لانتحدث عن افضل لاعب كرة قدم ، وليس لان هناك خلاف على ذلك ، فالخلاف جماهيري لا وزن له ، وليس عند خبراء اللعبة أو مؤسساتها وارشيفها ، ف”بيليه” هو الافضل طبعا ، انما الخلاف الذي تراه هو عند الاذواق العمرية مثلا التي لم تر بيليه يلعب ويسحر الناس ويكسب فبدات تواكب اللعبة منذ باجيو او زيكو او مارادونا ، أي بعد عصر بيكنباور وبوشكاش وبلاتيني ومن تبعهم، او عند الفئات الشبابية التي عاصرت رونالدو البرازيلي ثم البرتغالي مرورا بزيدان ورنالدينيو وأسماء كثيرة إزدحمت بها الساحة في الآونة الأخيرة لانتشار اللعبة بشكل اكبر مع التقدم التكنولوجي والتلفزيوني الهائل ،
ورغم كل التجاذبات والاختلافات على الأفضلية بين المحبين والمشجعين ولكن يبقى التاريخ والشواهد واللقطات والانجازات والتأثير والأسبقيات تشير الى رجل واحد اتفق عليه اهل اللعبة من محترفي العالم ، هو بيليه الجوهرة السوداء ، اول من حول لعبة كرة القدم الى الرياضة الاولى في العالم تسويقا وجماهيرية كما مثبت في أروقة ومكتبات الاتحاد الدولي ، وأول من ادخل اللعبة الى أمريكا الشمالية وجعلهم يشتركون بانتظام منذ ذلك الحين في المحافل وفي كأس العالم ، وأول من ابتكر مهارات فردية لم تكن معروفة قبله ثم قلده بعدها مهرة اللاعبين الذين امتعونا من بعده وأول من حول الرقم 10 من مجرد رقم عشوائي يوضع على ظهر اللاعبين لخدمة الحكم الى رقم رمزي لايرتديه الا اللاعب الافضل في الفريق ، ويتسابق على أرتدائه كل محترف كبير ، واول من حول البرازيل من مجرد فريق قوي الى أقوى بلد يلعب كرة القدم ويمتهنها ،
ولم تأت الأفضلية من إنه الوحيد الذي حصل على كأس العالم ثلاث مرات برقم لايمكن ان يتكرر ، وبيليه هو السبب في صناعة كاس جديدة بعد ان امتلكت البرازيل الكاس الاولى بانجاز لم يتكرر عبر التاريخ والى اليوم ولا لانه اول لاعب تؤممه بلاده وتعتبره ثروة وطنية لاحق لاحد باستعارته وحرمت الاندية العالمية الكبرى ذلك الحين من ضمه لصفوفها -والتي كانت تتنافس عليه باعلى العروض الشرائية -، ولكن الأفضلية لبيليه تاتي من أخلاقه الرياضية العالية ومساهماته في نشر الروح الرياضية التنافسية غير المتعصبة ،ومواقف سياسية ضد الدكتاتورية والعسكر التي لولاها لربما كان اخذ الكأس الرابعة فهو مع الثلاثة كؤوس اعتزل في الثلاثين فقط ،
وأفضلية بيليه تواجده في المحافل الرياضية الدولية كأهم رمز يمكن ان يؤثر على اللعبة ، امتدحه زعماء العالم ومناضلوه ، قال عنه نيلسون مانديلا الزعيم التاريخي للكفاح ضد العنصرية ان بيليه ليس مجرد لاعب ، واكرمته الدول واتخذته اولى الشركات علامة تجارية ، أمور وانجازات وتاريخ لايمكن ان يقارن باحد الا برجل مثل محمد علي كلاي وامثاله وهم قلائل ، ولذا فعندما اختير رياضي القرن كان الثاني بعد الملاكم الأسطوري والاول على مستوى كرة القدم ،
رمزية بيليه تتجاوز المهارة والفن الذي أوتي هو اعلاها ، فان تساوى هو و أي لاعب آخر ممن تحب فاعلم ان الاسبقية الزمنية والتراتبية ترجح كفة بيليه ، ولا عجب إذن ان تخرج علينا اول امس جميع الصحف العالمية “السياسية” دون الرياضية بصورته في الغلاف الاول ونعي يستحقه ومكانة سامية ، فقد علم الفقراء اللعبة ليكسبوا عيشهم ، وحارب المنشطات والمخدرات ، وساهم في نشر القوانين الرادعة بدعمه بثقله الرمزي لانحادات العالم ، ودعا الى اللعب النظيف وعزز هدف الرياضة السامي وأنقذ الملايين من الفقر وضحى بالمال من اجل مبادئ اهم ووفى بوعده لابيه وشعبه وقيم رياضية اخرى كثيرة ،،
فإذا أردت ان تبحث عن الأفضلية وتجادل حولها فدع بيليه جانبا وتجادل حول الآخرين ،، لانه -فعليا في مجاله- الملك.