12 أبريل، 2024 7:02 ص
Search
Close this search box.

رحل شفيق فمن سيكون شفيقا من بعده

Facebook
Twitter
LinkedIn

فقدت الساحة الفنية والادبية والثقافية فارسا من فرسانها ونجما لامعا من نجومها عراقيا أصيلا محبا للعراق محبا للفن محبا للثقافة العراقية وحريصا على خدمتها في أي موقع يكون.. رحل المرحوم الدكتور الفنان شفيق المهدي في وقت صعب في وقت نحن في أمس الحاجة لأمثاله المخلصين.

لم يمهله الموت طويلا فأفجعنا برحيله الصاعقة رحل المهدي الذي كان رجلا وفنانا رائعا ومحبا لوطنه ولزملاءه ولكل من يعرفه رحل شفيق المهدي الفنان المهذب المتفاني الفنان الناجح تدرج في عدة مناصب حتى استقر مديرا عاما لدائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة بعد ان نادى كبار تشكيليو العراق بوجوب اشغاله لهذا المنصب

شخصية قيادية محترمة كان مشغولا جدا ودوما بهموم أهل الفن ومشاريعهم الإبداعية وكان يأخذ على عاتقه كيفية أعادة رونق الفن العراقي الى ما كان عليه قبل سنوات طوال. كان يتحدث عن أحلام تصدر الفن والثقافة العراقية المشهد الدولي ويطير بعيدا بخياله الخصب نحو مؤسسات فنية رصينة بإدارتها وتخطيطها.

حينما تراس ادارة دائرة السينما والمسرح في وزارة الثقافة العراقية أمتلك العصا السحرية وغير مجرى الأمور في أفقر مؤسسة عراقية ليحولها في غضون عامين قبلة العالم العربي والدولي في سابقه لم تكن لدى أي مسؤول عراقي حتى اللحظة

قال في يوم ما أذا ما أحسست يوما بأن هناك حزب يتدخل في عملي أو يأمرني فعلي في ذلك الوقت أن أغادر مكتبي ومنصبي وأعود الى الجامعة كتدريسي بوصفي أستاذا في الجامعة أمارس مهنة التدريس منذ خمسة وعشرون عاما

لم يكن مدعيا للفن بل كان الشعلة الوهاجة فيه ولم يكن يزايد على منصب او جاه فهو شفيق المهدي نارا على علم لم يتسلم منصبا الا كان ناجحا ومتميزا فيه.

كانت له احلاما كبيرة وكثيرة بخصوص الفن العراقي والثقافة العراقية وكان دائما ينتظر عراقا مستقرا امنا لتتحقق كل الاحلام الفنية والادبية والثقافية .

رحل شفيق المهدي ولم يترك فينا سوى الاثر الطيب وحبه لخدمة العراق وأهله ففي محافظة بابل كان الجميع ينتظر حضوره ومشاركته كضيف شرف للمؤتمر الدولي الاول للابداع والذي سيقام في رحاب جامعة بابل يومي 28 و29 تشرين الثاني المقبل لما يمتلكه الفقيد من كفاءة مهنية وعلمية ونزاهة وحب للعراق وأهله كما انه استطاع ان يظهر دائرة الفنون العامة بصورة جديدة ومتميزة خلال تسنمه المنصب مديرا عاما للدائرة . كما انه كان متعاونا مع ادارة ولجان المؤتمر وإستقبلهم في مكتبه وقدم له كافة التسهيلات في مجال الفنون والاعلام كما اتفقت ادارة المؤتمر على ان يكون جزءا كبيرا من التشريفات على عاتق وزارة الثقافة ولكن الموت أضاع فرحتنا بلقاءه ووجوده بيننا.

رحل شفيق المهدي.. فهل لنا من بعده شفيقا يكمل مسيرته ويخطو على خطاه؟؟ ويقدم ماقدمه؟؟ ويكون ذلك الفنان المبدع وذلك الرجل الغيور على الفن العراقي وأهله.

وداعا شفيق المهدي وداعا ايها الغيور على مهنته والمحب للعراق ولأبناءه الشرفاء .. لانملك الا ان نقول رحلت جسدا وبقيت بيننا روحا وذكرى جميلة وأرث تفتخر به كل الاجيال .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب