ان للخصوصية الشخصية قدسية ذو أهمية فائقة في جميع دول العالم (حتى أكثرها تخلفا) ، يعد في مقدمتها تلك القوانين التي تلزم شركات الهاتف المحمول (الموبايل) بالحفاظ على تلك القدسية ، الا ان تلك الشركات في العراق لا تعرف قدسية ولا خصوصية ولا تتقيد باي قوانين ، حيث تنتهك خصوصية المشترك كيف ومتى تشاء !!.
انتهاكات شركات الهاتف المحمول للخصوصيات كثيرة جدا (دون رقابة أو حساب) وأبسطها ان تقوم بتعميم رسالة الى كافة المشتركين لاتعنيهم من قريب او بعيد بعد منتصف الليل اذ تسلب راحتهم وتقلق منامهم ، وبعد ان يستيقظ من اعز ساعات النوم يجد مضمون الرسالة يحث على “الاشتراك باغنية” أو “الدخول بمسابقة” أو ماشابه تلك التفاهات.
الحديث عن قوانين الخصوصية الشخصية ، وكذلك القوانين التي تلزم شركات الهاتف المحمول طويل وذو شجون ولايتسعه هذا المقام ، ولكن ان يصل الحال بــ “آسيا سيل” ان تعمم رسالة مفادها “أقضي الأوقات مع أشخاص مرحين وهؤلاء هم من يضحكون بسهولة ، سواء على الحياة أو الأحداث التي تحدث خلال اليوم” ، ولا أعلم باي سذاجة تضحكنا “آسيا سيل” سواءا على الحياة أو أحداث اليوم ؟!.
هل تضحكنا على سوء الخدمات ، ومياه الأمطار التي غزت منازل الفقراء الشهر الماضي مخلفة مأساة زادت مأساتهم سوءا وتعقيدا ؟!.
هل تضحكنا على التظاهرات التي تعج بها البلاد ؟! ام على الكواتم والمفخخات التي تطول آلاف العباد ؟!!.
علامات الاستفهام والتعجب كثيرة ، لاتقل شأنا عن سلبات شركات الهاتف المحمول “الموبايل” التي يعرفها جيدا جميع العراقيين ، الا ان يصل الحال بها ان تضحك على الشعب علنا فهذا يستحق وقفة جادة لمحاسبتها من قبل المسؤولين “ان يكن هنالك مسؤولين” لمتابعة تلك “المهزلة” التي تقتحم الخصوصيات الشخصية عشرات المرات في اليوم الواحد.