عندما يرتضي أحدنا لنفسه أن يكون منخرطاً ضمن عصبة معينة، متمثلة بقيادة معروفة، ولها باع طويل لا يشكك فيه، يتوجب على كل فرد من أفراد هذه العصبة، أن يكون مطيعاً لقرار أغلبيتها؛ ولا يغرد خارج سربها.
لم يحدث في أي تكتل خدمي أخر تهمه مصلحة ممثليه، أن انخرطت الموالاة والمعارضة ضمن نفس العصبة (الكتلة) نعم الخلاف لا يفسد في الود قضية، لكن مهلاً… عندما يتعلق الأمر بأرواح ألأبرياء، ومحاربة الفساد وإقالة غير الأكفاء، يجب أن يكون القرار بالإجماع موالي لرأي أغلبية العصبة، وما أن غرد فرداً خارج سربها حتى بات أمره مثيراُ للريبة.
من المؤكد إن الموالاة والمعارضة، وأن كان تواجدها في نفس الكتلة أمر صحي بعض الشيء! لكن يجب أن لا يكون هناك موقف سلبي، يحول دون سحق رؤوس الفساد والمدافعين عنهم، فعلى الجميع أن يشاركوا في أي جهد أو قرار، من شأنه أن يسهم في الضغط على المفسدين، بلم أمتعتهم وترك مناصبهم، التي تحتاج لرجل دولة لا رجل سلطة، والفرق وأضح بين الاثنين، الثاني يفكر بمصيره الأنتخابي، والأول يفكر دوماً بمصير الأجيال القادمة.
لعل ما حصل بالأيام القليلة الماضية في البصرة، ومطالبة الحكومة المحلية بإقالة قائد الشرطة نتيجة لفشله بإدارة الملف الأمني للمحافظة، والخلاف الذي حدث بين فرد من أفراد عصبة المواطن التي يتزعم تيارها عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الأسلامي، وعلى أثره أقيل أحد أعضاء مجلس محافظة البصرة، ورئيس كتلة المواطن في الدورة السابقة، ونائب رئيس مجلس المحافظة، وهو شيخ معمم، لا أعلم أن كان سليطي او سلطوي أو ما شاكل ذلك –لا اذكر أسمه بالضبط- لكنني أعجب للبيان الذي صدر بحقه وهو يحمل أسم وتوقيع رئيس التيار الذي ينتمي اليه صاحب العمة البيضاء، فقد كان بالأمكان أن يصدر من قبل أحد قيادات التيار كالناطق الرسمي بأسم المجلس الأعلى (حميد معله الساعدي ) او رئيس كتلة المواطن (باقر جبر صولاغ) او(همام حمودي) أو ( جلال الدين الصغير) او (عادل عبد المهدي) أو غيرهم من قادة التيار …!
ما هي الرسالة التي أراد أيصالها زعيم العصبة؟ ولمن وجهها؟ وهنا أرسل الحكيم رسالة وأحدة ببريديين مختلفين، أولهما لصندوق الوارد الذ يقرأ من قبل كهول وشباب تيار الحكيم مفادها لا مكان لمصالح شخصية تعلو مصلحة مشروعه وقرار أقالته للسليطي هو كارت أصفر يرفع بوجه من يفكر أن يحذو حذوه.
اما البريد الثاني فقرأته كل الكتل والأحزاب السياسية الأسلامية أو المتأسلمة التي تتستر على مفسيدها، وتدافع عنهم رغم نتانة رائحة فسادهم وانتشارها، وربما لم يستثني أحد من اصدقائه سنة شيعة وكورد.