23 ديسمبر، 2024 12:08 ص

قد يكون هذا العنوان لفلم مصري الذي أنتج عام 2010 ، لكن هذا العنوان تحول الى قصص و حكايات لناجين من أكبر مشروع موت ألا و هو الهجرة غير الشرعية ، رغم الخطر الكبير الذي يحف المهاجرين الا أنهم مازالوا مستعدين للتضحية بأرواحهم، فقط لأنهم وصلوا في بلاد الأسلام الكافر الى مرحلة من اليأس و السوداوية لم تصل أليها أي مهاجرين بأختيارهم الشخصي …

كتب أحد الناجين العراقيين الذين غدرتهم حتى وسائل الاعلام في نقلها و مطالبتها لحقوقهم حتى في بلاد الغرب التي لبسسوا طوق النجاة أليها علهم يجدون حياة تمنحهم شعاع الأمل و وظيفة أي كانت لمجرد أنها توفر لهم لقمة العيش بسلام وكتب أحد الناجين لأهله قائلا..

“الآن نامي يا أمي مرتاحة البال، واطمئن يا أبي سأكون في أمان، سأبدأ حياتي من جديد في ألمانيا، أعدك يا أبي أن أرفع رأسك وأواصل دراستي، وستراني يوماً مهندساً كبيراً في الإلكترونيات مثلما وعدتك”.

ولست أدري أي حلم بالحياة يجعلهم يحملون أرواحهم سترة نجاة في عرض البحر يطوف ولهم أعوان عزرائيل ليقبضوا الأرواح بالجملة …

“حسن وفرقد وسلام غرقوا، وكنت سأغرق أنا أيضاً لأننا لم نكن نملك المال لشراء سترات نجاة ووسائل إنقاذ قبل صعودنا القارب المطاطي الذي أقلنا من تركيا، لكني شاركت أحد الناجين طوقه، وبعد حوالي ساعتين في عرض البحر أنقذتنا سفينة تجارية، وحملتنا إلى اليونان”، ذلك جزء من رسالة صائب جبار، كتبها لأصدقائه، وأخبرهم أن يحملوها لذوي أصدقائه الغرقى.

وحده حسام ربيع، المتخرج في كلية الفنون الجميلة قسم الفنون السمعية والمرئية، لم يغير الموت الذي واجهه في طريق رحلته إلى ألمانيا من طباعه ومزاحه المستمر، حيث كتب

حال دخوله الحدود الألمانية “أنا نادم لأني وصلت إلى بلاد ليس فيها أكشن، ماكو (لا يوجد) مليشيات، ماكو خطف، ماكو قتل، الكهرباء تشتغل 24 ساعة، شلون (كيف) أتأقلم مع هذه الحياة لا أعرف”.

رسائل البحر، شيء مما جمعه نشوان فيصل، الناجي من الغرق مع مجموعة أخرى من المهاجرين، الذين جمعهم زورق خصص لحمل 15 شخصاً، لكن طمع المهربين زاد العداد إلى أكثر من ضعفين، حسب قول فيصل. وقال فيصل لـ”العربي الجديد” إنه نجا لكونه سباحاً ماهراً وأيضاً لارتدائه نجّادات إضافية، فيما لقي 23 مهاجراً حتفهم في البحر، بينهم أطفال ونساء. فيصل جمع أشياء خاصة كانت بحوزة المهاجرين على متن الزورق، أوصلها موج البحر إلى اليابسة، من بينها دمية صغيرة تعود لطفلة اسمها رهف، كانت تحتضنها طوال الرحلة. غرقت رهف مع والديها، ونجت دميتها، فيما نوى فيصل الاحتفاظ بالدمية، لأنها وفق ما يقول “رسائل البحر”.

أستوقفكم لـ (لحظة ) فقط للتنويه …لم أكن أنا من ألتقى هؤولاء الناجين فأنا لم أرتدي سترة النجاة لغاية اليوم، أنما حصلت على رسائلهم من شتات المواقع الألكترونية التي حملة همومهم أكثر مما حملتها غربان بائسة تقبع على كراسي السياسة /و عليً يوماً ما أكون كهؤولاء و أبعث لكم برسالة من عالم آخر أما في الضفة الأخرى للبحر أو من العالم الآخر الذي تخلد في الأرواح و تسكن….

أيها البحر بربك أحمل رسائلنا و أحفظ أرواحنا و أجسادنا فحضنك البارد أحن علينا من بلادنا الدافئة.