17 نوفمبر، 2024 2:29 م
Search
Close this search box.

رحم الله إمرئ عرف قدر نفسه

رحم الله إمرئ عرف قدر نفسه

القسم الثاني
ليس من قيم ومبادئ الحوار أن يتسارع مستجد على ساحته بالأقوال دون تفكير ولا روية ، إلا إذا كان مبرمجا للرد نيابة عن حزبه المنهار ، في أن يطلب ممن تعلم ألف باء الحروف منذ الصغر ، وقرأ وكتب متواضعا نقشا على الماء والحجر ، أن يكون واضحا وجريئا بالعلن ، وهو يعرف أن من يخاطبه أكثر وضوحا ودقة وجرأة فيما يكتب بالعلن من أي من أعضاء حزبه ، العاجزين عن الإجابة على ما يتوجب عليهم بيانه وإيضاحه ، كما إنه لا يعرف أن الكتابة وسيلة للتعبير بالسر والعلن ، وليست غاية إلا عند من يشعر بالنقص الثقاقي ولا يعرف كيف يضع المعنى والمقصود من الكلم ، أو عند من يوجهون بيادقهم بالقول أو بالفعل بدون معرفة أو علم ، وقد أبتلينا بمن لا يحسنون صناعة الألفاظ وإستخدامها ، ومن المؤكد أنهم يكتبون ما يمليه عليهم من يعتقدون بصحة قوله وإن كان على خطأ ، وعليك تحمل لغو الجدل وثرثرة المتفيقهين ، وضعف متانة ورصانة وقوة الرأي الفاقد لمقومات السداد والأمل . والأنكى من ذلك أن يلتزم الصمت من لا يتوجب عليه الإمساك عن الإدلاء بما هو مطلوب منه ، لأن غايتنا نشر الوعي الثقافي والفهم السليم لمقتضيات ومتطلبات الحوار ، وإن دفعنا ثمن ذلك بأي شكل أو صورة قد تضر ولا تنفع ، ولكننا من آثر على تقديم المصلحة العامة على الخاصة فكرا وممارسة ، ولا يعنينا ولا يمثل لنا عدم رضا فلان أو علان من شيء في الميزان ، لأن ذلك من موانع وحواجز أداء الواجب الذي فطرنا عليه ، وحتى لا نسمح لأي كان من المتطفلين من تجاوز حدوده بإشاعة المعلومة الخاطئة وتفشي أدرانها من غير صد ومعالجة ، مع إن الموضوع فيه تعدي واضح ومقصود ، بعد عجز العديد من الدمى المتحركة على صفحات التواصل الإجتماعي من تأكيد أو نفي مصداقية الحوار للأسف الشديد ، وكما يعلم الجميع أن ذلك ليس بالإعتداء الأول ولن يكون الأخير ، وعزائي في كل مرة أن لم يكن المعترض من هو أهلا لذلك ، ولا أدري كيف يكون معلما ؟!، من لا يعرف التقييد بشروط الرصانة والسلامة الفكرية من ضوابط الرأي والرأي الآخر ، إلا إن المبرمج على القول نيابة عن غيره ، لا يهمه أن ينتهي بجملة ( رد غير لائق ) وإن لم يفهمها ولا يعي أبعادها ( ونحن فعلنا ما يليق من الوفا … فلا تفعلوا ما لا يليق من الغدر ) . وقد ينسجم تعبير (غير اللائق) مع الخلط غير المتجانس والتناقض في جميع الأقوال غير المتطابقة مع المقاييس المقبولة للذوق العام وآدابه . خاصة في تحديد مخاطبتي للناس على أساس العواطف خلافا للواقع ؟!، ولا غرابه في صدور ذلك ممن لا يعرف ولن يفهم ، أن القانون لا يخاطب عواطف الناس مثلما يفعل أعضاء الأحزاب الفاشلة والفاسدة والمنهارة فكرا وممارسة ، لأن القانون ( مجموعة من قواعد السلوك العامة المجردة ، المنظمة للعلاقات الإجتماعية بين الأشخاص ، والمقترنة بجزاء مادي تفرضه السلطة العامة على من يخالفها ) ، وبالتالي فإن القاعدة القانونية التي يتكون القانون من مجموعها ، تشكل خطابا موجها إلى الأشخاص ، يشعرهم بترتيب نتيجة معينة على حدوث واقعة محددة ، إبتغاء ضبط النظام في المجتمع ، وتحقيق الإنسجام بين روابطه ، وهي بذلك قاعدة سلوك إجتماعية عامة مجردة ملزمة ، تنظم الروابط بين الأشخاص في المجتمع ، وتحدد سلوكهم وتفرضه عليهم ، وتشيع روح النظام فيما بينهم وتتولى إدارتهم ، وتتبع قوتها الملزمة بالجزاء المادي الذي تفرضه السلطة العامة على من يخالف أحكامها . وتلك من بديهيات العمل التي لا تعتبر من أساليب الإستهانة بالآخرين ، إنما هي سر القوة التي وضعها الله سبحانه في قلب وروح كل معارض لأنظمة الظلم والجور في سبيله ، ولم ولن أخشى في الله لومة وتعدي أي حزب كان ، والقلم يشهد لمن هو أهلا للتصدي والمواجهة ، ولا شأن لله بكل متحزب لغيره ، منهمك بتقبيل مجسم رأس هبل عند بوابة مقر حزبه ، ومولع بتصوير ونشر كل ما لا نفع منه أو فائدة للمجتمع ، إلا الرياء والمبالغة في إظهار النشاط الشخصي والحزبي المزدوج ، المفتقر لمقومات النضوج الفكري والعملي المطلوب إجتماعيا وثقافيا ، الذي إستغله الحزب في ترويج أفكار سلعته النشاز وسط البسطاء والسذج من الناس ، لأغراض إنتحابية لم ولن ينال منها شيئا إلا تحت عباءة الأحزاب الإسلامية التي ينتقدها اليوم ، بعد أن شاركها سلطاتها ومغانمها ، وتسلم ثمن خيانته للوطن قبل الإحتلال وبعده ؟!. كما لا يكون الإحترام صادقا إلا إذا كان على نهج ومنهاج العمل الخالص لله سبحانه ، ومن ثم للوطن والشعب من خلاله وحده . وليس في ذلك من منة أو هبة من غير إستحقاق مفروض وبدون طلب .

أحدث المقالات