اخطر ماتعرض له الاسلام من تحريف كدين للفرد والاسرة يخاطب الروح والجسد هوربطه بالخلافة والخليفة وتحويله الى دين الجماعة والدولة والحكم.
التحريف الثاني الاكثر خطورة من سابقه هو تحويل الاسلام من دين اعتناقي ياتي بعد البلوغ والتفكر والدراسة والاقتناع الى دين ولادي مكتسب بالنسب وهذا حال اغلب الديانات.
الدين المركزي والدين الاعتناقي قادتا الى تضييع الاسلام ، الاولى ادت الى الحروب بين المسلمين انفسهم ولازالت والثانية ميعت شعور المسلم باسلامه حتى انك اليوم تجد الافتراق اعظم مايكون بين الاسلام والمسلم.
قصدت متحف دمشق لرؤية نسخ من رسائل النبي محمد الى ملوك عصره وهناك مايدفعني الى الاقتناع بان هذه الرسائل لاصحة لصدورها عن النبي.
اولا… النبي محمد اظهر مقدرة في التخطيط العسكري وكان لايخوض معركتين في وقت واحد وحتى وفاته كانت هناك قبائل متمردة في الجزيرة العربية ومن غير المعقول عسكريا ان يدخل النبي جماعته الفتية في حرب بوقت واحد مع القوى العالمية انذاك الفرس والروم والاحباش والقبط والعرب الحضر في ساحل الخليج الفارسي.
ثانيا… لم يخض المسلمون في حياة النبي محمد اي معركة اقليمية او عالمية تمكنهم من فرض عقيدتهم الدينية على شعوب الملوك المخاطبين برسائل النبي.
ثالثا… كل اقتصاد المسلمين كان قائما على العلاقات التجارية مع الدول المحيطة بهم وخاصة الطعام والسلاح.
رابعا…لايوجد بروتوكول يسمح بوصول مثل هذه الرسائل الى الملوك مالم تحملها عناصر قوة.
خامسا… لم يعرف في التاريخ ان النبي عرض الخطوط العريضة او التفصيلية للدين الذي يبشر به على ملوك عصره في مكاتبات كي يطلب منهم لاحقا حسم موقفهم ومن غير الممكن ان يعرض دينه بهذه الطريقة التهديدية المختصرة والمفاجئة والتي لانعرف تحديدا وقت وقوعها.
سادسا…ردود افعال الملوك تبدو كلها ضمن سياق مسرحي مفبرك خاصة رد فعل الملك العراقي كسرى الذي نسب اليه العرب فعل تمزيق رسالة النبي علما ان العراق كان دولة متحضرة والملوك الاكاسرة اصحاب تقاليد ارستقراطية لاتسمح بتمزيق الرسائل باعتبارها وثائق رسمية وملكية دولة.
سابعا… اذا كان النبي محمد يملك تقنية الكتابة بتلك الطريقة المتطورة على الرق وبخط جميل فكيف يقول المسلمون ان القران كان مكتوبا على جريد النخيل واقتاب الابل والحجارة والعظام؟
كانت مقولة الرسائل مدخلا من مداخل كثيرة لفرض اسلام مركزي وظهرت معها مقولة القراءات السبع التي جاوز عدد تعريفاتها الثلاثين وذلك للتدليل على وجود لغة قرانية موحدة.
ايضا تم فرض قران مركزي وهو ماقاد الى تدمير النسخ الاساسية من القران ان بالحرق او بالاماثة بالماء وعوقب كل من حاول مخالفة المصحف الامام.
المركزية ادت الى وقوع الاسلام تحت سيطرة عدد محدود من الاسر، الاسرة العباسية والاسرة الاموية والاسرة العبيدية والاسرة العثمانية والاسرة الصفوية وحتى هذه اللحظة لاتزال الاسر هي التي تتداول الحاكمية على الاسلام وتحتكر تفسيره وصولا الى الاسرة السعودية.
يتبع…بحول الله
* كاتب الماني