18 ديسمبر، 2024 7:39 م

رحم الله إمرئ عرف قدر نفسه

رحم الله إمرئ عرف قدر نفسه

القسم الرابع
ليس من المروءة أن يواجه النقد المستند إلى التشريعات ، برد الفعل السلبي والغريب القائم على التجاوز وسوء الخطاب ، بدلا من إعتماد الحسن من الألفاظ والأخذ بالمعلومة السليمة لتصحيح الإنحراف وتعديل إعوجاج المسار ، مع مراعاة الإعتبارات الواجبة عند إجراء الحوار ، فلا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ( إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ) . ما دام الهدف هو إنقاذ الوطن الضائع بوجهات نظر وآراء البؤس لأعضاء ومؤيدي الأحزاب الحاكمة بعد الإحتلال ، خاصة تلك التي تكثر الحديث بشعارات الوطنية والنزاهة وهي منهما براء ، بدليل عدم الإجابة على ما توجهنا به من الأسئلة والإستفسارات عن أكثر من حالة فساد ، كما إن على مسؤولي تلك الأحزاب توجيه منتسبيهم بما يخدم مصالح الوطن والمواطنين قبل الأحزاب ، بدلا مما يسيء إليها بإستخدام السيء والخاطيء من الأقوال ، ثم لا يجدوا بعد ذلك إلا الوقوع في شباك ما نصبوه من فخاخ ، وتقديم الإقرار والإعتراف بالفشل والفساد الإداري والمالي والتربوي في مسائل لا تحتاج إلى دليل ، وإن كنا غير منافسين ولا خصوم متربصين لزلة قدم أو لسان ، لأن معظم المتحدثين الحزبيين على صفحات التواصل الإجتماعي طوعا أو مبرمجين ، صيدا سهلا لتوجيه سهام النقد والإنتقاد إلهم ولأحزابهم ، وما لهم من دون ذلك من محيص ، ولا تشفع لهم ثقافة حزب بائس ولا رفاق إنتهازيين ، أما نحن الإداريون المهنيون المستقلون الأحرار ، فذو أيادي بيضاء وتأريخ ناصع وواضح وعقل سليم ، وسنكون على ما إقترفته الأحزاب من الذنوب ، وعلى ما أرتكبته من الجنح والجنايات شهود ، وعلى البعوض والذباب الألكتروني أن يقفوا عند حدود ما يتصفون به من التدني ، فليس في تعابير الخور إلا دليل الضعف والهوان والهبوط ، وكل ما يلفظونه من الأقوال لا يسمع صداها إلا قائليها ، لأن الصوت الناطق بالحق عن معرفة وعلم ، غير صوت الباطل الذي يفتخر به عن أمية وجهل ، والزهق بالدمغ لمن يمتلك أدوات الدفاع بالحق ، وليس عند من لا تساعده بيئة نشأته ونوع عمله والمحيطين به ، وكل مخلوق ميسر لما خلق بما منحته له فرص التعلم والفهم العام أو الخاص ، في الإدارة أو في غيرها من الإختصاصات والإهتمامات ، البعيدة جذريا عمن لا تعنيهم تفاصيلها إلا عند دس أنوف الثرثرة لمجرد الكلام ، ولقد نصحنا ومن موقع مقومات القدرة المتواضعة ، أن لا يكتب أحد مما يملى عليه أو أن يضع إسمه على ما يكتبه غيره له ، خشية الوقوع في دائرة الفهم الخاطيء وعدم الإستيعاب وتحمل مسؤلية ما لا يطيق عند السؤال ، مثلما إعتبر أحدهم كلمتي ( الأسنة والمراوغة ) يوما شتيمة ؟!. لنعرفه اليوم وبالإيضاح ، أن منصب الوزارة في كل العهود وأنظمة الحكم لا يستل ، خاصة في زمن الإحتلال والمحاصصة الحزبية البذيئة والذميمة ، التي عمل بها حزب الطبقة المسحوقة بكذب الإدعاءات ، فالإستلال لغة وممارسة هو إنتزاع الشيء بالقوة أو باللين ، والحزب ليس مؤهلا ولا أهلا لذلك في كل الظروف والأحوال ، وهو السرقة وخيانة الأمانة العلمية عند إعداد البحوث والدراسات والأطاريح ، والحزب لا يجيد غير صناعة الشعارات والأهازيج ومقالات التنظير الحزبي التي لا تغني من فقر ولا تشبع ولا تسمن من جوع ، وأجزم بأن معظم الأقوال بالرد من الإملاءات المفروضة طوعا أو كرها كما أسلفنا ، وقد أوضحنا رأينا فيها ولا تستحق التكرار ، لأننا من حملة قلم وكتاب ، ولا يخفى علينا التعبير الطارئ والساذج الذي يستخدمه الحزبيون . ونعرف جيدا أنهم لا يستطيعون فهم وإدراك ما كتبناه طيلة سبع سنوات ، وستأخذ المندسين نشوة العزة بالإثم إلى حيث التجاوز والإساءة كما بدء بها من كشفنا حقيقته السوداء ، وهو ما ستكشفه ردود ثقافة النقص التي ظهرت بشكل مفاجئ ومدفوع ، ولا أدري إن كان إنتساب أولئك إلى أحد الأحزاب السبعة قد حصل بعد الإحتلال أو قبله ؟!. أو أن تكون الفائدة من إمتيازات العدالة الإنتقالية بالسر أو بالعلن خلف كل تلك التجاوزات ، وأتمنى من القائل ( كن واضح واعلنها بجرئه ) بيان آلية التهجم المكتشفة ( لاسباب اديولوجيه فقط ) ؟!, عسى أن نستفيد من اللغو الآيديولوجي للحزب الذي يعاني من شدة ألم خسارته المسبقة في الإنتخابات ، بعد فشله في عقد المؤتمر الذي أراده نقالة إسعاف لجسده الميت سريريا منذ تأسيسه ، والذي يحيط به ويعاني من تداعياته عبر تأريخة الحافل بالرفض الشعبي له ، وما أقرته التشريعات له خصوصا من العقوبات . حد إسقاط الجنسية العراقية عن منتسبيه وإبعادهم من العراق سنة 1954 . وذلك مما لا يعرفه الحزبيون أنفسهم ؟. ولدينا المزيد .

* إن مشاركتي المتواضعة في الحراك المدني الشعبي المستقل ، تدل على عدم الخوف والخشية من أي حزب ، ومعارضتي لفشل وفساد الأحزاب جميعها واضحة جلية ، وقدمت في سبيل الإصلاح ما لم ولن يقدمه أي حزب فيما أعرف في مجال الخدمة والوظيفة العامة ، وذلك ما أعتز به ولا أفخر ، لأنه نتاج تجربة إكتسبناها ممن سبقونا ، ومن الخطأ الجسيم وصف معارضتي لحزب فاشل وفاسد ومفسد بالأدلة والبراهين التشريعية والممارسات التأريخية ، بأنها وحسب تعبير المبرمج بأنها ( ثلمه بتاريخك ) ؟!. لأنها من علامات الفخر والإعتزاز، وشهادة مواجهتي ومحاربتي لأحد مصادر إقرار العدالة الإنتقالية ، بدليل اللقاء الذي أجرته قناة الشرقية مع رئيس الحزب الذي نشرناه . وهناك المزيد مما ستكشفه أجزاء كتابنا الموسوم ( التوجهات السياسية وأثرها في التشريعات العراقية ) ، ليعرف الجميع موضع بعض المذاهب الحزبية والسياسية في مواقع النبذ والمساءلة الحكومية والرفض الشعبي ، وفي أقل أحوال العراق ما بعد الإحتلال ما يكفي للإدانة ، وتأريخ العراق يشهد بأن مقام ومقال الحزبي والسياسي فيه ، لا يتعدى حدود فترة سطوته على السلطة بالإستحواذ والإستئثار ، ولا خير فيمن كل يوم بثوب أو فستان ، ونهايتهم على أيدي رفاقهم أو أضدادهم من الأخوة الأعداء ، إما طريد أو سجين أو قتيل ، يستجدي عطف أمثاله من الإمعات ، فتبا وتعسا لذلك المقام والمقال ، ويا ليتهم تعلموا كيف تقنن الأعمال والأفعال والسلوك والتصرفات والأقوال ، وكيف ترتب الحروف وتصاغ الجمل والكلمات ، وكيف يبنى الوطن والإنسان ..