18 ديسمبر، 2024 11:19 م

رحيل متنبي العصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر

رحيل متنبي العصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر

رحل متنبي العصر ورجل الثبات على المبادئ وبرحيله ارتحلت معه ثمانية عقود من الزمن العراقي والعربي، بأفراحه واتراحه، بثوراته ومعاركه، بانتصاراته وانتكاساته، بوفاقه وشقاقه، كان أبو خالد بيرقا لم تثلمه الملمات وصوتا صداحا يلهج باسم العراق حتى وهو يصارع المرض على فراش الموت ، لقد غيب الاجل والقدر عنا ، البقية الباقية من عمالقة الشعر العربي ، في زمن قل نظيره ممن ينطقون الكلم الحر الممزوج بالأصالة وحب الأرض التي ارتوت من عروقه وشرايينه ، وارتوت الأرض بعظيم أشعاره  التي قرأناها أطفالا وقرأها قبلنا وبعدنا الملايين من أبناء هذه الامة .
كان هاجس الفقيد رحمه الله ، الوطن ، بمائه وهوائه وخضرته ، بشرقه وغربه ، بشماله وجنوبه ، لان العراق بالنسبة له هو المناسبة ، فهو القائل: وطني … مناسبتي ، لقد جمعتني به عدة مواقف وكان هو الرقم الصعب بين جميع اللقاءات التلفزيونية التي اجريتها لحد الان  ، انني لم اجد قلبا وصدراً رؤوما يفيض بحب العراق ، كقلب عبد الرزاق عبد الواحد ولم اجد دمعا صادقا يذرف من عينين ، كدموع أبي خالد رحمه الله ، قد أكون مبالغا في وصفي له او متجنيا على احد بحبه للوطن، ولكني عندما جالسته في اثناء تصوير احدى الحلقات التلفزيونية ، وكعادتي ابدأ بمقدمتي التي اصف بها حال العراق وكيف كان يتغنى به الشعراء والادباء ، حتى استوقفت التسجيل لسماعي تنهداته التي لم تمهله لحظات حتى اجهش بالبكاء ، لينزل الدمع من عينيه مدرارا ، فيختلط بحبر الورق الذي كان موجودا على الطاولة .
ان حب الفقيد للعراق ، كان يفوق حدود الوصف، وجمال ابيات الشعر التي تخرج من قلبه فتلامس لسانه ، فهي كاللهب الذي يشعل جوارح الانسان في صحراء ذاته ، فتزيد من حبه وحنينه للوطن ، فقد كان يرجو بكل حواسه ان يعود الى العراق ، قبل ان يغتاله الفراق وهو في ارض المهجر .
   ان الرثاء من اصعب الأمور وأكثرها صلة بالنفس البشرية والتصاقا بالوجدان الإنساني،  والإنسان اذا فقد ابنه الذي هو جزء منه وبعض تكوينه المرتبط به عاطفياً وانسانياً، فانه لا يجد ما يفزع إليه للتنفيس عن مُصابه ، سوى البكاء أو الرثاء ما يخفف حدة الفاجعة التي قد تكون هدّت جسمه وجرحت قلبه، فما بالكم برجل كان مخرزه الذي لا يفارق جنبيه هو الألم والوجع مما حصل ويحصل للعراق الذي يئن تحت خاصرته طيلة سنوات البعد عنه . فأي أيوب هذا الذي كنت فيه واي جمل هذا الذي اسريت اليه!
ستشيعك القلوب وانت فيها حبيب طاهر عفٌّ نقيٌّ، فرحيلك اليوم، ترك جرحا عميقا في حشى الملايين من محبيك ، فالصبر لن يمسح دمعة الوجدان ولا الدهر يرسم لنا وجهة السلوان ،  وداعا أبا خالد ، حتى يوم اللقاء  ، نم هنيئا فان ربك لم يكن ابدا قد نسي الريان لمثلك ، اللهم اننا نسألك ان تجعل روح فقيدنا ممن تقول له النار: اعبر فان نور قلبك وصدق قولك ، قد أطفأت ناري وتقول له الجنة: أقبل فقد اشتقنا اليك ، قبل ان نراك .

رحيل متنبي العصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر
رحل متنبي العصر ورجل الثبات على المبادئ وبرحيله ارتحلت معه ثمانية عقود من الزمن العراقي والعربي، بأفراحه واتراحه، بثوراته ومعاركه، بانتصاراته وانتكاساته، بوفاقه وشقاقه، كان أبو خالد بيرقا لم تثلمه الملمات وصوتا صداحا يلهج باسم العراق حتى وهو يصارع المرض على فراش الموت ، لقد غيب الاجل والقدر عنا ، البقية الباقية من عمالقة الشعر العربي ، في زمن قل نظيره ممن ينطقون الكلم الحر الممزوج بالأصالة وحب الأرض التي ارتوت من عروقه وشرايينه ، وارتوت الأرض بعظيم أشعاره  التي قرأناها أطفالا وقرأها قبلنا وبعدنا الملايين من أبناء هذه الامة .
كان هاجس الفقيد رحمه الله ، الوطن ، بمائه وهوائه وخضرته ، بشرقه وغربه ، بشماله وجنوبه ، لان العراق بالنسبة له هو المناسبة ، فهو القائل: وطني … مناسبتي ، لقد جمعتني به عدة مواقف وكان هو الرقم الصعب بين جميع اللقاءات التلفزيونية التي اجريتها لحد الان  ، انني لم اجد قلبا وصدراً رؤوما يفيض بحب العراق ، كقلب عبد الرزاق عبد الواحد ولم اجد دمعا صادقا يذرف من عينين ، كدموع أبي خالد رحمه الله ، قد أكون مبالغا في وصفي له او متجنيا على احد بحبه للوطن، ولكني عندما جالسته في اثناء تصوير احدى الحلقات التلفزيونية ، وكعادتي ابدأ بمقدمتي التي اصف بها حال العراق وكيف كان يتغنى به الشعراء والادباء ، حتى استوقفت التسجيل لسماعي تنهداته التي لم تمهله لحظات حتى اجهش بالبكاء ، لينزل الدمع من عينيه مدرارا ، فيختلط بحبر الورق الذي كان موجودا على الطاولة .
ان حب الفقيد للعراق ، كان يفوق حدود الوصف، وجمال ابيات الشعر التي تخرج من قلبه فتلامس لسانه ، فهي كاللهب الذي يشعل جوارح الانسان في صحراء ذاته ، فتزيد من حبه وحنينه للوطن ، فقد كان يرجو بكل حواسه ان يعود الى العراق ، قبل ان يغتاله الفراق وهو في ارض المهجر .
   ان الرثاء من اصعب الأمور وأكثرها صلة بالنفس البشرية والتصاقا بالوجدان الإنساني،  والإنسان اذا فقد ابنه الذي هو جزء منه وبعض تكوينه المرتبط به عاطفياً وانسانياً، فانه لا يجد ما يفزع إليه للتنفيس عن مُصابه ، سوى البكاء أو الرثاء ما يخفف حدة الفاجعة التي قد تكون هدّت جسمه وجرحت قلبه، فما بالكم برجل كان مخرزه الذي لا يفارق جنبيه هو الألم والوجع مما حصل ويحصل للعراق الذي يئن تحت خاصرته طيلة سنوات البعد عنه . فأي أيوب هذا الذي كنت فيه واي جمل هذا الذي اسريت اليه!
ستشيعك القلوب وانت فيها حبيب طاهر عفٌّ نقيٌّ، فرحيلك اليوم، ترك جرحا عميقا في حشى الملايين من محبيك ، فالصبر لن يمسح دمعة الوجدان ولا الدهر يرسم لنا وجهة السلوان ،  وداعا أبا خالد ، حتى يوم اللقاء  ، نم هنيئا فان ربك لم يكن ابدا قد نسي الريان لمثلك ، اللهم اننا نسألك ان تجعل روح فقيدنا ممن تقول له النار: اعبر فان نور قلبك وصدق قولك ، قد أطفأت ناري وتقول له الجنة: أقبل فقد اشتقنا اليك ، قبل ان نراك .