ابعثي لي رسائلكِ عبرَ نهرِ الفرات أنا أنتظرها هنا في بغداد لأحتفلَ بها وأقيمُ لها قدّاسَ عشقٍ عظيم , ألا تعلمينَ بّانّني كلَّ يومٍ أستحمُ بماءِ الفرات لأنّي على يقينٍ أنّهُ يمرُّ في أرضكِ الخضراءَ , كلَّ حينٍ يحملُ لي عطرَ ياسمينكِ أيّتُها الغجريّةُ العشق وقدّيسة الشَبَقِ ولوزيّة الأمنيات , إنَّ الفرات يتدلّلُ عليَّ لأنَّ ينابيعهُ تنبعُ بكرمٍ وسخاءِ مِنْ بينِ تلولِ صدركِ الشمّاءَ , تأمّلي و انظري إلى كلَّ صوري ستجدينَ نفسكِ تسكنينَ في عيوني وتبتسمُ لكِ حينَ تبتسمين , فلا ظلامَ ولا حزنَ ولا عدوانَ ولا حسدٍ ولا حقدٍ يحتلُّ حدقاتهما ما دمتِ فيهما , بنا وحدنا ستكونُ الدنيا حلوةً مضيئةً , هذه الارضُ خُلقتْ منْ أجلنا لنمشي عليها ونزرعُ الياسمين فيها وننشرُ العشق , و هذا الهواءُ وُجِدَ مِنْ أجلنا نتنفسهُ أحراراً دونَ قيودِ تحزُّ بهجةَ أحلامنا , ولقد كفرتُ بكلِّ حبٍّ إلّا عشقكِ باقٍ معي ينيرُ لي سبيلَ الوصول , وحدهُ عشقكِ يطهّرُ قلبي مِنْ دناسةِ كلَّ حبٍّ تافهٍ , سيبقى العشق ولو صدأة بساتينَ القلوب , وحدهُ يُجمّلُ أرواحنا , يهذبها , يبعثُ فيها الأمل والطمأنينة والسلام .