أتأمل دوما ككاتب يورط نفسه في التنبؤ المستقبلي الذي هو مقتل الكاتب .. اتأمل مقولة قائد عسكري الماني (( قضيت عمري لأعرف ما وراء التل)) نعم كل القادة السياسيين والعسكريين والاقتصاديين يأملون ان يعرفوا ما وراء التل حيث يعمل المنافس اوالخصم او العدو . النبي محمد (ص) قال للمحيطين به في معركة الخندق (( من يذهب الى تلك التلة ليرى ما ورائها ويرافقني في الجنة)) فلم يتطوع احد لأن معنويات الجميع كانت متدنية رغم انه (ص) كان معهم وقبل ذلك حفر معهم الخندق فضرب حجرا ثلاثة مرات بفأسه فتقدح شرارا وفي كل مرة كان يتبسم ولما سألوه اجاب بأنه في الشرارة الاولى اراني الله قصور كسرى وفي الثانية قصور اليمن وفي الثالثة قصور الروم .. نبي مرسل يعدهم بإسقاط ثلاثة امبراطوريات ولم يجرأ احد على تنفيذ رغبته مما اضطر النبي (ص) ان يوعز لحذيفة بن اليمان بتنفيذ المهمة .
تزاملنا كثيرا ولمستم اني لا اتنبأ بما تريدون ان تسمعوه او تقرأوه بل وفق قناعتي المختلفة احيانا مع قناعات راسخة لدى البعض ..
رحيل السفارة لحد الآن مؤكد بنسبة 80% وهذا يعني ان الكاتيوشا انتصرت على الدولة الاقوى في العالم على كل الصعد!!!! وعلامات التعجب جاءت نتيجة لمعرفتي بعدم دقة هذه الصواريخ على الاطلاق بحيث انها لم تتمكن من اصابة سفارة مساحتها اكبر من مساحة دولة الفاتيكان .. ولكن كل شيء يمكن توقعه في مرحلة الانتخابات الامريكية وخصوصا مع رجل مثل ترامب يمتلك الدهاء الممزوج ببعض الجنون .
ما الذي يجري وراء التل في دوائر صنع القرار الامريكي ؟ وما الذي ستتمكن امريكا من فعله مع الحكومة ومع الفصائل .. خصوصا وانه ثبت لها ان الحكومة متعاونة على مضض ولو كان لديها اي بصيص امل غير امريكا لسارت فبه وهذا ما يعرفه حتى الانسان الذي لا يعرف ما وراء التل ، وبالمقابل امريكا لا تريد خسارة حكومة عرف شعبها انها تريد ان تصنع شيئا لهذا الشعب وأنها تريد اعادة هيبة الدولة كبديل للفوضى ولكنها مكبلة بالاستراتيجية الايرانية واذرعها القوية نسبيا في العراق ، وأمريكا تعي ان اية حكومة تعمل لصالح العراق لا مناص لها الا ان تضعف النفوذ الايراني في العراق
عليه امريكا مع الحكومة ولن تقطع العلاقات بها الا اذا اضطرت الى ذلك وهي عالمة بالتأكيد بأن هناك مسلمات منها ان العراق يتحمل عقوباتها لعدة اشهر وينهار بعدها . ويأتي دور الاحزاب المسلحة والفصائل المسلحة والعشائر المسلحة .
وعليه يمكن توقع ان غلق السفارة هو اجراء موقت كي لا يحصل تشويش على فوز ترامب او ان تسدد ضربة مجلجلة مباغتة او سلسلة ضربات لبعض اذرع ايران اذا رأى ترامب انها تخدمه وستكون هذه الضربة / الضربات بلا ضربة مقابلة مؤثرة فقاعدة عين الاسد التي حتى الاعمى يرى انها باقية لحين زوال التهديد الإيراني للمصالح الامريكية ليس في العراق فقط بل في المنطقة كلها وهذه القاعدة مصممة لأن لا تؤثر بها كل الاسلحة المتوفرة في مسرح العمليات الايراني والعراقي ولعل ضربة الرد على حادثة المطار تؤكد هذه الحقيقة .
وهنا يمكن القول ان اجلاء السفارة سيكون موقتا لتهيئة مسرح عمليات محتمل ويزيد من هذا الاحتمال توجه النية لدى سفارات كثيرة للتقليص الذي قد يتطور الى رحيل ، وتعود العزلة وتبدأ العقوبات التي لا يتحملها العراق والتي يزيد من احتمالها ان هناك حزمة من العقوبات الثقيلة على ايران والتي لن تأت اكلها بشكل مؤثر الا اذا اغلق العراق منافذه مع ايران
المشكلة ان قرار بدء الحرب سهل ولكن الصعوبة تكمن في توقع نهاياتها ونتائجها عدا للذين يعرفون كيفية حساب قوات الطرفين . ويعرفون ما يجري وراء التل
اللهم انا نشكو اليك عجرنا وبجرنا فاجعلها بردا وسلامة وكثر من حكماءنا واهدي المغامرين الى حكمتك كما هديت الاشجع والاقوى والاكثر حكمة نبينا محمد (ص) الى صلح الحديبية مع الكفار ، وامنعنا من القتال مع الجبارين كما منعت نبيك من القتال وأذنت له بالقتال في الوقت المناسب ، وليس في الوقت غير المناسب .