18 ديسمبر، 2024 7:18 م

رحم الله الأيام الغابرة … لسان حال شيعة العراق اليوم

رحم الله الأيام الغابرة … لسان حال شيعة العراق اليوم

يوجد مثل دارج في العراق يقول ” ما تحس بخيري إلا لما تجرب غيري ” والقصد منه هو انك لا تحس بالخير الذي أقدمه لك إلا بعد ما تقوم بتجربة غيري من الناس, فتحس بمدى الفرق بين ما كنت أقدمه لك وما يقدمه لك غيري من الناس, وهذا ما ينطبق على العراقيين اليوم, فهم بعدما :

–         لمسوا الفساد المالي والسياسي الذي استشرى بمؤسسات الدولة وبسبب الساسة المفسدين والسراق.

–         شاهدوا الموت والقتل والدمار والهلاك وحرق الأخضر واليابس وبشكل علني ويومي وبكل لحظة.

–         ضياع الثروات والخيرات وتصديرها للخارج بعنوان هبات ومساعدات وهم – العراقيين –  محرومين منها .

–         فقدان ابسط مقومات الحياة وانعدام الخدمات بل تراجعها إلى مادون الصفر.

–         ضياع الأمن والأمان في كل بقعة ورقعة من العراق.

 

هذا وما لم أحط به ذكرا جعل من شيعة العراق بالتحديد يترحمون على أيام صدام لأنه وان كان قد ظلمهم بل ظلم العراقيين عموما, لكنهم لم يشهدوا قتلا ولم يعيشوا طائفية ولم يفقدوا الأمن كما فقدوه اليوم, ولم يكن هنالك فساد كما هو اليوم, فكل ما هو موجود اليوم من سلبيات لم يكن في زمن صدام إلا بشكل قليل جدا جدا, وهذا ما جعلهم يترحمون على أيام حكمه ويحنون لتلك الأيام, والسبب كما ذكرناه.

ولو رجعنا إلى السبب في هذا التفاوت وهذا الفرق في ما يحصل اليوم نجده هو بسبب التدخلات السافرة من قبل المتصدين لعنوان المرجعية الدينية التي بسطت نفوذها وبكل قوى على كل مرافق المؤسسات الحكومة, حيث إنها أمضت وشرعنت كل الظلم والضيم والحيف الذي يقع على الشعب العراقي, ولا يستطيع احد أن يعترض, لأنه لو اعترض لوضع تحت عنوان الإرهاب والتكفير ويكون داعشيا لأنه رفض امرأ أصدرته به المؤسسة الدينية وولاية الفقيه الفلانية, هذا الأمر الذي دفع بشعب العراق أن يترحم على صدام.

يقول المرجع الديني العراقي العربي السيد الصرخي الحسني في الحوار الصحفي الذي أجرته معه صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 18 / 4 / 2015م …

{…الضيم والظلم والمرض والفقر والجوع وفقدان الأمان والتشريد والتطريد والتهجير والقتل وسفك الدماء الذي مرّ ويمر على شيعة العراق الذي جَعَلَهم يترحّمون على أيام النظام السابق أيام صدام والذي جعلهم ينفرون ويفرّون من ولاية الفقيه فلان أو علّان فلم يرتبط بولاية علّان إلا المليشيات القاتلة المتعطشة لسفك الدماء…}.

وهذا هو واقع الحال, فقط الآن من يتمنى ولاية الفقيه والمرجعية والفلانية أو الفلانية هو فقط المليشياوي الذي استفاد فائدة كبيرة من هذه المرجعية وهذه المؤسسة الدينة أما الإنسان البسيط الفقير فهو يرى في هذه الأيام ما لم يراه في أيام صدام, وهذا لأنهم جربوا من هو أسوأ منه وأكثر ظلما وطغيانا وفسادا.