العراق، ومنذ سنوات عدة يمرُ بأزمات عديدة، كـ الازمة الاقتصادية، والامنية، والسياسية، وغيرها وانا ارى ان اخطر الازمات هيَّ ازمة الثقافة، ولو لم تكن هذه الازمة موجودة، لكان بإمكاننا حلحلة باقي الأزمات بسهولة، لأن العقل الواعي بإمكانه حل كل شئ.
إلا ان المجتمع العراقي وللأسف الشديد يمرُ بأزمة وعي شديدة ومؤلمة، ضرت به قبل ان تُضرَ بغيره، ازمة الوعي هذه جعلت المواطنين يدلون بأصواتهم الانتخابية لأشخاص جهلة طائفيين لا يستحقونها، جعلتهم يختارون ممثلين عنهم لا يفهمون معاني كلمات اللغة العربية، ومخارج حروفها البسيطة، كما رأينا ذلك على البرامج السياسية التلفزيونية من شخصيات جاهلة لاتعرف سوى لغة السباب والشتيمة، وهذه الاصوات تسببت بزيادة الاقتتال والصراع بين المجتمع الواحد!
وهذه الازمة مكنت الشخص اللا مناسب من الجلوس في مكان لا يناسبه لسنواتٍ عدة، ذاق فيها الشعب ماذاق، وحلَّ بالوطن ماحل، وكل هذا كان بسبب التسابق الطائفي الذي يملكه افراد مجتمعنا.
بسبب الازمة، تخلفَ المجتمع، وتخلُف المجتمع يعني دماره ودمار الدولة، وما المشاكل التي نمرُّ بها إلا وكانت هذه الازمة تشكل السبب الرئيس فيها، وانا اعتبرها أشد ازمة مرت على الوطن وابنائِه.
كما ان زيادة التفاهة، زادت من رداءة الثقافة، وإلا ماذا نسمي كتابات المراهقات التافهة التي تطبع على ورقٍ وتسمى كتاباً، وكذلك كتابات الذكور الشباب والتي وصل بها الحد ان تُكتب بـ لهجات عامية، وذات مضمونٍ سخيف لا ينفعُ قارءهُ ولو قليلاً، والمشكلة أن هذه السخافات صارت تتصدر قائمة المبيعات، وبسبب الاقبال الكبير عليها، يطبعُ منها طبعات بأعداد هائلة وبوقت قياسي قصير، وماذا نسمي بروز شخصيات تافهة لا قيمة لها، وفجأة نجدها شخصيات شهيرة بالمجتمع، ثم ننظر للسبب، فنجده لأجل انثى جميلة الشكل، لكنها فارغة العقل، او شاباً ذا كلام عاطفي كاذب، وهذه أدلة واضحة على تخلف المجتمع وزيادة تفاهته!
الازمة جعلت الجهلة يظنون أن الالحاد ثقافة، والدين تخلف، وجعلت جهلة المتدينين يظنون أن التعصب دين، وقتل المخالفين مثابه الجنة، تسببت ايضاً بإنتشار الطائفية والاقتتال المذهبي، جعلت بعض شيوخ العشائر الجهلاء بنظر ابناء العشيرة مقدسون لايُعصى لهم امراً، مما سبب صراعات عشائرية وصلت الى حمل السلاح وإراقة الدم، لأجلِ أمورٍ لا تستحق، كل هذا بسبب قلة الوعي، والذي هو سبب الهمجية.
يتحمل السبب اشخاص عدة، منهم المتثيقفون الذين ينضمون جلسات تسقيطية ثم يسمونها ثقافية، وهم لايفعلون شيئاً سوى شتمهم للاديان والمتدينين وتسقيطهم، وجمع نظريات يمكن ان توافق اراءهم، بدلاً من تثقيفهم الشباب وتخريج مجتمع مثقف، يجلسون بالساعات فقط لأجل التهجم على غيرهم، ويتحمل المسؤولية ايضاً، بعض رجال الدين وخطاب المنابر، الذين لا يفعلون شيئاً سوى التهجم على غيرهم ايضاً، وذكر بعض الامور التافهة التي لا خير فيها، وبدلاً من نشر التعاليم التي جاء من اجلها الرسل، ينشرون لغة العداء والحرب، نتمنى ان لاتبقى هذه التفاهة، ولن تبقى بجهود الخيرين من ابناء الوطن.