في الذكرى السنوية لرحيل الروائي والشاعروالانسان صبري هاشم في 11\4\2016م___15/2/1952م من العام المنصرم .
ذكرى الفاجعة الاليمة الذي المت بنا من صباح ذلك اليوم المشؤوم حين كان وقتها ينازع انفاسه الاخير في ذلك الصباح وهو في منفاه الاخيرفي برلين حيث افنى حياته في المنافي من منفى الى اخر بين الحلي والترحال من نعومة اظفاره وهو ابن الخامسة والعشرين من العمر حين كان عسكريا في الخدمة المكلفية عام 1978م(خدمة العلم) في منطقة الشيخان في الموصل .
وعندما كان متمتعا في اجازتة الدورية ولمشيئة الله ولعدم وصول يومه الموعود كان له احد الاصدقاء من الشعب الكردي يسمى كاكا كريم من محافظة اربيل يعمل في قلم الوحدة اتى الى البصرة بعد ان طلب اجازة لمدة يوم واحد من الامر بحجة ان والدته كانت مريضة ويريد ان يطمئن عليها .
ليخبرصبري ان في البريد العسكري لهذا اليوم امر اعدامك في ساحة العرضات وعليك عدم العودة الى الوحدة العسكرية وهنا تدخلت مشيئة الله سبحانه وتعالى بأن لا ينفذ الامر .لان الله اختار له ان يموت في الغربة بعيدا عن الاهل والخلان وان هذا ليس يومه الموعود .
ثم استئاذننا للعودة الى الوحدة العسكرية كي يلتحق قبل انتهاء المدة الزمنية من اجازته .جزاه الله خير الجزاء
وودعناه انا واخي الراحل الى (الكراج الموحد )مرأب حافلات المسافرين في الساعة الثانية عشر ليلا و من هنا بدأت حياة الراحل صبري هاشم في المنافي حيث قرر وعلى الفور ان لابقاء له في العراق وعليه ان يتصرف وبعجالة دون تأخير لكي لا ينال منه النظام البعثي .
وبعدها اتجه بعد عدة ايام من البصرة الى دولةالكويت مشيا على الاقدام ودون دليل ودون اية احتياطيات تذكر حيث قضى فيها بعضا من الاشهر ثم الى اليمن التعيس حيث تزوج هناك وبقي فيها حتى نهاية اليمن الجنوبي وسيطرة البعثيين جماعة علي عبد الله صالح الموالين للنظام العراقي انذاك ومنها الى سوريا الاسد وايضا نفس نظام الحكم الزعوم وبعدها الى هانوفر ثم الى برلين حيث استقر به المطاف هناك بعد ان لاقى ما لاقاه من تعسف واعتقالات وخصوصا في البلدان (العربية الشقيقة المسلمة المضيافه )
حيث انه تعرض لعدة اعتقالات في هذه الدول العربية ,
رغم انه تعلم على الاعتقال بعد ان اعتقل من قبل في الامن العامة في البصرة اكثر من مرة وكانت اخرها اعتقل لمدة 112يوما وكانت من اصعب الايام الذي مرت بنا في ذلك الوقت وذلك لكونه احد المناوئين لحزب البعث ولذلك كنت على خلاف دائم معه لذلك السبب وكنت اقول ان هؤلاء الذين تعتز بهم لا يستحقون التضحية وانهم لمجرد يصعدون على الاكتاف ليس الا لكنه لم يعر اهمية لكلامي والتحق مع الانصار وناضل نضال مرير معهم وبالتالي لم يحضى بتقديرهم له ولوبحضور احد من رفاقه او حتى من ممثليهم الى منصب عزاء الفاتحة على روحه الطاهرة وكان ضني بمحله عندما كنت اخبره بذلك .
بعد ان كان الدينمو الرئيس والذي ضحى بالغالي والنفيس من اجلهم بدراسته ومستقبله واهله وحبيبته من اجل اناس لا يستحقون هذه التضحيات للاسف الشديد .وانا هنا لا اريد ان اسرد قصة حياته لكن هذا كلام عرضي ولست بصدده الان .
هذا هو صبري الانسان الذي جعلت منه الغربة كاتبا من طراز خاص وشاعرا وروائي قل نضيره حيث جمع بين الشعر والرواية الشعرية كذلك جمع الماضي بالحاضر كتب العديد من الروايات تجاوزت الاثنا عشر رواية وثلاثة دواوين شعرية ناهيك عن القصائد الذي ملئت الصحف والمجلات وصفحات الفيس بوك وهنالك بعض من الروايات كانت معدة للطبع لكنها لن ترى النور لان يد القدر ارادة ان لايكون ذلك في حين اتحاد الادباء العراقي واتحاد ادباء البصرة بالذات لم يكن بالمستوى المطلوب لاحتضان الشعراء والكتاب وخصوصا من هم في المنافي وتقييمهم للنهوض وتشجيع الاخرين ليحذوا حذوهم .
ولكونهم متقوقعين على بعضهم البعض وكأنهم كتلة حزبية اغتنمت الاتحاد لنفسها لايهمها الاخرين مهما كان مستواهم او بالاحرى هي من يريد ابعادهم خوفا من التنافس على الشهرة التي لاتجدي نفعا سوى المتاعب .
واخيرا اقول لاخي الراحل ابا اصيل نم ايها المناضل والمجاهد الشجاع نم قرير العين لا نامت اعين الجبناء الذين حرموك من حضن العراق واحضان البصرة التي كنت تأن وتحن عليها وعلى شطها ونخلها وسمائها وانهارها على كازينواتها ومقاهيها ونواديها على صبخة العرب وشارع التنانير وعلى شناشيل البصرة ولاتندم عليها لقد اصبحت اليوم خرابا يباب و اصبحت اليوم هباءا منثورا .وكأنني اراها تبكيك وتناجيك دون جدوى .
سلاما لروحك سلاما لمثواك سلاما لحروفك الذي كتبت مقرؤتا او لم تقرأ.
وسلاما لكل من رثاك او نعاك اوذكرك وسلاما لكل من قرأ باسمك سورة الفاتحة سلاما ايها الانسان المنشد للسلام.
واشكر كل الاخوة الذين بذلوا جهدا اضافيا في الكتابة من اجل الراحل ابا اصيل ولهم مني كل الامتنان والتقدير .
واخص بالذكر منهم .
الاستاذ فيصل الترك والاخ د.كمال ديب من لبنان والاخ د.حامد فضل الله من السودان والاخ قيس الزبيدي والاخ يحيى علوان والاخ عصام الياسري والاخ الشاعر سامي العامري والاخ مقداد مسعود وحسين رشيد وعبد السادة البصري وحسين علي وكل الذين شاركوا في الامسية التأبينية الذي اقيمت في قصر الثقافة والفنون في محافظة البصرة وللذين اقاموها وهيئوا لها والصحفيين والمشاركين بأي جهد او دون جهد كذلك الشكر موصول لكل من الاخوة شاكر كريدي والشاعرجميل حسين وطارق العبدالله والصدى نت وكل الذين ساهموا ولو بكلمه ولم اطول ان اقرأ ما كتبوافي كل المجلات والصحف الالكترونية تحياتي لهم جميعا متمنيا لهم العمر المديد والتألق والازدهارفي طريقهم انشاء الله
وعسى الله ان يمكننا ان نردها لهم بالافراح والمسرات.