في خطابه التأريخي ،الذي ،إفتتح به أعمال الجمعية العامة للامم المتحدة، وجّه الرئيس الامريكي دونالد ترمب ثلاث رسائل الى إيران،عبارة عن تهديدات مباشرة وعلنّية أمام العالم كلّه ،وتعدّ هذه الرسائل بداية لحرب على الارض معتبراً إيران دولة خارجة عن القانون وإنها راعية الارهاب الاولى في العالم،وأولى هذه الرسائل هي (على إيران وقف دعمها للإرهاب)، ويقصد بذلك الميليشيات التابعة لإيران في العراق واليمن وسوريا ولبنان، والرسالة الثانية هي (رفض الإدارة الامريكية الإتفاق النووي لأنه يشكّل غطاءً لتطوّير برنامجها النووي) ،والرسالة الثالثة هي (التصدّي للميليشيات التي تقتل الابرياء في اليمن ولبنان وسوريا والعراق) ،قائلاً أن أيِّ تعرّض للمصالح والقواعد العسكرية والجيش، والاشخاص الأمريكان في العراق والمنطقة سيكون الردً الامريكي ،جاهزاً فوراً ضد إيران ، وتشكّل هذه الرسائل إستراتيجية أمريكية مابعد القضاء على تنظيم داعش وإنهاء وجوده وخطره في الشرق الاوسط، لتضع إيران وميليشياتها وأذرعها وحرسها الثوري في المنطقة ،في فم المدفع الامريكي القادم إليها بسرعة غير متوقعة وإندفاع عجيب، تؤكده التصريحات النارية والحملة الاعلامية الكبرى ضد نظام الملالي في إيران،فهل هذه التصريحات والخطابات من الرئيس ترمب وطاقم إدارته ،هي حرب غعلامية فقط لتخويف إيران وتركيعها، والضغط عليها لتوقيع إتفاقية جديدة بشروطها، أم هي بداية لحرب عالمية ثالثة تشترك فيها بريطانيا وفرنسا والمانية في تحت إدارة التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية، وهناك رسائل اخرى بعثها خطاب الرئيس ترمب منها ،الى الدول الأوربية محذّراً إيّاها، من الاستمرار في التعامل مع (عدوٍ مارق يشكّل تهدّيداً للعالم)،وخرق الحصار الخانق عليها، والرسالة الأخرى للدول العربية الخليجية تحدّيداً مطالبا إياها دعم التحالف ودفع فاتورة الحرب القادمة مع إيران، لأن الحرب ستبقي عروشكم، والرسالة الأخيرة هي للعراق ورموز الإحتلال واحزابه، ان مع يقف ويدعم إيران، سنعامله كما نعامل إيران ، وهذا التهدّيد يسري على الأحزاب والحكومة وحتى الاشخاص مطالبا الالتزام التام بالحظر والحصار على إيران ،وفي حالة عدم الالتزام ،سنقطع الدعم العسكري والسياسي عنكم ،وهي رسالة أقل مانقول عنها إنها قاسية وتشكل إهانة ، في حين وجّه مثلها وأقسى الرئيس ترمب في خطابه لقادة إيران قائلا لهم،( إذا قامت الحرب على إيران ستكون لها عواقب وخيمة لم تشهدها سوى دول قليلة في التاريخ)، وهذا أوضح وأعنف تهدّيد امريكي ،يوضّح الاصرار الامريكي على مواجهة إيران واذرعها مهما كانت الظروف ،والإصرار على إنهاء وجودها في المنطقة وتحجيمه، كما أنتهى تواجد وخطر تنظيم القاعدة والنصرة وداعش،إذن قراءة فاحصة لهذه الرسائل تؤكد ،أن المجتمع الدولي عازم على مواجهة إيران وحزب الله ،وأذرعها وليس الإدارة الامريكية فقط ، كما شاهدنا الخطاب الفرنسي على لسان رئيسها ماكرون ، وكذلك البريطاني والالماني ،والاسرائيلي بنيامين رئيس الوزراء، فجّرأكثر من قنبلة في خطابه ،ففضح بالادلة والوثائق والصورإستمرار النظام الايراني تطوير أسلحة دمار شامل وصواريخ نووية باليستية محرّمة دولياً،وهكذا الكثير من الدول التي تعرضت الى عمليات إرهابية في دولها ،كان مصدرها إيران وأذرعها وخلاياها في اوروربا، نحن نرى أن خطاب ورسائل الرئيس ترمب وخطاب الرئيس الفرنسي ، جرس إنذار لإيران اولاً، وللعالم ثانياً، ان الخطر الذي تمثله إيران وميليشياتها المتغولة ، هم الخطر الاول على العالم، خاصة بعد أن أعلنت تقارير دولية، وتصريحات أمريكية مستندة على معلومات دقيقة ،قيام حزب الله بتطوير أسلحة وصواريخ تحت الارض في لبنان، وتزويد الحوثيين بها،وتهدد أمن إسرائيل والمنطقة، السؤال الذي نريد طرحه والاجابة عليه، هل تحصل حرب، ومواجهة بين أمريكا وحلفائها ، وبين إيران، ومن سيكون الخاسر الأكبر في مثل هذه الحرب، التي وصفها ترمب بأنها مدمرة وماحقة ،لم يشهد لها التاريخ مثيل، وهناك إحتمالات واردة جداً على إقتراب حرب أخرى لإسرائيل مع حزب الله ، جاء هذا في خطاب بنيامين نتنياهو في الامم المتحدة، وينذر بحرب واسعة ساحتها الجنوب اللبناني والجولان،وكذلك ضرب أهداف في سوريا والعراق تابعة للميليشيات التابعة لايران،لهذا ومن خلال إستقراء وتحليل الاحداث على الارض ، نرى أن كفّة الحرب والمواجهة مع إيران هي المرجحة،بالرغم من دعوة الرئيس ترمب عدة مرات إيران للتفاوض تحت الشروط الامريكية، وهناك إتصالات ووساطات أوروبية للضغط على إيران ،للموافقة على التفاوض وتسويف الشروط ،كما حصل في الإتفاق الاوّل، وتفادي المواجهة ،مع أمريكا وحلفائها ، التي ستكون وخيمة على أوروبا أيضا، ومن خلال متابعتنا ومعرفتنا لطبيعة المفاوض الايراني ، منذ توقف الحرب الايرانية على العراق،من تسويف ومماطلة الجانب الايراني ،على توقيع معاهدة صلح حقيقية بين الطرفين، والإعتراف بالحقوق العراقية التأريخية، إلاّ أنّ حكام طهران ، وما معروف عنهم العناد والدّهاء والتسوّيف وكسب الوقت ،يؤخرون التفاوض مع أمريكا ، لكسب الوقت وتمكيّن أذرعها وميليشياتها في المنطقة، من إستحكام السلطة والسيطرة عليها ،والهيمّنة على المنطقة كما في العراق واليمن وسوريا ولبنان، وعندما تبرأ الرئيس الايراني حسن روحاني، من حزب الله والميليشيات العراقية واليمنية، وقال( لسنّا مسئولين عمّا يفعله مؤيدونا في الخارج)،نائياً عن إيران دعم وتسليح وتمويل وتدريب حزب الله والميليشيات العراقية واليمنية ، ناكراً إعتراف زعيم حزب الله حسن نصر الله الشهير، وإعتراف الميليشيات العراقية انها تاخذ أوامرها من سليماني والمرشد الخامنئي،وهذه فرية إيرانية تعودنا عليها ،للإلتفاف على العقوبات والتهديدات الامريكية، أعتقد ان رسائل الرئيس ترمب لإيران ، واضحة وكذلك لمن يقف معها، أياً كان دولاً أم أشخاصاً، فسيكون في الخندق الايراني وهدفاً لأمريكا ، على العموم ، مازال الوقت مبكراً للتكهن لإعلان الحرب، طالما لم تحسم الأمور في تشكيّل حكومة عراقية، وحلّ أزمة أدلب، ونزع فتيل الأزمة مع أردوغان بسبب الجاسوس، والأهم تنفذ الحصار التأريخي الاقسى في الرابع من تشرين الثاني القادم ،بقطع النفط الايراني كلياً، وغلق مضيق هرمز أمامه، مع هزيمة أكيدة للحوثيين في اليمن ، كلُّ هذه المؤشرات ،تؤكد عزم إلإستراتيجية الامريكية على إسقاط النظام الايراني، حسب تأكيدات وزير الخارجية ماك بومبيو ومستشار الامني القومي جون بولتون، ناهيك عن التحضيرات العسكرية الهائلة، وتحشّيد البوارج الحربية وحاملات الطائرات ،والقواعد العسكرية في المنطقة، وتوجيّه صواريخ بالغة الدقة نحومفاعلات ومعسكرات وقواعد إيرانالعسكرية البالغة الحساسية، من جميع القواعد العسكرية الاقليمية والدولية، ونصب صواريخ باتريوت، وتنفيذ خطة الكترونية باترو لتعطيل جميع الاجهزة الالكترونية في ايران ، بالإتفاق مع الحلفاء، بمعنى أن الرئيس ترمب لم يقْدم على خطوة بلا إستراتيجية ودراسة ،والتأكيد على عامل النجاح، لا كما فعل سلفه المجرم بوش عندما غزا العراق ،بدون تفويّض مجلس الأمن والامم المتحدة، وكانت ورطته وفضيحته في العراق بجلاجل الفشل، وإشاعة الفساد ،وظهور فصائل وتنظيمات اسلاموية متطرّفة، كداعش والنصرة والميليشيات التابعة لإيران، أرى أن إستراتيجية الرئيس في طريقها الى التطبيق ، مع توافق عالمي ودولي وأقليمي ،على ضرورة التخّلص من النظام الايراني، حتى ولو كان هذا بالتهديد والترغيب ،من قبل إدارة ترمب وحلفائه، رسائل الرئيس ترمب وصلت بسرعة الى حكام طهران، وردَّ الرئيس روحاني فوراً عليها ، متبرأً من ما تفعله أذرعه في المنطقة ، وإستعداده للتفاوض مع أمريكا، والعودة للتفاوض، ولكن بدون تهديدات ،أي يمارس (التقية )، والتسويف والخداع وكسب الوقت ،وتغيّير بوصلة الحرب لصالح إيران ، ولكن فات الآوان وحسم ترمب الأمر، ولم تعدّ فذلكات قادة وملالي إيران ،تصلح ما فعلته إيران بالمنطقة وعليها الآن دفع فاتورة هذه الحرب …