18 ديسمبر، 2024 11:07 م

نقف اليوم بمشاعر عميقة الاسى، تشتعل فينا الحسرة والألم في موقع رثاء احد رجالات الثبات على المبادئ وعناوين الوفاء، رجل أحب وطنه وشعبه وناضل من اجلهما حتى اخر نفس في شيخوخته التي غيبتها سجون الظلم .. بطل رحل الى خالقه وهو يلهج باسم وطن افترسته وحوش التغريب والتحلل القيمي والعقدي في حقبة الحداثة الزائفة التي يتغنى بها سماسرة الفكر السيئ وعار الانتماء، رجل دافع بضراوة عن القيم الرفيعة، واستأسد في محاربة كل من كان يريد إجهاض العزيمة في صدور الرجال.
كان الفقيد عنوانا للصبر والكبرياء على مدى عقود من العمل في خدمة قضايا أمته التي تآمر عليها القريب والبعيد، في زمن التبعية والهوان والردة عن المبادئ الناصعة والمعاني الجميلة الذي نجد صعوبة في رثاء قامة كبرى كقامة ابي زياد ، الذي أفنى حياته في سبيل قضية وطنه وإعلاء شأن شعبه وأمته يوم كان في الامة رجال وفرسان.
ابا زياد الذي ابت نفسه وهو حبيس القضبان ان يفرط او يلين او ينحني امام جبروت سجانيه ومطارق قضاة نصبتهم زبانية الاحتلال، فلم يجدوا منه سوى الاصرار والتحدي والشموخ الذي يشرف العظماء ، الذين أنجبتهم ارض الحضارات، ووهبتهم شمائل العز ومنحتهم طاقات متميزة ارتقت بهم إلى قمة المجد وذرى العمل والتضحية والعطاء.
طارق عزيز رجل ليس ككل الرجال، ورمز ليس ككل الرموز، فما تركه فينا بين دفتي كتاب حياته الذي تتقاطر منه صفحات مضيئة تحمل كل صور العطاء والوفاء لا ينافسه فيها إلا من امتزج دمه بعرق الاخلاص ومعاني الرجولة، لان حياته لم تقتصر على المواقف الصلبة والقدرات الفكرية والسياسية الباهرة، بل كان رجل الفكر والسياسة التي صقلتها المحن والخطوب والتجارب والخبرات.
ربما لا يعرف بعضهم مسيرة حياة ابي زياد الذي شكل نموذجا للإصرار والمواجهة في كل الميادين وفي مختلف الأوقات، أو يدركون بعضا من العناوين العريضة التي بزغت في مرحلة ما ، من مراحل حياة الفقيد التي تختزن في صحائف أعماله مدونات كتبت بمداد المجد والعنفوان، على إيقاع مراحل وعهود زمنية عصفت بها التحديات وسرت فيها المؤامرات كسريان النار في الهشيم.
رحل طارق عزيز وغاب عن مشهد الحياة بصمت، وانطوت صفحة شيخوخته، لكن فكره المبثوث في العراق وكل أرجاء الأمة وربوعها ما زال متأججا يافعا يحمل الراية ويقود المسير إلى حيث المجد والسؤدد والانتصار.
ان رثائي لهذا البطل هو وفاء وعرفان، هو اعتراف وامتنان أن أرثي نفسي وأرثي عائلته وأرثي العراق والامة العربية وأرثي الإنسانية التي رحل عنها إلى دار البقاء بنفس مطمئنة، راضية ومرضية .
لا نقول لك وداعا عزيز الكبرياء، بل نجدد العهد لك ولمن سبقك في طريق الشهادة والموت على المواقف التي لا تنحني فيها رقاب الرجال، سأرثيكم لعل الرثاء يخفف فينا حرقة النار. رحلتم بلا موعد معنا ولكن رحلتم بموعد مع العزيز الجبار.
ابا زياد ، لقد بكاك القلب والعين توارت، واهلكنا جمود الدمع فيها… لقد بكتك القلوب قبل العيون ….

مقالتي لهذا اليوم …. مع خالص مودتي واحترامي
نقف اليوم بمشاعر عميقة الاسى، تشتعل فينا الحسرة والألم في موقع رثاء احد رجالات الثبات على المبادئ وعناوين الوفاء، رجل أحب وطنه وشعبه وناضل من اجلهما حتى اخر نفس في شيخوخته التي غيبتها سجون الظلم .. بطل رحل الى خالقه وهو يلهج باسم وطن افترسته وحوش التغريب والتحلل القيمي والعقدي في حقبة الحداثة الزائفة التي يتغنى بها سماسرة الفكر السيئ وعار الانتماء، رجل دافع بضراوة عن القيم الرفيعة، واستأسد في محاربة كل من كان يريد إجهاض العزيمة في صدور الرجال.
كان الفقيد عنوانا للصبر والكبرياء على مدى عقود من العمل في خدمة قضايا أمته التي تآمر عليها القريب والبعيد، في زمن التبعية والهوان والردة عن المبادئ الناصعة والمعاني الجميلة الذي نجد صعوبة في رثاء قامة كبرى كقامة ابي زياد ، الذي أفنى حياته في سبيل قضية وطنه وإعلاء شأن شعبه وأمته يوم كان في الامة رجال وفرسان.
ابا زياد الذي ابت نفسه وهو حبيس القضبان ان يفرط او يلين او ينحني امام جبروت سجانيه ومطارق قضاة نصبتهم زبانية الاحتلال، فلم يجدوا منه سوى الاصرار والتحدي والشموخ الذي يشرف العظماء ، الذين أنجبتهم ارض الحضارات، ووهبتهم شمائل العز ومنحتهم طاقات متميزة ارتقت بهم إلى قمة المجد وذرى العمل والتضحية والعطاء.
طارق عزيز رجل ليس ككل الرجال، ورمز ليس ككل الرموز، فما تركه فينا بين دفتي كتاب حياته الذي تتقاطر منه صفحات مضيئة تحمل كل صور العطاء والوفاء لا ينافسه فيها إلا من امتزج دمه بعرق الاخلاص ومعاني الرجولة، لان حياته لم تقتصر على المواقف الصلبة والقدرات الفكرية والسياسية الباهرة، بل كان رجل الفكر والسياسة التي صقلتها المحن والخطوب والتجارب والخبرات.
ربما لا يعرف بعضهم مسيرة حياة ابي زياد الذي شكل نموذجا للإصرار والمواجهة في كل الميادين وفي مختلف الأوقات، أو يدركون بعضا من العناوين العريضة التي بزغت في مرحلة ما ، من مراحل حياة الفقيد التي تختزن في صحائف أعماله مدونات كتبت بمداد المجد والعنفوان، على إيقاع مراحل وعهود زمنية عصفت بها التحديات وسرت فيها المؤامرات كسريان النار في الهشيم.
رحل طارق عزيز وغاب عن مشهد الحياة بصمت، وانطوت صفحة شيخوخته، لكن فكره المبثوث في العراق وكل أرجاء الأمة وربوعها ما زال متأججا يافعا يحمل الراية ويقود المسير إلى حيث المجد والسؤدد والانتصار.
ان رثائي لهذا البطل هو وفاء وعرفان، هو اعتراف وامتنان أن أرثي نفسي وأرثي عائلته وأرثي العراق والامة العربية وأرثي الإنسانية التي رحل عنها إلى دار البقاء بنفس مطمئنة، راضية ومرضية .
لا نقول لك وداعا عزيز الكبرياء، بل نجدد العهد لك ولمن سبقك في طريق الشهادة والموت على المواقف التي لا تنحني فيها رقاب الرجال، سأرثيكم لعل الرثاء يخفف فينا حرقة النار. رحلتم بلا موعد معنا ولكن رحلتم بموعد مع العزيز الجبار.
ابا زياد ، لقد بكاك القلب والعين توارت، واهلكنا جمود الدمع فيها… لقد بكتك القلوب قبل العيون ….