المسيح , وبحسب مصادر حيث ينشط التجّار اليهود في جنوبه ووسطه , على الأرجح قد ولد في محافظة ميسان من العراق إذ كانت يومها لا توجد لا ناصرة ولا أور شليم ولا قدس , فالهيكل المزعوم إن وُجد وداوود وابنه سليمان مثلاً كانا في العراق , العراق القديم ممتدّ الأطراف والسيّد المسيح ع في بعض المصادر من بني النجّار أخوال محمّد ص قبيلتهم تمتدّ إلى المدينة البابليّة العراقيّة يثرب , الصراع بين الرسل والحكّام كان يدور في العراق , فمنه انطلقت مفاهيم الثوابت من الدّين , من دين تنتقل إلى الّذي يليه , العين بالعين والسن بالسنّ الخ من لبّ جميع “الأديان” من مدوّنات شريعة حمورابي , ورحلة السيّد المسيح إلى ما تعرف اليوم بفلسطين ربّما كانت عبر المياه “الأهوار والبحر الميت والرزازة وبحر النجف” بقايا بحر كبير يوصل بفلسطين” , انطلاقاً من سواحل العراق , أي من غرب سهله الرسوبي , ممّا يعني أنّ ما واجهه السيّد المسيح بدعوته من مصاعب والحالة تلك قد حصل وهو داخل العراق قبل أن “يسيح” إلى فلسطين , ألم ينهج أبو الأنبياء النبي إبراهيم من قبل نفس النهج بالهروب من العراق ! , والسيّد المسيح لم تكن مهمّته حكم البلد , بل مهمّته كانت تحذير وإنذار وهداية بني إسرائيل < والمتمركز كثير منهم في جنوب العراق ىآنذاك منذ السبي البابلي > ومهمّة الحاكم لا تقلّ عن مهمّة نبيّ أو رسول بل قد تكون أعسر وأهمّ بكثير من الّذي يحمل رسالة أو نبوّة شرط أن يكون الحاكم أعطى الحكم حقّه لا العكس كما يحصل اليوم ! , فكأنّ السيّد المسيح وهو ينوأ بمهمّته يوحي لغيره من أصحاب المهام الثقيلة الانتباه لقضيّة “الابن أو الأقارب” , كأنّه يحذّر من عواقب ما جناه نوح من ابنه .. رسولنا ص نفسه , ألله وحده أعلم لو عاش ابنه ابراهيم ولم يتوفّاه الله طفلاً ماذا كان سيحصل أثناء أو بعد وفات النبي من فتن ؟! ف”الأبّ” رسول , وينزل عليه جبريل بأجنحة تغطّي السماء كما يقول “المهياعون” قبل أن يظهر لنا العلم أنّ الأجنحة تتعامل مع الهواء لا مع الفراغ ! والهواء لا يغطّي فوق سطح الأرض أكثر من بضعة عشرات من الكيلومترات لو صدّقنا أنّ “المبلّغ” له أجنحة ! ؛ كما والأبّ “رسولنا” يكلّمه الله ويذهب ويعود إلى ربّ العزّة نفسه وبمركبة فضائيّة أسرع من الضوء بأضعاف مضاعفة اسمها “براق1” لا حيّالله خلگ وزير نقل ومواصلات يريد ابنه التحكّم بطائرة من لبنان إلى بغداد بركّابها السبعين بالريمونت كونترول ! .. ولكي يضرب الله مثلاً على ما يمكن أن يجلبه لنا من مصائب نبيّ أو حاكم يحكم العراق وله ابن اسمه حمّودي أو عادل أو عرعور ماذا سيحدث في العراق ؟ , جرّب ربّ العزّة المسلمين , أو لنقلّ جرّب العرب , ببنت أسمتها الملائكة ذات الأجنحة “فاطمة” ع , كما يدّعي المهياعون ذوو التركيبة العقليّة الغيبيّة , فانظروا ماذا أحدث هذا المخلوق السماوي بسببها “فاطمة” من إراقة لدماء لا زالت متواصلة منذ 1400 سنة وليومك هذا ! , والسيّدة فاطمة ع لا ذنب لها فهي فتاة مسكينة لا حول لها غير طاعة أبيها نبيّاً أو عندما كان فرداً عاديّاً , وسبق وهّددها أبوها نفسه ليهدّد من ورائها من يسرق من الّذين دخلوا الاسلام : “والله لو سرقت فاطمة بنت صولاغ قصدي بنت محمّد ساعة روليكس قصدي غرام ذهب لقطعت يدها” ! .. أحياناً يقع المرء في حيرة مريرة عندما يجد أنّ بلداً ديمقراطيّاً وجديداً مثل العراق أحرز المراتب الأولى في الكثير من المجالات منذ الاحتلال ولغاية اليوم , يتقارب وضعه الديمقراطيّ الرائع مع دول أوروبيّة عريقة في الديمقراطيّة وينافسها , ولتبلغ الحيرة قمّتها وأنت ترى مسؤولو البلدان الأوروبيّة المنافسون لديمقراطيّة العراق والمنافسون لأخلاق سياسيّيه تراهم وكأنّهم غير متزوّجون؟ , فاقتصار ظهورهم الاعلامي على نشاطاتهم السياسيّة فقط يوحي كذلك ! يبدون وكأنّهم اناس ليس لديهم أبناء أو أشقّاء أو “أعراض” خوات وخالات وعمّات , وكأنّهم يعني “خرجوا من زرف الحايط”! لا ماما ولا دادا مثل ما يقول البغداديّون , ولم نر عدسة كاميرا رصدت أيّ قريب درجة أولى أو ممتازة أو ثانية أو ثالثة من قادة تلك البلدان إلاّ عندما تكون هنالك فضيحة “كأن لم يدفع ابن رئيس حكومة أو ابن وزير أو ابن ملكة أجرة باص” مثلاً , وقد تسقط الحكومة برئيسها لو عزفت الصحافة على رشوة اكتشفتها ولو دعوة حفل خارج المهام الرسميّة ! ولم نر يوماً ابن مسؤول البلد أو ابن عديله أو ابن اخته أو ابنه يجلس على مقعد في طائرة خلف مقعد أبوه مباشرةً أو خلف رجل خالته أو خلف مقعد نسيبه المسؤول وهو ذاهب لمهمّة رسميّة ! , أو لمهمّة مصيريّة ! وليس ذاهباً للروضة .. حيرة فعلاً ؟! مع أنّ الديمقراطيّة هناك هي هنا ! الحبر البنفسجي نفسه , الاصبع كذلك , صندوق الانتخاب هو هو , كما والچهر الحلوة عندنا إن لم تضاهي چهر ساسة الغرب لمعاناً وبريقاً خاصّة بعد عمليّات التجميل ؟ بل يزداد سياسيّونا عليهم اتّباعهم تقوى آخر عنقود الراشدين ولبّتهم الامام عليّ , وهم لا ينسون في هذا “الحديث” القائل : “والله لو أنّ ابن وزير الخيل والطربگة والبغال الناقلة بين المدن امتطى بغلةً غير بغلته لسحلته بالطيّارة بعد أن أحوّلها سيّارة ؛ سحلاً” ! .. حيرة فعلاً ؟ أين الغلط في الأمر ؟ ..