنية فأنا اتحدى الاتروشي بان ينشر مقالاً او قصيدة في جريدة عربية رصينة من دون ان يكتب تحت اسمه (وكيل وزارة الثقافة)..

وها نحن نعود لتحليل ما تبقى من مقال السيدة سميرة التي اعتمدت كلمات عامية لا تصلح للنشر (عمياوي، نجفص، طلابة، يبيلنا ببلوة سوده…) ويستمر المقال على هذه الشاكلة التعيسة.. فهل هذه لغة موظفة بدرجة (خبير) في وزارة الثقافة؟!

وما ان تنتهي من تأثير صدمة المقال الكارثي الاول حتى تقرأ مقالاً آخر يحمل توقيع السيد (جاسم غريب هوليري) الذي حاول تحليل رسالتنا السابقة للسيد الوزير غير انه وجد ان استعراض سيرته الذاتية أكثر أهمية من التوضيح، لا بل أكثر أهمية من الثقافة كلها.. فكتب عن نفسه (السيد جاسم غريب عمل بنفس المستوى وشاعر وكاتب وله الدواوين واعلامي ومترجم وكان من ضمن احسن الاعلامين في دورة البرلمان السابق ونال تكريما خاصة عدا شهادات تقديرة ودرع الابداع وتكريم معالي السيد وزير السابق وغيرها) ويتابع مقاله مدافعاً عن السيد (حسين الجاف/ مدير الدراسات الكردية في وزارة التربية) الذي لا أود ان اكشف ما في جعبتي من اسرار ووثائق عن هذا الرجل، غير انني اعدكم بكشف الوثائق في مقال مفصل في الايام القادمة ومن اهم تلك الوثائق ترشيحه من قبل حزب البعث لانتخابات اتحاد الادباء انذاك..

بايجاز..

معالي وزير الثقافة المحترم، اعتقد ان الصورة باتت واضحة أمام أنظار شخصكم الكريم.. مثلما اعتقد انكم تمتلكون القدرة على تحجيم اولئك السفهاء، العابثين في الشأن الثقافي..

اتمنى محاسبة كل من ساهم بصناعة نجوم للامية والجهل والظلالة، اتمنى التحقيق مع من كرمهم بشهادات تقديرية زائفة وأحال إليهم مناصب لا تنسجم ولا تتناسب مع مستواهم الثقافي.. اتمنى من القلب إحقاق الحق.. وإنصاف الثقافة.