23 ديسمبر، 2024 1:16 ص

 رحمة بالصغار …. حلوا البرلمان .. 

 رحمة بالصغار …. حلوا البرلمان .. 

لم نخسر اموالنا في الفساد فقط ، فذلك يمكن ان يُعوض في يوم ما  عندما تنتهي هذه القصص المملة  المحزنة لتكرارها ، ويوضع حد لهاولكن كانت هناك  انعكاسات  إجتماعية سلبية كبيرة لهذه ( المفردة  العجيبة ) وهي  أهم من المادة ،  ينبغي الالتفات لخطورتها ،   ليس على ( الكبار ) فقط ، بل على ( الصغار ) أولاً –  بناة وحماة المستقبلعندما يكونون مضطرين رغما عنهم لسماعها ،  اينما اتجهت أبصارهم ، وتحركت اصابعهم مع ( الريموت كونترول ) ، بدل أن يروا ما ينفعهم في تنشئتهم  الصحيحة ،  وبناء شخصياتهم السليمة ، والاقتداء بما يشاهدونه من نماذج ايجابية  ومفردات سلوك وبرامج  عمل ، تُنقش  في الذاكرة ،  ويكون لها أثرها الايجابي عليهم  في المستقبل ..
 
فمتى تنتهي هذه المفردة السقيمة ..؟!..
وربما يكون من المفيد أن  تأخذ  القنوات التلفزيونية خطورة  هذا الامر في الاعتبار ،  وتنصح العوائل  بان تبعد اطفالها عن نشرات الاخبار ، فهي لا تعنيهم ، فليس فيها غير أخبار الانفجارات والارهاب بكل مسمياته ، ولم يسلم منها حتى  الاطفال الرضع ، واخبار مسلسل الفساد ، والفضائح ، والسرقات والمناكفات والخلافات التي تصل عند البعض الى حد الشتائم والمشادات الكلامية ، وبالايدي احيانا والتصرفات غير المناسبة ، والفوضى وعدم  الانضباط  عندما تتحول جلسة مجلس  النوابوهو المسؤول عن التشريع والرقابةالى ( هرج مرج ) دون مراعاة للضوابط  وتقاذف بالاتهامات  …هذا يتهم ذاك  ، و( أخراحيل الى القضاء ،  وثالت  الى النزاهة ، ورابع وخامس ..  وهؤلاء خالفوا القانون ، واولئك استغلوا مناصبهم لاغراض شخصية ، وغيرهم أثروا على حساب المال العام  …  

ماذا يستفيد الطفل والفتى  والشاب من هذه الاخبار ، وماذا يتعلم من قصص الفساد ، وما هي انعكاساتها عليه عندما يقارنها بما تعلمه من دروس تربوية في المدرسةوكيف سينظر الى الدولة عندما يكبر ، وهو يرى أمام عينيه ،  ويسمع على لسان مسؤولين اتهامات ببيع الوظائف ، وقبلها الوزارات .. وكيف أسقط الفساد هيبتها  ، وفقد المنصب  قيمته الاعتبارية في نظره ، واختلطت الالوان ، وتقاطعت  الخطوط ، وتشابكت الخيوط ، وانعدمت  الثقة ، وضاعت الحقيقة ، وهي ضالة المتلقي ، وتساوى الصالح والطالحفلم  يعد يعرف من هو الفاسد ، ومن هو النزيه ، ومن هو المخلص  للوطن ، ومن هو عكسه ، ومن هو الكفوء ومن هو غير الكفوء   …واختلت عنده المقاييس .. فكيف له ان يفرق بين الامانة والخيانة ، وبين البناء والتهديم ، والانضباط والفوضى ،  والعقاب والثواب ..؟!
رحمة بهؤلاء الصغارحلوا هذا البرلمان رجاء
 
فاذا كان الكبار  يقولون انهم  لم يحصلوا من ( ممثليهم ) في هذه الدورة البرلمانية  على ما يعادل قيمة أصواتهم  … فهل تعلم الصغار شيئا مهما  مما عرض امامهم  في الجلسات من  خلافات ،  ومناكفات و( تعايربالفساد والارهاب وعدم الالتزام بالنظام ، والتباري بالتسقيط ، والاتهام بسرقة المال العام؟.
الجواب واضج